أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في نيويورك، التزام العراق بحفظ أمن واستقرار دول الجوار، مبدياً الاستعداد لحلّ الأوضاع على الحدود المشتركة بين البلدين وفق نفس الآلية التي اتبعتها بغداد لتأمين الحدود مع إيران.
والتقى السوداني، مساء أمس الأربعاء (بتوقيت بغداد)، أردوغان، على هامش مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79.
وأفاد بيان صادر عن مكتب السوداني، اليوم الخميس، بأن "اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعرض نتائج اجتماعات اللجان المشكلة لتنفيذ مذكرات التفاهم المبرمة خلال زيارة أردوغان إلى بغداد في نيسان الماضي".
وفي نيسان الماضي، عقدت بغداد مع أنقرة اتفاقية تعاون استراتيجية طويلة الأمد، تنظم أطر التعاون بين البلدين في مجال الأمن والاقتصاد، وتضمنت توقيع مذكرات تفاهم لحل مشكلة المياه، ومواجهة الإرهاب، وتنمية النشاط التجاري أيضاً، وتشكيل لجان مختصة من ممثلين عن البلدين لهذا الخصوص.
"أوضح السوداني أهمية العمل والتنسيق المشترك بشأن مشروع طريق العراق للتنمية، ومتابعته لمخرجات الاتفاقات ومذكرات التفاهم المشتركة"، مشيراً إلى "نهج الحكومة بتصفير الملفات العالقة، وحل الأوضاع فيما يخص الحدود المشتركة على وفق الآلية التي جرى بها تأمين الحدود مع إيران"، مؤكداً "عدم السماح باتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء او تهديد أي من دول الجوار".
كما تناول الجانبان "تطورات الأوضاع في المنطقة، والمخاطر التي تهددها بسبب مواصلة الكيان الإسرائيلي جرائمه ضد الشعب الفلسطيني في غزة منذ نحو عام، وعدوانه الحالي على لبنان، الذي يهدد باندلاع حرب شاملة في المنطقة". وبهذ الخصوص أشار رئيس الوزراء العراقي إلى أهمية التنسيق للخروج بموقف موحد يسهم بردع العدوان ووقف الإبادة الجماعية للفلسطينين، والاعتداءات الأخيرة التي طالت لبنان.
من جانبه، أعرب الرئيس التركي عن دعم بلاده لتنمية الشراكة الاقتصادية مع العراق، وفي مجال مكافحة الارهاب، والإسهام في مشاريع طريق التنمية، وفق مبادئ حسن الجوار والنوايا الحسنة في التعامل بين البلدين الجارين، مشيراً إلى الخطوات المتبادلة في تسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين، وفرص التعاون في مجال الطاقة.
كما رحب أردوغان بخطوات العراق الداعمة للاستقرار بالمنطقة، مؤكداً "أهمية العمل والتحرك تجاه جميع الدول الإسلامية وحشد المواقف لوقف الحرب والعدوان على فلسطين ولبنان، والحيلولة دون تحولها إلى منطلق لحروب جديدة في المنطقة".