أثار تصريح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي، حول وجود "مخطط أميركي لاحتلال العراق"، ردود فعل مختلفة وتحذيرات، وسط دعوات لـ"موقف موحّد"، وإبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية، فيما وصفه سياسيون، بأنه "تصريح مثير للقلق والريبة".
وكان موسوي، قد أشار خلال لقاء جمعه مع مستشار الأمن القومي العراق قاسم الأعرجي في 22 تشرين الأول 2025، إلى "مخطط أميركي شرير لاحتلال العراق"، فيما دعا إلى "التنفيذ الكامل للاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق، وتعزيز مستوى التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي للحفاظ على الأمن في المنطقة".
وفي هذا السياق، علق عضو تحالف "الفتح" محمود الحياني، على تصريح رئيس الأركان الإيراني، بشأن "وجود مخطط أميركي لاحتلال العراق"، داعياً الحكومة العراقية إلى "التحقق من أي معلومات أو مؤشرات أمنية بهذا الشأن".
وقال الحياني في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "ما أعلنه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بشأن وجود مخطط أميركي لاحتلال العراق، يستدعي موقفاً وطنياً موحداً من جميع القوى السياسية والقوى الشعبية"، مبيناً أن "العراق اليوم يمتلك من الوعي والسيادة والقدرة ما يمنع تكرار أي سيناريو عدواني يستهدف أرضه وشعبه".
وبيّن الحياني، أن "العراق دفع ثمن الاحتلال باهظاً خلال السنوات الماضية، ولن يسمح لأي جهة خارجية سواء كانت أميركية أو غيرها بفرض وصايتها أو إعادة وجودها العسكري تحت أي عنوان، وتحالف الفتح يتعامل بجدية مع التحذيرات الصادرة من الجهات الإقليمية بشأن المخططات الأجنبية، ويدعو الحكومة العراقية إلى التحقق من أي معلومات أو مؤشرات أمنية بهذا الشأن، واتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والأمنية الكفيلة بحماية سيادة البلاد".
وختم عضو تحالف الفتح حديثه بالقول، إن "وجود القوات الأجنبية في العراق لا يمكن تبريره بعد أن أثبتت القوات الأمنية والحشد الشعبي قدرتها على حماية الحدود ومحاربة الإرهاب، وأن المرحلة الحالية تتطلب استكمال خطوات الإخراج الكامل لأي وجود عسكري أجنبي من الأراضي العراقية".
في المقابل، وصف عضو تحالف "السيادة" صلاح الكبيسي، تصريحات رئيس الأركان الإيراني، بأنها "تثير الريبة بتوقيتها ومضمونها"، فيما دعا إلى "عدم زجّ العراق في الصراعات الإقليمية".
وقال عضو التحالف صلاح الكبيسي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان الإيراني بشأن وجود مخطط أميركي لاحتلال العراق، تمثل خطاباً مقلقاً ويثير الريبة في توقيته ومضمونه، فيجب عدم الزج بالعراق في صراعات المحاور الدولية والإقليمية".
وأوضح الكبيسي، أن "العراق اليوم لا يتحمل أي توترات جديدة أو مزايدات سياسية تعاد من خلالها صياغة مشهد الأمن والسيادة وفق مصالح خارجية، فالشعب العراقي دفع ثمناً باهظاً من أمنه واستقراره بسبب التنافس الدولي والإقليمي على أرضه، وأن المرحلة تتطلب تهدئة الخطاب وتعزيز الحوار الوطني بدلاً من تصدير الأزمات".
وأضاف، أن "الحديث عن مخطط لاحتلال العراق من أي طرف دولي، هو تصعيد إعلامي غير مسؤول ما لم يدعم بأدلة ملموسة، كما أنه يعطي مبرراً لتدخلات خارجية أخرى تحت ذرائع متبادلة، فالعراق دولة ذات سيادة، وموقفها يجب أن يبنى على مبدأ الحياد الإيجابي وحماية مصالحها الوطنية فقط".
لقاء سابق بين رئيس الأركان الإيراني وقاسم الأعرجي (وكالة إرنا)