اعتبر عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة، رئيس الحكومة محمد السوداني يتلقى قبولا شعبيا غير مسبوق، فيما قال ان ما حققه الاخير في عامين من تفاهمات مع كوردستان لم يتحقق في 20 عاما.
وهنأ الحكيم خلال مشاركته في جلسات ملتقى الشرق الأوسط "ميري 2024"، الذي بدأ أعماله في أربيل، اليوم الثلاثاء، كوردستان بـ"نجاح الانتخابات"، ولفت الى مشاركة واسعة والشفافية في يوم الاقتراع، واعتبار "تمهد لاستقرار سياسي متزايد في الاقليم ينعكس على كل البلاد".
ونتمنى الحكيم ان "نشهد انتخابات مشابهة في نهاية العام المقبل في الانتخابات التشريعية الاتحادية".
وقال زعيم تيار الحكمة ن أن "بناء الدولة يتطلب مناخ اجتماعي واقتصادي، وكانت الازمات تتوالي قبل عقود في العراق، وبعد سقوط النظام السابق، شهدنا الارهاب والطائفية والاشتباك المكوناتي، لكن منذ سنتين بدأنا نخرج من عنق الزجاج وندخل مرحلة الاستقرار".
واضاف "بدأت تتشكل ملامح الدولة، مستوى مقبول من الاستقرار في الجانب السياسي والاجتماعي، وبدأت يتحرك الوضع الاقتصادي، والوضع الامني تحسن، لدينا فقط بعض المنغصات الامنية في مناطق نائية، بالإضافة الى انفتاح دولي واقليمي، وتقبل العراق في هذه البيئة".
بالمقابل قال هناك "الاف السلبيات، اذا اردنا ان نحصي"، لكنه اضاف، "اذا قسنا العراق بدول مرت بظروف تشبه ظروفنا فنعتبر باننا بدنا نخرج من عنق الزجاجة، لأننا منذ 70 عاما في حروب وفي ازمة الى اخر، منذ سقوط النظام المالكي".
وشبه العراق بـ"مريض اجرى عملية جراحية لكنه مازال طريح الفراش".
وتابع "كلما تحول الاستقرار الحالي في العراق الى مستدام، نقل الناس مصالحهم من اللاستقرار الى الاستقرار"، موضحا أن "في الظروف غير المستقرة تقوم الجماعات المسلحة بحماية الناس لذلك يضع الناس مصالحهم مع تلك الاوضاع، وكلما تستقر ينقل مصالحهم الى الدولة، وهي تحدث بشكل تدريجي".
أحوال البرلمان
وفيما يخص ملف رئيس البرلمان، قال الحكيم، أن "هناك تنافس محموم بين القوى السنية وكل طرف لديه منطق في ترشيح مرشح معين وتصر عليه، ثم تتحرك هذه الاطراف على الشيعة والكورد وتطلب الدعم، وهذا التحرك تسبب في انقسام في داخل المكونين ايضا، وكل مكون صار في داخله يدعم مرشح معين".
وتابع الحكيم ان "يوم الخميس هناك انتخابات في مجلس النواب، ونتمنى ان تنتهي، ونجد رئيس برلمان".
وعن تأخر القوانين، قال انه "يحتاج الى سعي البرلمان، وتنظيم بناءات او فلسفة القانون"، مبينا ان "في قانون النفط والغاز يحتاج ان نبين حصص والعلاقة بين المحافظات والاقليم والمركز، وفي قانون المجلس الاتحادي، يجب ان نعرف باننا نريد مجلس اعيان او رؤساء جمهورية سابقين او شخصيات نافذة، حين تحسم هذه الفلسفة تكتب القوانين".
واشار إلى ان "الشيطان يكمن بالتفاصيل ويحدث فيها تقاطعات، لذلك المحكمة الاتحادية تتلقي يوميا عشرات الاستفسارات".
حكومة السوداني
وحول رايه بالحكومة الاتحادية، افاد الحكيم بانه "لا يوجد كمال لاحد، لكن السوداني شخصية ادارية قادرة على الفعل".
وأضاف أن "الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والبيئة الاقليمية المشجعة هي تراكمات لحكومات متعددة توجت في حكومة السوداني".
ولفت إلى أن المنجز الخدمي اكثر وضوحا في هذه الحكومة من الحكومات السابقة، ولذلك يوجد رضا شعبي اكثر من الحكومات السابقة"، معتبرا ان هذا "انجاز يحسب لائتلاف ادارة الدولة، وهذا لا يعني ان لا تكون هناك ملاحظات من بعض الاطراف على اداء الحكومة".
وقال زعيم تيار الحكمة ان "هناك رضا الشعبي للسوداني ربما غير مسبوق وقد يصل 70%، لكن الرضا عن القوى السياسية 54% ، لان القوى السياسية في الخلف ورئيس الوزراء هو في الواجهة ويشاهده الشارع، بينما القوى السياسية تتلقى الانتقاد والغضب والتحريض، وقياسا بهذه النسبة يعتبر مجز كبير للأحزاب ايضا"..
وتابع "نجاح الحكومة يؤدي الى مزيد من الثقة بالأحزاب، وهو ما يساعد على تشكيل حكومات ناجحة بالنهاية".
وأك الحكيم، أن السوداني اول رئيس وزراء يلتزم ببرنامجه الحكومي ويذكر به،. وأضاف " لك شهر او اكثر يبادر رئيس الوزراء ويعرض على الائتلاف ادارة جداول ما تحقق وبتوقيع 7 وزراء من مختلف الكتل ومن المكونات".
اشار إلى ان اخر جدول قدمه السوداني "اظهر انجاز 72% من البرنامج، موضحا بكل تفاصيل وارقامه، وبتوقيع اللجنة المختصة من 7 وزراء".
وبين الحكيم، ان أي رئيس كتلة يريد ان يستفسر عن ما تحقق وما ذكر بالتقارير "يمكن ان يسئل الوزير التابع له و الذي وقع على الجداول والبرنامج".
الدولة العميقة
وحول هذا المفهوم، قال الحكمي انه يعتمد على "كيف نفسر الدولة العميقة، هل هي القوى السياسية الحاضنة للحكومة مثل ائتلاف ادارة الدولة؟ اذا كان كذلك فهو صحيح في كل القوى البرلمانية، الناس تصوت لقوى سياسية ليس لحاكم، ليس لدينا نظام رئاسي".
واضاف أن "الحكومة وليدة التفاهمات سياسية، وفي هذه الحكومة لأول مرة هناك ائتلاف ادارة الدولة، ليس الاطار التنسيقي وحدة، بل 280 نائب في البرلمان يدعمون الحكومة".
اما اذا كان يقصد بالدولة العميقة، شخصيات او موظفين كبار في مؤسسات مختلفة يعطلون او يسهلون، فيرى زعيم تيار الحكمة ان "العراق اكبر من ان يختزل بهذه الاطراف".
وبرهن على ذلكن بالقول أن "رؤساء وزراء جلبوا موظفين في مواقع خاصة اعتقدوا انهم يبنون لهم تأييدا لكن هؤلاء دعمتهم مؤسسات الدولة، وحين تركوا المنصب وجدوا التاييد كان للدولة و ليس لهم، لذلك يصعب القول بهذا الاتجاه بان لدينا دولة عميقة".
الفدرالية واللامركزية
وعن هذا الملف قال الحكيم ان "ملامح الدولة هي اللا مركزية التي وضعنا في الدستور، ونحن ناضلنا وقاتلنا من اجل هذا الامر، لكن تاريخ العراق تاريخ مركزي، ومن تربى بهذه الدولة هو مجبول على المركزية ويعتقد بانها لمصلحة العراق".
واضاف أن "بعض القوى السياسية منقسمة. هناك قوى على الرغم من وجود نصوص الدستور الواضحة في اللامركزية لكنها تميل الى المركزية، ربما حرصا على الدولة".
واعتبر زعيم تيار الحكمة بان البلاد "تسير بخطى بطيئة الى للانتقال الى اللامركزية الادارية".
وأشار إلى أن اللامركزية تضمن "وحدة البلاد"، عازيا جزء من البطيء في تطبيق اللامركزية يعود إلى "التطبيقات الخاطئة من قبل المحافظات او الإقليم الذي ربما كان يتمسك في بعض خطواته بصلاحيات يجدها الاخرون انها صلاحيات اتحادية".
واضاف أن "الحكومة الاتحادية ايضا لديها طموح معين، بين الفهم الخطأ، والمنظومة الجديدة مع العقلية القديمة في المؤسسات لهذا تباطئ عمل اللامركزية، لكن يجب ان نطمئن كل العراقيين في الانتقال اللامركزية بانه يعطي فرصة لإدارة المناطق بشكل صحيح وسليم".
وبين الحكيم أنه حين "الغيت مجالس المحافظات صار تمدد للحكومة، وقضمت من صلاحياتها، والان بعد الانتخابات تحاول تلك المجالس اعادة ما قضم من صلاحياتها".
وحول الاشكاليات مع اقليم كوردستان، قال الحكيم "عليك سماع رواية الحكومة والاقليم حتى تصل على الواقعية"، مضيفا " هذه الحكومة في كوردستان ابدت مرونة وتلقت مرونة من بغداد، فالأجواء هذه السنتين من تفاهم ومرونة وتنازلات متبادلة واوصلتنا الى هذه المرحلة الذي تحقق فيها في سنتين مالم يتحقق في 20 سنة".
وبين الحكيم، انه وفق ذلك "فنحن نسير في الاتجاه الصحيح، في العلاقة بين بغداد واربيل، وعلينا نمنح وقت في تفهم بعضنا وتفكيك المشاكل، والعنصر الاساسي للتفاهم هو الثقة".
انتخابات.. وائتلافات
حول الانتخابات القادمة، وفيما لو سيخوص تيار الحكمة الانتخابات منفردا او في تحالف مع "الاطار التنسيقي"، قال الحكيم ان "الاطار التنسيقي ليس جبهة او تحالف، وانما قوى تنسق مع بعضها لأنها في ساحة واحدة، وفي الانتخابات المحلية نزلت بعدة قوائم، لكن بعدها عادت وندمجت وشكلت الحكومات المحلية.
والان يؤكد زعيم تيار الحكمة، أن "هناك نقاشات هل ننزل بتحالف واحد، او باكثر من قائمة ثم نندمج".
وتابع "تجربتنا في تحالف قوى الدولة كانت ناجحة وحققنا نجاح مهم، لدينا اتجاهنا وعنوانا الخاص، اذا توفرت تحالفات اوسعت ننظر بها واذا لم تتوفر فننزل بعنواننا الحالي".
وعن غياب التحالف المكوناتية الكبيرة، قال الحكيم "اعتقد أن الانتقال من صراع بين المكونات الى صراع داخل كل مكون هو خطوة بالاتجاه الصحيح"، مبينا، لان "الصراع العربي الكوردي، و الشيعي السني صراع اثني او طائفي، لكن الصراعات الداخلية سياسية".
واكيد الحكيم بان العراق الان "انتقل من صراع طائفي الى سياسي، والاختلافات بكل دول العالم تكون سياسية مثل ما يجري امريكا".
وقال ان "الصراع السياسي غير مقلقل لأنه يؤدي الى تطوير ورقابة، لكن الطائفي هو المعيق".