أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، الأحد 21 أيلول 2025، الاعتراف بدولة الفلسطين، وذلك عشية قمة في الأمم المتحدة يتوقع أن تؤكد فيها 10 بينها فرنسا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.
وصرّح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم بأن بريطانيا تعترف رسميًا بدولة فلسطين، في تحوّل تاريخي في السياسة الخارجية البريطانية على مدى عقود، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ستارمر، في كلمة مصوّرة نشرت على منصة X وتابعتها "الجبال"، إنه "في ظل الرعب المتزايد في الشرق الأوسط، نحن نتحرك من أجل الحفاظ على إمكانية تحقيق السلام وحل الدولتين. وهذا يعني وجود دولة إسرائيل آمنة ومأمونة، إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة. لكن في الوقت الحالي، لا يوجد لا هذا ولا ذاك. الشعوب العادية، سواء الإسرائيلية أو الفلسطينية، تستحق أن تعيش بسلام، وأن تحاول إعادة بناء حياتها بعيدًا عن العنف والمعاناة. هذا ما يطمح إليه الشعب البريطاني بشدة".
وأضاف: "حماس تنظيم إرهابي وحشي. نداؤنا لحل الدولتين الحقيقي يتعارض تمامًا مع رؤيتها القائمة على الكراهية. لذلك، نحن واضحون أن هذا الحل ليس مكافأة لحماس، لأنه يعني أن حماس لا يمكن أن يكون لها مستقبل، ولا دور في الحكومة أو في الأمن. لقد قمنا بالفعل بتصنيف حماس كمنظمة إرهابية وفرضنا عليها عقوبات، وسنذهب إلى أبعد من ذلك".
وتابع: "لقد وجهت ببدء العمل على فرض عقوبات على شخصيات أخرى من حماس خلال الأسابيع المقبلة. وفي الوقت ذاته، تتعمق الكارثة الإنسانية المفتعلة في غزة. قصف الحكومة الإسرائيلية المتواصل والمتزايد لغزة، والهجوم الذي شهدته الأسابيع الأخيرة، والتجويع والدمار، كلها أمور لا تُحتمل. لقد قُتل عشرات الآلاف، بما فيهم آلاف الأشخاص أثناء محاولتهم جمع الطعام والماء. هذا الموت والدمار يصدمنا جميعًا".
ومضى بالقول: "لذا، ومن أجل إحياء أمل السلام وحل الدولتين، أعلن بوضوح، كرئيس وزراء لهذا البلد العظيم، أن المملكة المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين. لقد اعترفنا بدولة إسرائيل قبل أكثر من 75 عامًا كوطن للشعب اليهودي. واليوم، ننضم إلى أكثر من 150 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، كتعهد لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بأن هناك مستقبلًا أفضل ممكنًا. يجب أن نوجه جهودنا، موحدين بالأمل، نحو مستقبل سلمي نطمح لرؤيته: إطلاق سراح الرهائن، نهاية للعنف، نهاية للمعاناة، والعودة إلى حل الدولتين كأفضل أمل للسلام والأمن لكل الأطراف".
في الوقت نفسه، أعلن رئيس الحكومة الكندية مارك كارني اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكداً رغبتها في "الحفاظ على إمكانية حل الدولتين".
وقال كارني في بيان "تعترف كندا بدولة فلسطين وتعرض العمل في شراكة لتحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل. وترى كندا هذا الإجراء جزءاً من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حل الدولتين"، حسب فرانس برس.
وأضاف كارني "ليس لدى كندا أوهام: هي تعلم بأن هذا الاعتراف ليس حلاً سحرياً. لكنه ينسجم تماماً مع مبادئ تقرير المصير والحقوق الأساسية للفرد المدرجة في ميثاق الأمم المتحدة، والسياسات التي تدعو كندا إلى تبنّيها منذ أجيال".
وأوضح الرئيس الليبرالي أن "الاعتراف بدولة فلسطينية تديرها السلطة الفلسطينية يمنح أدوات إضافية لمن يأملون بتعايش سلمي وبنهاية حماس. إنه لا يشرع الارهاب. إضافة إلى ذلك، لا يشكل بأي حال من الأحوال مساساً بدعم كندا الراسخ لدولة إسرائيل وشعبها وأمنها، وهو أمن لا يمكن ضمانه إلا ببلوغ حل شامل يقوم على (مبدأ) الدولتين".
في السياق، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، أن بلاده "تعترف رسمياً بدولة فلسطين مستقلة ذات سيادة".
وقال ألبانيزي في بيان، إنه "عبر القيام بذلك، تعترف أستراليا بالتطلعات المشروعة والراسخة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة خاصة به".
وأضاف: "يعكس هذا الاعتراف اليوم التزام أستراليا الطويل الأمد بحل الدولتين الذي كان دائماً السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".