علّقت كتائب حزب الله، الثلاثاء 9 أيلول 2025، على الهجمات الإسرائيلية على العاصمة القطرية، معتبرة أن قيادة حركة حماس الفلسطينية "اُستدرجت" إلى "خديعة التفاوض".
وقالت الكتائب في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، إنَّ "الاعتداء الإجرامي الذي أقدم عليه العدو الصهيوني، بمحاولة اغتيال قيادات سياسية من حركة حماس في الدوحة، لا يعبِّر عن الوجه الحقيقي لهذا الكيان فحسب، بل يكشف أيضاً زيف الادعاءات الأميركية والغربية بشأن ما يُسمّى الحماية الممنوحة لحلفائها في المنطقة، فقد تجلّى بوضوح الدور الأميركي في رعاية خديعة (التفاوض) التي استُدرجت إليها قيادة حماس السياسية، بهدف تحويلها إلى كمين دموي".
وأضافت: "ويُلزِم هذا الاعتداء الغادر الحكومة العراقية بأن تعيد النظر في مجمل الاتفاقيات المبرمة مع الولايات المتحدة، بدلالة هذه الأعمال الغادرة؛ فقد تبيَّن أنَّ ما يُسمّى بالضمانات الأميركية المقدَّمة لدول المنطقة ليس إلا غطاء لفرض الهيمنة، وإدامة السيطرة، ولعلَّ أحدث الشواهد هو ما جرى اليوم في دولة قطر التي تؤوي على أرضها أكبر قاعدة أميركية، فإذا بأميركا نفسها تُسهِم في هتك سيادتها عبر دعمها للكيان الصهيوني باستهداف الفلسطينيين على ترابها، وهو ما يؤكد أنَّ من يركن إلى وعود أميركا إنما يسلّم نفسه طوعاً إلى غدر محقّق وخيانة محتومة".
وختمت بالقول، إنَّ "هذا التطاول الصهيوني المدعوم أميركياً يضع حكّام دول المنطقة أمام حقيقة مفادها: إنَّ الركون إلى الوعود الأميركية يمثّل انتحارا سياسيا، وما عبّر عنه أبناء المقاومة وقادتها بشأن ديدن الولايات المتحدة في الغدر، وعدم الإيفاء بالعهود، هو التشخيص الأكثر وعياً بسنن التاريخ، والأصدق استعداداً لمواجهة التحديات والصمود أمام دول الاستكبار العالمي.
وقبل ذلك، أصدرت حركة النجباء بياناً قالت فيه إن "الهمجية الصهيونية الأميركية الغادرة على مقر حركة حماس في الدوحة أثناء اجتماعهم لمناقشة الطرح الأميركي بعد أن تم استدراجهم إليه من قبل أميركا تثبت بما لا يقبل الشك أنهم لا ينفع معهم إلا منطق القوة والرفض وهي اللغة الوحيدة التي يجب أن يواجه بها هذا الكيان الغاصب".
وأوضحت الحركة، أن "اليوم تؤكد المقاومة الإسلامية حركة النجباء موقفها الثابت المساند لإخوة الدم والمصير رجال حماس الذين رفضوا الخضوع والخنوع واختاروا المواجهة رغم كل محاولات إجهاض مشروع المقاومة الذي أقض مضجع المحتل وكلفه الكثير".
وقال البيان إن "حركة النجباء تقف صفاً واحداً مع الشعب الفلسطيني المجاهد ومع قضيته التي تمثل قضية الأمة الإسلامية برمتها، وتعلن رفضها التام واستنكارها لهذا العمل الجبان الذي استهدف قيادات الصف الأول من حماس على الأراضي التي يفترض أن تكون محمية باتفاقيات وتنسيق مع دولة قطر وبعلم مسبق من ترامب، إلا أن كل ذلك لم يوقف شهوة الصهاينة إلى الدماء والقتل غيلة من دون رادع أو ضمير، فمن يقدم على قتل الأطفال والنساء لن يتردد عن القتل كلما سنحت له الفرصة".
وأضاف: "إلى العرب المطبعين نقول، ليكن هذا العمل الغادر نصب أعينكم وإنكم لستم في منأى عنه وستلاقون المصير ذاته حتى مع خضوعكم وتطبيعكم المخزي (وعودوا إلى أنسابكم إن كنتم عرباً) وقفوا مع فلسطين الجريحة فالحق أحق أن يتبع ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
من جانبه، علّق الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، على استهداف قيادات من حركة حماس في عاصمة قطر، مطالباً مجلس الأمن الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لوقف جرائم "إسرائيل"، فيما أكدت حركة النجباء بزعامة أكرم الكعبي أنها تقف إلى صف قيادة حماس معتبرة أن مع الكيان الإسرائيلي "لا ينفع إلا منطق القوة".
وقال الخزعلي في بيان إنه "في اعتداءٍ آثم، وانتهاكٍ خطير، أقدمَ الكيانُ الغاصبُ على استهدافِ الوفدِ التفاوضيِّ لحركةِ حماس وسطَ العاصمةِ القطريَّةِ (الدوحة)".
وأضاف: "وإنَّنا إذ ندينُ بشدَّةٍ هذا الخرقَ الصارخَ لكلِّ الأعرافِ والقوانينِ الدوليَّة، والذي يُعبِّرُ بوضوحٍ عن عدوانيَّةِ الكيانِ ضدَّ دولةٍ عربيَّةٍ شقيقة تستضيفُ جهودَ التفاوضِ لوقفِ مجازرِ الصهاينةِ في غزَّة الصمود، فإنَّنا ندعو الأممَ المتَّحدة، ومجلسَ الأمنِ الدوليَّ، والجهاتِ المعنيَّةِ كافَّة بحفظِ الأمنِ والسلامِ في العالم، إلى اتِّخاذِ تدابيرَ عاجلةً تضعُ حدّاً لجرائمِ هذا الكيانِ اللَقيط، الذي ينشرُ الدمارَ، ويتمادى في سَفكِ دماءِ الأبرياء".
وتابع: "كما نُؤكِّدُ موقفَنا الثابتَ في دعمِ مقاومةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، وقضيَّتِهِ العادلةِ في الخلاصِ من براثنِ الاحتلالِ الغَاصب".