"مسار زاغروس" يحصد جائزة عالمية ويضع كوردستان على خريطة السياحة المستدامة

في لحظة تاريخية للسياحة البيئية، فاز مسار جبال زاغروس (Zagros Mountain Trail – ZMT) بجائزة "أفضل مشروع سياحي عالمي أوسع" ضمن جوائز السياحة الدولية لعام 2025 التي تمنحها نقابة كتّاب السفر البريطانيين (BGTW). هذا الفوز يمثل اعترافاً عالمياً بجهود بناء مسار سياحي مستدام وقائم على المجتمع المحلي في إقليم كوردستان، ويسلط الضوء على الإمكانات "غير المستغلة" للمنطقة كوجهة سياحية عالمية. إذ يحتفى هذا التكريم بجمال جبال كوردستان وإخلاص المجتمعات والمضيفين المحليين الذين ساهموا في بناء الدرب من الصفر.

من مبادرة محلية إلى مسار يربط الثقافة والقرى

بدأ مشروع "مسار زاغروس" كفكرة بسيطة عام 2016، بمبادرة من شركاء محليين ودوليين، ونما ليصبح مساراً للمشي يمتد لمسافة 215 كيلومتراً، يربط أكثر من 30 قرية وبلدة عبر جبال زاغروس الشاهقة. وخلال هذه الرحلة، يختبر المتنزهون الضيافة الكوردية الأصيلة مباشرة، حيث يشاركون الوجبات والقصص والتقاليد مع العائلات التي تعيش في تلك الجبال. 

بهذا الخصوص، صرح برزي باراوي، المدير التنفيذي لمنظمة "كوردستان تريلز" (KTO)، التي تدير المشروع، بأن هذا التكريم "شرف عظيم لكل من شارك"، مضيفاً أن "ما بدأ كحلم لربط المجتمعات، أصبح الآن رمزاً للفخر لكوردستان، وأن كل عائلة على طول الدرب باتت ترى أرضها وجهة سفر عالمية بفضل هذا الاعتراف".

وأكد باراوي، في حوار خاص مع منصة "الجبال"، اليوم السبت 8 تشرين الثاني 2025، أن "هذا الإنجاز يعني العالم لفريق التأسيس"، مشدداً على أنه "انتصار جماعي، لكل من آمن بقوة المشي المشترك ورأى رؤيته تتحقق على منصة عالمية، حيث أصبحت الأرض التي فتحت فيها العائلات بيوتها للضيوف تحتفل بدفئها وجمالها وكرمها".

طموح لتغيير مسار السياحة والاستدامة في الإقليم

يشير هذا الفوز إلى فصل جديد للسياحة في إقليم كوردستان، مبني على الاستدامة والأصالة والتمكين المجتمعي. 

ويرى المدير التنفيذي لمنظمة KTO أن "كوردستان كانت تمتلك دائماً مقومات وجهة عالمية من طبيعة وتاريخ وثقافة ضيافة، لكنها كانت تحتاج إلى أن يلاحظها العالم". وأوضح برزي باراوي في حديثه لـ "الجبال" أن هذا التقدير يضع الإقليم على خريطة السياحة العالمية ويثبت أن السفر المستدام بقيادة المجتمع يمكن أن يزدهر هنا، وأن السياحة يمكن أن تصبح مصدراً حقيقياً للفخر والمعيشة للسكان المحليين"، معتبراً الفوز بمثابة "دعوة" لإعادة اكتشاف كوردستان. 

ترفع هذه الجائزة من سقف التوقعات للمشروع، حيث أكد براوي أن الفوز يمثل تحدّياً للمضي قدماً والتحسين. وقال إن "تركيز المنظمة الفوري سينصب على جعل الدرب أكثر إتاحة وجاذبية للزوار من خلال شراكات جديدة وتحسينات ميدانية تعزز التجربة مع الحفاظ على أصالة المسار، وتعميق مشاركة المجتمع لضمان استفادة كل قرية"، مشيراً أن "الهدف الأبعد هو تكرار هذا النجاح في مناطق أخرى من الإقليم، وتحويل درب واحد إلى حركة سياحية مستدامة وتواصل ثقافي".