خبير اقتصادي يفصّل: نصيب الفرد العراقي من الإنتاج 850 دولاراً فقط.. وحتى القطاع الخاص "نفطي"

خبير اقتصادي يفصّل: نصيب الفرد العراقي من الإنتاج 850 دولاراً فقط.. وحتى القطاع الخاص "نفطي" (تعبيرية)

قال الأكاديمي والاقتصادي، منار العبيدي، إن نصيب الفرد العراقي من الإنتاج يساوي 850 دولاراً فقط، مشيراً إلى أن القطاع الخاص في العراق "نفطي". 

 

وبحسب  تدوينة للعبيدي ورصدتها "الجبال"، فإن  "مشكلة الاقتصاد العراقي ليست في كم نبيع من النفط؟، بل في ماذا ننتج غير النفط؟ من يظن أن أزمتنا مالية فهو واهم؛ أزمتنا هي عجز تام عن خلق إنتاج حقيقي". 

 

وأشار إلى أنّ "​لغة الأرقام لا تكذب: حجم الاقتصاد العراقي (بعيداً عن النفط) لا يتجاوز 90 تريليون دينار. نصف هذا الرقم هو إنفاق حكومي (رواتب وتشغيل)، والنصف الآخر هو ناتج القطاع الخاص الذي يعادل قرابة 38 مليار دولار فقط".

 

​وأكد أنه "عندما نقسم هذا الرقم على عدد السكان، تكون النتيجة صادمة: نصيب الفرد العراقي من الإنتاج الحقيقي هو 850 دولاراً سنوياً فقط". 


وأوضح أن "هذا الرقم يضعنا في نفس كفة دول فقيرة الموارد مثل مالي وتشاد، ويكشف أن مستوى رفاهيتنا الحالي هو مجرد "قشرة" ممولة بالبترودولار، ​حتى القطاع الخاص.. "نفطي" بالخفاء!". 


وبالنسبة للعبيدي، فإن "المأساة أن أغلب نشاط القطاع الخاص حالياً هو تجارة واستيراد. الاستيراد يحتاج لدولار، والدولار يأتي من النفط. إذن، حتى قطاعنا الخاص ليس مستقلاً، بل يعيش على تدوير أموال النفط لشراء بضائع أجنبية، ولا يصنع شيئاً يجلبه لنا العملة الصعبة". 

 

ويرى العبيدي أن "​الحل: اقتصاد يقوده الكبار.. وينتجه الجميع"، بالإضافة إلى "الخروج من دوامة بيع النفط لشراء المستورد يتطلب ثورة تصحيحية بخمس خطوات استراتيجية تكون كالآتي:


​خصخصة المصارف: تحويل القطاع المصرفي بالكامل للقطاع الخاص ليعمل بعقلية "الاستثمار والربح" وتمويل التنمية، لا بعقلية "الموظف والروتين. 

 

​صناعة العمالقة: دعم وتمويل مشاريع إنتاجية ضخمة (Mega Projects) قادرة على التصدير والمنافسة، بدلاً من الاكتفاء بالمشاريع الصغيرة المتناثرة.

 

​نفط دائم (السياحة والخدمات): استثمار موقع العراق وتاريخه لتحويل "السياحة" إلى صناعة تجلب العملة الصعبة، وتطوير قطاع "الخدمات" (نقل، ترانزيت، تكنولوجيا) ليكون رافداً أساسياً للناتج المحلي، فهذه قطاعات لا تنضب وتخلق آلاف الوظائف.


​نسف الروتين: تسهيل بيئة الأعمال بشكل جذري لجعل العراق بيئة جاذبة لرؤوس الأموال وليست طاردة لها.


​الدبلوماسية التجارية: فرض معادلة جديدة مع العالم: "تريدون بيع بضائعكم في سوقنا؟ عليكم الاستثمار وبناء المصانع عندنا" لخلق توازن في ميزاننا التجاري.

 

وختم العبيدي بالقول: "إما أن نبني اقتصاداً ينتج ويخدم ويصدر، أو سنبقى مجرد سوق استهلاكي كبير يعيش على ما تجود به أسعار النفط، وبإنتاجية فرد توازي أفقر دول العالم". 


الجبال

نُشرت في الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 11:48 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.