أكد النائب زهير الفتلاوي، أن العجز الحقيقي في الموازنة بلغ 19 ترليون دينار، محذراً من الاستمرار بـ"النهج الريعي القاتل".
وقال الفتلاوي في بيان تلقت "الجبال"، نسخة منه، إن "أرقام البيانات الرسمية التي نشرت على الموقع الرسمي لوزارة المالية للستة أشهر الأولى من عام 2025 تكشف عن كارثة اقتصادية ومالية يمر بها العراق، فالعجز المالي [الحقيقي] بلغ 19 ترليون دينار خلال نصف عام فقط، والنتيجة أن أغلب نشاطات الدولة ومشاريع المحافظات متوقفة تماماً".
وأشار إلى الأرقام الآتية:
- مجموع الإيرادات : 62 ترليون دينار .
- مجموع الإنفاق : 56.700 ترليون دينار .
- الرواتب والالتزامات الثابتة: 48.250 ترليون دينار.
- مع الديون المضافة (2 ترليون) يصبح مجموع الرواتب والالتزامات قرابة ٥٠ ترليون دينار".
ويعني هذا، أن "أكثر من 80% من الإيرادات تذهب للرواتب والديون [رواتب السنة الواحدة 90 ترليون]، فيما لم يتبقى سوى فتات لا يتجاوز 2 ترليون دينار للإنفاق الحكومي الفعلي"، وفق الفتلاوي.
وقال: "كان من المفترض أن يُصرف 26 ترليون دينار للنصف الأول من هذا العام، لكن ما تم إنفاقه لم يتجاوز 4 ترليون دينار فقط، وهذا يعني أن كل المشاريع التنموية والبنى التحتية متوقفة تقريباً".
وأكد أن "الحكومة غرقت في موازنة تشغيلية مرهقة لا تنتج اقتصاداً ولا تصنع تنمية، بل تستهلك الإيرادات وتكدّس الديون، والنتيجة أن الدولة أصبحت عاجزة حتى عن إدارة أبسط التزاماتها وحتى صرف [الرواتب] أصبح إنجازاً حكومياً".
وحذر من أن "استمرار هذا النهج الريعي القاتل يجعل الاقتصاد العراقي هشاً أمام أي تراجع في أسعار النفط، ويضع مستقبل البلد على حافة الانهيار المالي".
وبيّن أن "قول الحقيقة مر لكن يجب أن تقال، إذ أن المشكلة ليست في الأرقام فقط، بل في غياب الرؤية والإدارة الحكومية القادرة على إنقاذ الاقتصاد العراقي من الانهيار القادم".