خاص| ما دلالات تصاعد دعوات مقاطعة الانتخابات في العراق؟

خاص| ما دلالات تصاعد دعوات مقاطعة الانتخابات في العراق؟ (الجبال)

مع تصاعد دعوات المقاطعة للانتخابات البرلمانية المقبلة في تشرين الثاني 2025، خاصة من قبل التيار الصدري وأحزاب أخرى، يعتبر السياسي المعارض طلال الجبوري، أن تصاعدها "رسالة تهدد شرعية النظام السياسي في العراق خلال المرحلة المقبلة".

 

ويقول الجبوري، في حديث لـ"الجبال"، اليوم الثلاثاء الموافق 23 أيلول 2025، إن "تنامي الدعوات الشعبية لمقاطعة الانتخابات المقبلة يمثل انعكاساً واضحاً لحالة فقدان الثقة المتراكمة بين المواطنين والعملية السياسية في العراق"، مشيراً إلى أن "القاطعة لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة طبيعية لتجارب انتخابية سابقة لم تفض إلى إصلاح حقيقي أو لتغيير ملموس في بنية النظام".

 

وبيّن الجبوري أن "الإصرار على المضي بانتخابات تفتقر إلى الضمانات الكافية للنزاهة والشفافية، وتدار وفق قوانين غير منصفة وبيئة سياسية مرتبكة، لا يمكن أن يفضي إلا إلى إعادة إنتاج ذات الوجوه والأزمات"، منوّهاً أن "الشرعية السياسية لا تبنى على إجراءات شكلية أو نسب مشاركة معلنة، بل على قناعة الناس وإيمانهم بأن أصواتهم قادرة على إحداث التغيير، وهذا ما أصبح مفقوداً لدى شريحة واسعة من المواطنين".

 

وأضاف السياسي العراقي المعارض أن "المقاطعة تمثل شكلاً من أشكال الاحتجاج السلمي المشروع، ورسالة واضحة بأن الشارع لم يعد مستعداً لمنح الشرعية لنظام لم يستجب لمطالبه الأساسية في العدالة والشفافية والخدمات. والطبقة السياسية أمام اختبار جاد، إما الاستماع لصوت الشارع وإجراء إصلاحات حقيقية تعيد الثقة بالعملية الانتخابية، أو مواجهة عزوف جماهيري متزايد سيقوض أي حديث عن شرعية النظام".

 

وختم السياسي حديثه قائلاً إن "ما يجري اليوم ليس مجرد موقف عابر، بل تحوّل سياسي واجتماعي عميق، وعلى القوى المتصدرة للمشهد أن تدرك أن شرعية أي نظام سياسي لا تستمد من النصوص وحدها، وإنما من إرادة الناس الحرة ومشاركتهم الفاعلة".

 

كان المقرب من زعيم التيار "الوطني الشيعي" مقتدى الصدر، صالح العراقي، قال إن التيار يجرب الآن الإصلاح من خارج العملية السياسية، مؤكداً مقاطعته للانتخابات. 

 

ونقل حساب صالح محمد العراقي، تدوينة له عن الصدر، قال فيها: "إذا قيل لكم: لماذا أنتم مقاطعون يكون جوابكم كالتالي: بالأمس قاطعوا خمسة وسبعين نائباً شيعياً واليوم نقاطعهم فإنهم إن قالوا بحرمة مقاطعة سياسي الشيعة، فمقاطعة الـ75 أيضاً حرام، وإن قالوا: إنكم لستم شيعة. قلنا: فلمِ تريدون أصواتنا!".

 

وأضاف، "جربنا الإصلاح من داخل العملية الانتخابية والسياسية، فلم نلقَ أُذناً واعية. بل التخوين كان عدونا، واليوم نجرب الإصلاح من خارج العملية السياسية، فعطلة عيد الغدير نجحت بلا نواب كما نجح قانون التجريم مع النواب".

 

وتابع، "نحن جند للدين والمذهب والوطن أينما حللنا، داخل العملية السياسية أم خارجها. وكلنا على أُهبة الاستعداد التام أمام المخاطر الداخلية والخارجية على حدّ سواء، ومن قاوم المحتل لن يألُ جهداً أمام المخاطر الأخرى".

 

وقال: "كيف نعطي صوتنا لمن يقول إننا أصحاب أجندات خارجية، طبعاً ليس شرقية؟ ولا تحرير رهائن إسرائيلية ولا طلب تحسين علاقات جنوبية، وكيف نعطي أصواتنا لمن تقول تسريباته أنه يريد قتلنا والهجوم علينا في النجف؟!. أو نعطيه لمن (فصّخ مصفى بيجي)!".

 

وأضاف: "إذا كنتم تقصدون من عدم جدوى المقاطعة، هو مقاطعتها بعدم وجود كتلة ونواب فوجود (التيار الشيعي الوطني) يعني تعطيل تشكيل الحكومة واستمرار الخلافات وحرق المستشفيات وصناديق الاقتراع وقصف إخوتنا في أربيل والأنبار. وقيل: إن (التيار الشيعي الوطني) أراد العودة الى المشاركة في الانتخابات كما تدعون، فلم عارضتم ذلك؟. فإن كان وجودهم قوة للمذهب فمعارضتكم لرجوعهم تكون حراماً وإضعافاً للمذهب، أو أن وجودهم لا يؤثر في إضعاف الشيعة فاصمتوا ولا تنعقوا. وإن قصدتم مقاطعتهم بالتصويت لكم فنحن قلنا: من كان له برنامج وطني بلا تبعية ولا خنوع ولا سلاح منفلت ولا مليشيات فسنعطي له صوتنا، وما من جواب الى يومنا هذا!!!".

 

وقال: "بحّ صوت المرجعية ولا من مجيب، من (تسعة رهط)!؟؟. فسارعوا لإرضائها وسنكون معكم، وإرضاؤها قوة للمذهب واعتزالكم لها ضعف ووهن للمذهب.. كولوا لا!!!. وإذا قيل لكم: ما البديل للمقاطعة؟، ويبينون لكم أن البديل قوة البعثيين ورجوعهم. قلنا: (جيكوا مرشيحكم) قبل أن تتهموا غيركم، فبعضهم بعثية، فأنتم من أعادهم ولسنا نحن، بل إذا عادوا لن نسكت، وسيكون صمتنا صرخة حق بوجه الظلم والفساد، والبديل الحقيقي للمقاطعة هو تبديل الوجوه الحالية (شلع قلع)، عسى أن تفتح أبواب الإصلاح ويغلق باب التبعية والانبطاح للسفيهة ويأمن الشعب من السلاح المنفلت ومن قمع الأصوات، ويتخلص الشعب من الماء الملوث وإرجاع حصة العراق المائية والكهرباء المفقودة ومن الحدود المشرعة أمام الإرهاب والتهريب وفرض الأجندات الخارجية التي أضعفت المذهب والوطن، وحينئذ سيكون المذهب بخير لمن يبحث عن (مذهب) وهو مخالف لسيد المذهب، وسيكون الوطن بخير لمن يبحث عن وطن والوطن يصارع الموت".

 

وختم بالقول: "بديل المقاطعة (الإصلاح الشامل)، وتغيير الوجوه بل وتغيير (الصماخات)؛ لإنقاذ العراق بطرق سياسية وقانونية بلا تدخلات خارجية وأنى لهم ذلك!!!".

 

كانت عضو مجلس النواب مهدية اللامي، عن ائتلاف "الإعمار والتنمية"، علّقت بشأن دعوات "مقاطعة الانتخابات"، قائلة إن "رأي الصدريين بشأن المقاطعة محترم، لكنه ليس الخيار الأمثل. ووجودهم يمكن أن يحرس تمثيلاً نيابياً لا يستهان به".

 

وأضافت، أن "غياب الصدريين ربما يقلل عدد مقاعد الشيعة"، مبينة أن "وجود الصدريين مهم ولا يمكن الاستهانة به".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 12:10 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.