حذّر قياديون في المكون السني، من فوضى قد تحصل في مدن عراقية ذات أغلبية سُنية، جراء دعم بعض الجهات السُنية باتجاه التصعيد ضد الكورد، مرجحين أن هذا "التصعيد" يهدف إلى التقرب من إيران.
وكان رئيس مجلس النواب المقال، محمد الحلبوسي، أعرب عن رفضه تسليح قوات البيشمركة الكوردية بأسلحة "ثقيلة ومتطورة" عادّاً الخطوة بمثابة "ضرب الأمن المجتمعي الوطني".
وردّ عليه عضو مجلس النواب العراقي عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ماجد شنكالي، آنذاك، بالقول إن "أحدهم اغتر كثيراً وتجاوز الحدود وأراد أن يلعب لوحده دون الأخذ بتعليمات وتوجيهات الطرف الإقليمي الداعم والراعي للنظام السياسي القائم، فتم طرده وحرمانه من اللعب لمدة غير محدودة"، مضيفاً: "الآن بدأ بمغازلة ذلك الطرف الإقليمي والمقربين منه بصفقة ديالى مروراً بكركوك وأخيراً وليس آخراً رفضه تجهيز قوات البيشمركة بالمدافع والأسلحة بحجة الدفاع عن المكون، أقول له متأكداً ومتيقناً: GAME IS OVER".
"يجعلون مناطقنا ميداناً لصراع الآخرين"
وفي هذا الصدد حذّر القيادي في حزب متحدون، أثيل النجيفي، الإثنين 4 تشرين الثاني 2024، من خطورة إثارة أي صراع وخلاف ما بين العرب والكورد خلال المرحلة المقبلة.
وقال النجيفي في حديث لمنصة "الجبال"، إنه "بالتأكيد ليس للمكون السني أي مصلحة في خلق صراع مع الكورد، بل على العكس فإن استقرار مناطقنا مرتبط بحسن العلاقة بين الطرفين".
وبيّن القيادي السُني، أن "الذين يسعون لخلق صراع مع الكورد لا يهتمون لمصلحة العرب السُنة ولا يكترثون للأمن والاستقرار في محافظات نينوى وكركوك، بل لا يتعدى اهتمامهم المصالح الشخصية والسياسية التي يسعون للحصول عليها".
وأضاف النجفي، وهو محافظ نينوى الأسبق، أن "موقف الداعين للتقاطع والصراع مع الكورد إنما يحمل في طياته موقفاً آخر في غاية الخطورة وهو نقل المعركة إلى مناطقنا لا سيما محافظات نينوى وكركوك إذا حدث اضطراب في المنطقة".
وأكد النجيفي، أن "مصلحتنا الوطنية تتمثل في هذه المرحلة في غلق كل الصراعات الداخلية والبحث عن الوحدة الوطنية وتقويتها استعداداً لأي اضطراب يحدث في العالم أو المنطقة"، مستدركاً بالقول: "أما إثارة الصراعات الداخلية فهي تجعل من مناطقنا ميداناً لصراع الآخرين".
"التصادم مع الكورد يرضي إيران"
من جانبه، علّق السياسي وعضو مجلس النواب السابق مشعان الجبوري، حول التصعيد ضد الكورد، بالقول، إن "الأمر يتعلق برؤية محمد الحلبوسي واعتقاده أن التصادم مع الكورد يرضي إيران وحلفائها في العراق والذين أخرجوه من البرلمان".
وكان القضاء العراقي قد أنهى عضوية الحلبوسي من مجلس النواب، وبالتالي أزاحه من منصب رئيس البرلمان، نهاية العام الماضي، بسبب إدانته بجريمة التزوير.
واعتبر مشعان الجبوري في حديث لمنصة "الجبال"، أن تسوية وضع الحلبوسي "يتقدم على أي مصلحة"، وفق تعبيره.
وكان الحلبوسي قد رفض في وقت سابق، عبر تدوينة بمنصة "إكس"، تسليح قوات البيشمركة، وعاد لتكرار رفضه في اكثر من مقابلة تلفزيونية.