أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي اغتيال مسؤول بارز في "حزب الله"، مسؤول عن وحدة الصواريخ في هجوم بجنوب لبنان، فيما زعم دبلوماسي إسرائيلي بأن بلاده منفحته على أفكار لـ"التهدئة".
وأفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، أنه قتل إبراهيم محمد القبيسي، الذي وصفه بأنه "قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله"، وقال إنه أطلق موجة غارات واسعة تستهدف "تجريد قدرات حزب الله واستهداف البنى التحتية العسكرية".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن طائرات حربية "هاجمت بتوجيه من هيئة الاستخبارات في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، وقضت على إبراهيم محمد القبيسي قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله".
وأضاف بيان الجيش أن القبيسي كان في وقت الغارة "برفقة عدد من كبار قادة منظومة الصواريخ في حزب الله".
وفي بيان منفصل، قال الجيش إنه أطلق موجة غارات واسعة نحو "عشرات الأهداف" في لبنان، على مدار ساعتين.
وبحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، فقد أغارت طائرات حربية على "البقاع في عمق لبنان وفي مناطق متفرقة من جنوب لبنان"، مضيفاً استمرار الغارات في الوقت الحالي.
وأوضح البيان أن الغارات الإسرائيلية "دمرت عشرات البنى الإرهابية العسكرية والمباني العسكرية التي تم تخزين داخلها على وسائل قتالية، إلى جانب عشرات المنصات الصاروخية التي تم توجيهها نحو الأراضي الاسرائيلية".
وأفاد البيان بأن حزب الله أطلق قذائف صاروخية "من منطقة بنت جبيل نحو صفد وروش بينا"، كما رصد الجيش الإسرائيلي ثلاث مسيرات من لبنان "تم اعتراض بعضها"، في منطقة الكرمل التي انطلقت فيها صفارات الإنذار.
جاء ذلك في الوقت الذي تتسع فيه دائرة النيران بين إسرائيل وحزب الله، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي غارة على الضاحية الجنوبية في بيروت عصر الثلاثاء، مع تكثيفه الغارات الجوية التي "تستهدف حزب الله" في لبنان، ومن جهة أخرى أطلق حزب الله عشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن "الغارة الإسرائيلية أسفرت عن ستة قتلى و 15 مصاباً."
وحذر الجيش الإسرائيلي السكان اللبنانيين النازحين من العودة إلى منازلهم أو بالقرب من "المنشآت والمنازل التي احتوت أو لا تزال تحتوي على أسلحة".
كما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء بمواصلة الحملة الجوية "ضد حزب الله".
وقال نتنياهو في بيان بعد زيارة قاعدة استخباراتية إسرائيلية: "سنواصل ضرب حزب الله... من لديه صاروخ في غرفة معيشته وصاروخ في منزله لن يكون له منزل".
موقف للتهدئة
من ناحية أخرى، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل منفتحة على أفكار لتهدئة الصراع في لبنان، وذلك بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة أنها تدرس بعض "الأفكار الملموسة" مع حلفائها وشركائها.
وقال دانون للصحفيين الثلاثاء، "بينما نتحدث، هناك قوى مهمة تحاول طرح أفكار ونحن منفتحون على ذلك. لسنا حريصين على بدء أي غزو بري في أي مكان. نحن نفضل الحل الدبلوماسي".
يقول محمد صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الايرانية، أن نتنياهو وقع في وحل ويريد الخروج منه باتساع الحرب.
ويعتقد صدقيان أن ايران اخذت بكلام امريكا بعدم توسيع نطاق الحرب، وان "ايقاف الحرب يد واشنطن اذا رفت الدعم عن اسرائيل".
وينفي صديقان في حوار تلفزيوني تدخل ايران بالتحرك الميداني لحزب الله. وقال أن "قيادات الحرس الثوري اتصلوا بحزب الله وعرضوا عليهم عدة نتائج والقرار للحزب".
كذلك نفى الادعاء بأن "بزشكيان اعلن الاستعداد للتفاوض بشأن الملف النووي"ن واعتبره مجرد "كذب".
بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن القبيسي كان مسؤولاً عن وحدات الصواريخ المختلفة في حزب الله ومن ضمنها وحدات الصواريخ الدقيقة الموجهة.
على مدار السنوات وخلال الحرب كان مسؤولاً عن عمليات إطلاق الصواريخ نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل وتمتع بخبرة خاصة ومركزية في مجال الصواريخ وكان مقربًا لكبار قادة القيادة العسكرية في حزب الله.
وقد انضم القبيسي إلى حزب الله خلال الثمانيات وتولى مهام عسكرية مركزية فيه، من بينها توليه مسؤولية منظومة العمليات في جنوب لبنان وقيادة وحدة بدر في جبهة الجنوب.
كما أشرف على مخططات عديدة ضد "قوات الجيش الإسرائيلي ومواطني إسرائيل"، بحسب أفيخاي أردعي.
صواريخ جديدة
وأصدر حزب الله بيانات متتالية الثلاثاء، يعلن فيها عن استهدافه مواقع مختلفة شمال إسرائيل، من بينها قاعدة داوود العسكرية، التي أطلق حزب الله نحوها 90 صاروخاً، على مرحلتين.
كما أطلق حزب الله نحو 60 صاروخاً من لبنان على إسرائيل خلال ساعة، الأمر الذي تسبب في حريق وأضرار بممتلكات في شمال إسرائيل، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال حزب الله في بيان إنه "استهدف قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية إسرائيلي) بصواريخ فادي 3." وهو صاروخ جديد يعلن عنه الحزب لأول مرة.
وذكرت الشرطة أن حريقًا اندلع في مرتفعات الجولان بعد إطلاق صواريخ باتجاه المنطقة، وألحق أضرارًا بممتلكات في "كفار ماندا".
ودوّت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل بالقرب من الحدود اللبنانية، في صفد ومحيطها وعكا والكرمل وضواحي حيفا والمناطق المحيطة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ شظايا صاروخية سقطت في عدة مواقع في ضواحي حيفا وعكا والجليل الغربي.
وقالت الشرطة إنها تحضر عدة مواقع سقطت فيها شظايا صاروخية في كريوت بالقرب من حيفا وعكا والجليل الغربي.
يقول مصطفى فحص، كاتب واعلامي لبنانين ان طاحتايج اسرائيل لجنوب لبنان ممكن". واضاف في برنامج تلفزيوني أن "أستخدام السيد حسن نصر الله لترسانته يهدد النظام الايراني".
واكد فحص ان السلاح الايراني في لبنان "خردة" مقابل التكنولوجيا الغربيةن مرجحا ان :"ايران قد لا تسمح لحزب الله استخدام بعض الأسلحة في حال تهدد نظامها".
استمرار تعطيل المدارس والجامعات
من ناحية أخرى، أعلن الدكتور عباس الحلبي، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الثلاثاء، مد تعطيل المدارس والجامعات حتى نهاية الأسبوع الحالي في جميع أنحاء البلاد.
وقال الحلبي إنه نظرًا لاستمرار الظروف التي اقتضت إقفال مؤسسات تربوية ومهنية وجامعية في مناطق محددة، وتعليق الدروس في مناطق أخرى، يمدد إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة، حتى نهاية هذا الأسبوع في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية.
وأضاف البيان "تمديد وقف الدروس في محافظات بيروت وجبل لبنان والشمال وعكار، على أن يشمل وقف الدروس أيضًا الجامعة اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة في المناطق اللبنانية كافة حتى نهاية الأسبوع الحالي".
وكانت وزارة التربية والتعليم اللبنانية قد أعلنت الاثنين تعطيل المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد، وفتح المؤسسات التعليمية لإيواء آلاف النازحين اللبنانيين.