أكد المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، استعداد الفصائل العراقية للوقوف في الصفوف الأمامية دفاعاً عن لبنان، بالتزامن مع تنديد قيادات المقاومة باستهداف قادة حزب الله في لبنان، مؤكدة مواصلة "النضال المشترك".
ويعد كثيرون الأحداث الأخيرة التي شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف إسرائيل لقادة من حزب الله، واحدة من أبرز التطورات في نطاق الصراع الإقليمي القائم. وتثير الغارة التي أسفرت عن مقتل 14 شخصاً بالضاحية الجنوبية أمس، بما في ذلك القيادي إبراهيم محمد عقيل المعروف بـ"الحاج عبد القادر"، التساؤلات حول تداعيات العملية على محور المقاومة في لبنان والعراق.
ردود فعل عراقية
وشهدت الساحة السياسية في العراق ردود أفعال واسعة تجاه الغارة الإسرائيلية الأخيرة، إذ عبرت قيادات "المقاومة العراقية" عن إدانتها للهجوم، مؤكدة متانة العلاقة بينها وبين حلفائها بلبنان واستعدادها للدفاع عن القضية المشتركة.
المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، صرح لمنصة "الجبال"، اليوم السبت، بأن "ساحة لبنان هي ساحة العراق، وكل تهديد على لبنان هو تهديد للعراق والعراقيين". وأكّد "استعداد الفصائل العراقية للوقوف في الصفوف الأمامية دفاعاً عن لبنان"، مشدداً على أن "المقاومة العراقية لن تتوانى عن نصرة قضايا الأمة مهما كانت التحديات".
وكان أمين عام كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي، أكد استعداده، أمس الجمعة، استعداده لإرسال 100 ألف مقاتل إلى حدود لبنان، ذلك عقب مقتل "عنصر فعّال" بالكتائب كان يعمل مستشاراً أمنياً في سوريا، بغارة إسرائيلية قرب مطار دمشق.
بعث الولائي رسالة إلى الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، تعهّد فيها بإرسال 100 ألف مقاتل إلى حدود لبنان، بقوله: "أخبرني حسن نصر الله ذات يوم بأن العراق خزّان القوة الأكبر، وشريان المقاومة، ولأن الألم والأمل عمّا يدور حولكم يقع في قلوبنا قبل أن يقع في قلوبكم، فإننا على خط الشروع، ننتظر إشارةً لنرفع عن نهر الرجال بوابة الانتظار"، مضيفاً: "سيأتي سيل بشري عراقي تكتظ به حدود لبنان وخنادقها، فإن فقد (حزب الله) ألفاً من الشهداء، سنمدّه بمائة ألف من الأبطال".
وانهالت رسائل التعازي والتدوينات من سياسيين عراقيين وقادة فصائل مسلحة، تعبر عن تضامنهم مع حزب الله في لبنان، مؤكدين "عدم التراجع ومواصلة الطريق والاستعداد للرد بقوة على الهجوم".
أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، عادل عبد المهدي، أن "المقاومة رفعت اللواء الأحمر. وما ضاع حق وراءه مطالب"، مشدداً على أن "الشهداء يزيدون من عزيمة المقاومين ويضعفون العدو".
فيما أعرب الأمين العام لحركة النجباء، شبل الزيدي، عن إدانته الشديدة للهجوم الإسرائيلي، وقدم تعازيه لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله، واصفاً إبراهيم عقيل بـ "رمز للتضحية والجهاد"، ومؤكداً أن "المقاومة لن تتراجع، وستواصل طريقها حتى تحقيق النصر".
والأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، نعى بدوره القيادي إبراهيم عقيل ورفاقه الذين سقطوا في الغارة الإسرائيلية، واصفاً الهجوم بـ"الاعتداء الإرهابي الغاشم".
ذكر العامري أن "دماء الشهداء ستكون (مشاعل نور) تهدي المقاومين إلى طريق النصر، وأن المقاومة ستستمر في نضالها حتى تحرير فلسطين"، مشدّداً على أن "هذه الاعتداءات لن تثني المقاومة عن مواصلة طريقها ومستعدون للرد بكل قوة على هذا الهجوم".
في سياق متصل، أصدر النائب حسن سالم من كتلة "صادقون" بياناً عزّى فيه بمقتل إبراهيم عقيل، عادّاً "استشهاد عقيل يمثل استمراراً لمسار المقاومة". وأكد سالم أن "حزب الله والمقاومة لن يتراجعوا أمام العدوان الإسرائيلي، بل سيواصلون النضال حتى تحقيق النصر".
وقدم أكرم الكعبي، الأمين العام لحركة النجباء، أيضاً تعازيه لحزب الله وأمينه العام حسن نصرالله في مقتل عقيل، مؤكداً بتدوينة على منصة "إكس" أن "دماء الشهيد عقيل ستظل تضيء طريق المقاومة حتى تحقيق النصر على قوى الظلم والإرهاب".
تساؤلات مفتوحة
ويرى مراقبون أن استهداف قادة حزب الله في لبنان يمثل نقطة تحول في الصراع الإقليمي، إذ يجسد تصعيداً في الاعتداءات الإسرائيلية على "محور المقاومة" حسب قولهم. وإن ردود الفعل القوية من قادة الفصائي تشير إلى أن هذه الغارة قد تكون لها عواقب غير متوقعة. وفي ظل الظروف القائمة، التساؤلات مفتوحة عن كيفية تطور الأحداث في المستقبل، ومدى تأثيرها على الاستقرار الإقليمي.