مشروع مائي في البصرة
انطلقت أعمال مشروع تحلية مياه البحر في محافظة البصرة، في خطوة تهدف إلى تأمين المياه الصالحة للشرب وإنهاء أزمة المياه المزمنة التي عانت منها المحافظة لعقود.
يُعد المشروع أحد أكبر المشاريع الوطنية، بحسب مختصين، بعد أن صوّت عليه البرلمان وخصّص له أربعة تريليونات دينار، حيث يستهدف معالجة شحِّ المياه وارتفاع نسب الملوحة وتأمين احتياجات السكان والقطاع الزراعي والبيئي.
بهذا الخصوص، صرح النائب سعد البزوني، بأن "المشروع يُمثل حلّاً مهمّاً للأزمة"، وفق ما نقلت عنه الجريدة الرسمية اليوم الإثنين الموافق 9 أيلول 2025، مشيراً أن البصرة تُنتج نحو (90%) من النفط العراقيّ، ما يفرض عليها ضغوطاً بيئيّة كبيرة بسبب انخفاض كميات المياه المالحة والعذبة.
وأضاف أن الأزمة مرتبطة بعوامل إقليمية، مثل إقامة السدود في الدول المجاورة، ما قلّص الإطلاقات المائيّة وجعل المحافظة الأكثر تضرّراً، لا سيما مع الاستهلاك الكبير للمياه في إنتاج النفط الخام.
وفي (24) تمّوز الماضي، أطلق رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، خلال زيارته إلى محافظة البصرة، الأعمال التنفيذية لمشروع تحلية مياه البحر الإستراتيجي قرب ميناء الفاو الكبير، بطاقة إجمالية قدرها (1) مليون م3 / يوم، مؤكداً أن المشروع يُعدّ الأكبر والأحدث من نوعه في المنطقة.
وقالت النائب نادية العبودي إن "أزمة المياه تهدّد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، إذ يعاني آلاف السكان ضعف تجهيز المياه، بينما تراجع القطاع الزراعي بسبب قلّة الإرواء وارتفاع نسب الملوحة".
ووفق منظور الخبير المائي تحسين الموسوي، فإن الأزمة تراكمت على مدى سنوات نتيجة عوامل متعددة، منها الاستهلاك المكثف للمياه في الزراعة والصناعة وتأثيرات دول الجوار، مع انخفاض الإطلاقات المائية إلى مستويات قياسية، ما أثّر في الثروة الحيوانية والسمكية والتنوع البيئي.
