بيان عراقي أميركي مشترك من واشنطن لم يتطرق لانسحاب القوات الأجنبية

7 قراءة دقيقة
بيان عراقي أميركي مشترك من واشنطن لم يتطرق لانسحاب القوات الأجنبية

حديث عن الشراكة

 

 

نشرت وزارة الدفاع العراقية، بياناً مشتركاً بشأن حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق، دون أن تتطرق إلى انسحاب القوات الأجنبية الذي يجري الحديث فيه منذ أشهر.

والتقى وزير الدفاع ثابت العباسي مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وممثلين من وكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأميركية ووزارة الخارجية وموظفي مجلس الأمن القومي. وضم الوفد العراقي برئاسة وزير الدفاع، الذي التقى أيضاً بشكل منفصل مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون، ومدير جهاز مكافحة الإرهاب، ونائب قائد قيادة العمليات المشتركة في العراق، وغيرهم من كبار المسؤولين الدفاعيين.

وقال البيان المشترك الذي تلقت "الجبال"، نسخة منه، إنه "قادت وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع العراقية الحوار الثاني للتعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في واشنطن العاصمة، يومي 22 و23 تموز 2024، حيث أكدتا التزامهما بالتعاون الأمني والمصلحة المشتركة في الاستقرار الإقليمي"، كما "ناقش الوفدان مجموعة من القضايا الأمنية الثنائية في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008، وفي إطار الاعتراف بشراكتنا الشاملة".

الوفدان الأميركي والعراقي تحدثا عن "التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وعزمهما على تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته، وفي استقرار المنطقة".

 

وبحسب البيان، فإنّ "حوار التعاون الأمني المشترك لعام 2024 يستند إلى المناقشات التي جرت خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي السوداني إلى واشنطن العاصمة في نيسان/أبريل من هذا العام وحوار التعاون الأمني المشترك الافتتاحي في الصيف الماضي. وخلال حوار التعاون الأمني المشترك الأول، قرر الجانبان إنشاء لجنة عسكرية عليا ثنائية لتحليل ثلاثة عوامل - التهديد من داعش، والمتطلبات التشغيلية، ومستويات قدرات قوات الأمن العراقية - لتحديد مستقبل التحالف العسكري الدولي في العراق".

وأضاف: "واستمر حوار التعاون الأمني المشترك على أساس عمل اللجنة العسكرية العليا على مدى الأشهر الستة الماضية وفي اعتراف بالذكرى السنوية العاشرة القادمة للمهمة العسكرية للتحالف العالمي لهزيمة داعش في العراق. ومن المقرر إصدار بيان مشترك مفصل حول مستقبل مهام ووجود التحالف العالمي في العراق بعد فترة وجيزة في ختام عمل اللجنة العسكرية العليا".

وأشار البيان إلى أن العراق وأميركا تعتزمان "مواصلة التشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي لضمان الهزيمة الدائمة لداعش بعد أكثر من عقد من التعاون بين التحالف الدولي والعراق. وأشار مجلس الدفاع المشترك إلى الإنجازات التاريخية التي حققها التحالف في العراق وأشاد بملايين الضحايا الذين سقطوا على يد داعش. ويشمل هؤلاء الضحايا مئات الآلاف من الضحايا الذين عانوا في الحملة لهزيمة داعش في العراق، مثل أفراد قوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة، والقوات الشريكة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وتطرق الجانبان إلى "أهمية استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في سوريا وحول العالم".

 

وقال البيان إن الوفود توصلت إلى "تفاهم بشأن مفهوم مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية الثنائية، والتي تشمل التعاون من خلال ضباط الاتصال والتدريب وبرامج التعاون الأمني التقليدية".

وتحدث البيان عن مناقشة الوفدين لـ "الجهود الرامية إلى بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية وبرامج التعاون الأمني، بما في ذلك من خلال المبيعات العسكرية الأجنبية والتمويل العسكري الأجنبي. وأكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون لضمان استدامة المعدات العسكرية الأمريكية التي تستخدمها قوات الأمن العراقية. وأكد الوفدان على قيمة التعليم العسكري المهني وبرامج التدريب الفني وقررا تعزيز كليهما".

واستكشفا "الفرص لتوسيع المشاركة العراقية في التدريبات العسكرية الإقليمية التي تقودها القيادة المركزية الأميركية وتعزيز علاقات الجيش العراقي مع قيادات المكونات الخدمية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية. كما قرر الجانبان البدء في العمل على مذكرة تفاهم لتوفير إطار معزز لعلاقاتهما الأمنية الثنائية في السنوات القادمة، بما في ذلك الآليات لضمان الهزيمة الدائمة المستمرة لمنظمة داعش الإرهابية".

وقال البيان إن "البعثة الاستشارية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش ودعم وتطوير قوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات الأمن الكردية". وأكد الممثلون العراقيون "التزامهم المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي".

 ولفت البيان إلى "الحاجة الملحة المستمرة لإعادة النازحين والمحتجزين الموجودين حاليًا في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم الأصلية ودعم جهود إعادة الإدماج في المجتمعات المحلية في العراق. وتمثل عمليات الإعادة خطًا مهمًا من الجهود في القتال المستمر ضد داعش".

وقال أيضًا إن "النجاح في إتمام الحوار الثاني المشترك للتعاون الأمني يؤكد التزام البلدين بتعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الهزيمة الدائمة لداعش بقيادة العراق وجهود التعاون الأمني. إن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق تعزز الاستقرار الإقليمي وتمثل التزام كلا البلدين بتعزيز اتفاق الإطار الاستراتيجي الشامل".

كانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن الحوارات الجارية مع الوفد العراقي في واشنطن، ركزت على الانتقال إلى علاقة أمنية ثنائية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق.

وبحسب بيان صادر عن البنتاغون، فإن وزير الدفاع لويد أوستن، أشاد في اجتماع أمس مع الوفد العراقي، بالحكومتين العراقية والأميركية لجهودهما المشتركة من أجل "تشكيل المعايير اللازمة لتحويل عملية العزم الصلب إلى شراكات أمنية دائمة"، مشيراً إلى أن "واشنطن تواصل العمل على تعزيز علاقتها الأمنية الثنائية مع العراق مع انتقال مهمة التحالف".

 وعن تهديدات "داعش" الإرهابي ذكر أوستن أن"التنظيم تطور على مدى العقد الماضي، وأنه يواصل التخطيط لشن هجمات في المنطقة من خلال فروعه العالمية"، مشدداً على أنه "يجب تكييف مهمة (العزم الصلب) لمواجهة هذا التهديد المتغير".

 ونقل البيان أيضاً، تصريحات للسكرتير الصحفي للبنتاغون، بات رايدر، الذي قال إن "اللجان المشتركة ستنظر هذا الأسبوع لتوصيات بشأن قدرات تنظيم (داعش)، وقدرات وإمكانيات قوات الأمن العراقية لمعالجة تهديداته"، موضحاً أن " الحوار سيستمر للتطلع نحو مستقبل التحالف، وكذلك التعاون الأمني الثنائي بين الولايات المتحدة والعراق".

 هذا ولم تتطرق البنتاغون صراحة، إلى سحب قوات التحالف الدولي من العراق، على الرغم من نشر وكالة "رويترز" معلومات تداولتها وسائل الإعلام العراقية بشكل واسع، نقلاً عن مصادر عراقية تفيد بأن "العراق طلب من الإداراة الأميركية  أن تبدأ خطة انسحاب قوات التحالف العسكري في شهر أيلول المقبل".

وهذه ليست المرة الأولى التي تفند بها الإدارة الأميركية رواية الحكومة العراقية بشأن مفاوضات الانسحاب، إذ أكدت في آذار الماضي بعد انتهاء الجولة الأولى من المباحثات الثنائية، عدم وجود أي خطة لانسحاب وشيك من البلاد.

الجبال

نُشرت في الأربعاء 24 يوليو 2024 11:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.