خاص| ما تفاصيل المحاولات العراقية لإعادة العلاقة بين إيران وسوريا؟

خاص| ما تفاصيل المحاولات العراقية لإعادة العلاقة بين إيران وسوريا؟ تعبيرية

تشهد المنطقة اليوم مرحلة إعادة تشكّل سياسي وأمني غير مسبوقة، تتداخل فيها مصالح القوى الإقليمية والدولية من طهران إلى دمشق فبغداد، ومع انحسار الصراع العسكري في سوريا، وبروز نظام جديد، بدأت العلاقة بين إيران وسوريا تمرّ بمرحلة من “البرود الاستراتيجي” بعد سنوات طويلة من التحالف العسكري الوثيق.


وفي هذا المشهد المعقد، يحاول العراق كما يقول مسؤولو الحكومة الحالية، أن يكون لاعباً، يحاول من وراء الكواليس هندسة تقاربٍ جديد بين حليفين سابقين تفرّقَت بهما المسارات، مستفيداً من موقعه الجغرافي وعلاقاته مع إيران. 


ومنذ ما عُرف إعلامياً بـ"حرب الاثني عشر يوماً" بين إيران وإسرائيل منتصف عام 2025، والتي انتهت دون منتصر واضح لكنها خلّفت آثاراً سياسية واقتصادية عميقة، بدأ ميزان التحالفات في المنطقة يتبدّل ببطء، فتلك الحرب القصيرة أظهرت هشاشة خطوط النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، وأجبرت طهران على إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية. 


ومع صعود حكومة سورية جديدة تضم شخصيات كانت على خلاف قديم مع إيران، وجدت طهران نفسها أمام واقع مختلف يفرض عليها البحث عن قنوات هادئة لاستعادة نفوذها دون أن تظهر بمظهر المنكسر أو المتراجع أمام خصومها.

 

تحركات سرية واتصالات غير معلنة


مصادر سياسية عراقية كشفت لـ"الجبال" عن تحركات غير معلنة تجري منذ أشهر بين بغداد ودمشق، بوساطة إيرانية صامتة. 


وتشير المعلومات إلى أن وفوداً عراقية رسمية، من بينها مسؤولون في جهاز المخابرات ووزارة الخارجية، زاروا دمشق سراً، حيث التقوا مسؤولين في الخارجية السورية وبحثوا معهم إمكانية إعادة فتح قنوات اتصال مع طهران.


هذه اللقاءات التي لم تُعلن رسمياً، جاءت بعد جولات مكثفة من الاتصالات السورية ـ الروسية، التي أظهرت وجود تباينات في الرؤية بين دمشق وطهران حول شكل النفوذ الإيراني في المرحلة المقبلة.


وبحسب المصادر ذاتها، فإن "إيران هي من طلبت من بغداد أن تتوسط لإعادة فتح الحوار مع الحكومة السورية الجديدة، سعياً لاستعادة وجودها الرسمي في سوريا، وتأمين مصالحها الاقتصادية والعسكرية التي ترسّخت خلال سنوات حكم النظام السابق".


أحد المقرّبين من ملف الوساطة ادّعى أن "بغداد تلعب دوراً مزدوجاً فهي تُقدّم لطهران تقارير عن المزاج السوري تجاه المصالحة، وفي الوقت نفسه تطرح على دمشق مقترحات عملية تضمن الحدّ من التدخل الإيراني المباشر مقابل تعاون اقتصادي وأمني تدريجي".

 

وساطة من خلف الستار

 

ويقول أستاذ العلوم السياسية خليفة التميمي، إن "بغداد تمتلك مقومات الوساطة بين طهران ودمشق خاصة بعد أن أثبتت قدرتها في إدارة ملفات إقليمية حساسة خلال السنوات الأخيرة".


وقال التميمي لمنصة "الجبال” إن “العراق لديه علاقات مباشرة مع السلطة الحاكمة في سوريا ظهرت من خلال اللقاءات المتكررة لرئيس الوزراء ورئيس جهاز المخابرات الذي زار دمشق أكثر من مرة لبحث ملفات سياسية وأمنية متعددة".


وأضاف أن “بغداد يمكنها أن تقرّب وجهات النظر بين طهران ودمشق متى ما توفرت الإرادة الحقيقية، غير أن إيران ربما تؤجّل أي خطوة الآن لتجنّب الحرج الداخلي أمام أجنحتها المتشددة التي ما تزال تنظر بريبة إلى الحكومة السورية الجديدة".


التميمي أكد أن "أي تقارب محتمل لن يكون قراراً عاطفياً، بل خطوة استراتيجية تحتاج إلى حسابات دقيقة ودراسة مصالح الطرفين، ومع ذلك يرى أن حالة الجمود بين العاصمتين لن تدوم طويلًا، لأن لغة المصالح المشتركة في نهاية المطاف قادرة على كسر الجليد السياسي بينهما".

 


الجبال

نُشرت في الأحد 26 أكتوبر 2025 03:50 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.