صحيفة تتحدث عن فحوى "رسالة" إيرانية تلقاها مسؤول عراقي: طلب تمويل "حزب الله" عبر القائم

صحيفة تتحدث عن فحوى "رسالة" إيرانية تلقاها مسؤول عراقي: طلب تمويل "حزب الله" عبر القائم منفذ القائم الحدودي مع سوريا (أرشيف)

تحدّث تقرير صحفي نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، عما وصفه بـ"وسائل إيران الجديدة"، لإعادة بناء قدرات "حزب الله اللبناني"، فيما تطرق إلى "رسالة" إيرانية "تلقاها" مسؤول عراقي، تضمنت "طلب تسهيلات غير عادية" في معبر رسمي غربي العراق، لنقل شحنات أموال إلى حليف إيران في لبنان، فيما أشار إلى أن "صعوبات تعترض طهران في بغداد في هذا الإطار".

 

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي اطلعت عليه "الجبال"، إنه"تلقى مسؤول عراقي بارز رسالة من إيران أواخر أغسطس (آب) 2025، تطلب تسهيلات (غير عادية) في معبر رسمي غرب البلاد؛ لنقل شحنات أموال إلى حزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، وزعم أنه لم يتجاوب مع الرسالة الإيرانية بسبب تعقيدات أمنية وسياسية".

 

ووفق مصادر متقاطعة تحدثت للصحيفة، فإن "جهات أمنية سورية ولبنانية رصدت محاولات إيرانية، تكثفت في الأسابيع الماضية، لضخ مساعدات إلى الحزب الذي يرزح تحت ضغط خطة نزع السلاح".

 

ورغم إحباط عمليات تهريب متفرقة في سوريا ولبنان، فإن جرعات من المساعدات يبدو أنها قد نُفذت بالفعل، بمساعدة شبكة مهربين، وفق مصادر ميدانية في سوريا ولبنان، تقول الصحيفة في تقريرها.

 

ونقلت الصحيفة في تقريرها، معلومات تفيد بأن "الولايات المتحدة تحاول الآن تعقب خيوط أوصلت ملايين الدولارات إلى حزب الله عبر قنوات تحويلات تقليدية وخطوط برية".

 

ويحاول "الحزب" كسب الوقت مع الحكومة اللبنانية والطرف الأميركي الضاغط لنزع سلاحه، بينما يستجمع قواه بالحصول على موارد جديدة ربما لاحتواء نقمَة قاعدته الشعبية المتضررة، ولإعادة بناء قدراته العسكرية، بحسب التقرير.

 

وسائل جديدة لإعادة بناء قدرات الحليف

 

وأكمل، "وفي بغداد، كشف قادة في التحالف الحاكم (الإطار التنسيقي)، عن أن إيران التي تستعد لحرب جديدة أبلغت قادة فصائل بالبحث عن (وسائل جديدة) لإعادة بناء قدرات الحليف في لبنان.

 

يقول أحدهم وفق "الشرق الأوسط"، إنه "من الخطأ افتراض أن إيران ستخوض المواجهة المقبلة من دون خطوط دفاعية بعيدة ومتماسكة في المنطقة، لا سيما في لبنان".

 

وأفاد التقرير، بأنه "يعود التركيز الإيراني على دعم حزب الله إلى صعوبات تعترض طهران في بغداد؛ إذ تزداد القيود التي تكبّل الفصائل العراقية، كما أن الأخيرة تتردد بالفعل في التحرك علناً ضمن محور المقاومة".

 

ونقلت الصحيفة عن القيادي الشيعي، قوله: "من الواضح أن مساحة المناورات تتضاءل في بغداد".

 

وكان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، قد شدد في 23 أغسطس 2025، على أن "استراتيجية إيران هي دعم المقاومة"، وقال إن "الحرب توقفت مؤقتاً، ويجب أن نعلم أن حرباً أخرى قد بدأت".

 

تسهيلات غير عادية عبر القائم

وبالعودة إلى رسالة إيران للمسؤول العراقي، قالت الصحيفة، إنها "تضمنت الرسالة طلباً بالحصول على تسهيلات غير عادية، لتمرير شحنات أموال عبر منفذ القائم الحدودي بين العراق وسوريا، وأن المبالغ المراد تمريرها كبيرة جداً.

 

وقال المسؤول للصحيفة، إنه "تساءل عن كيفية نقلها عبر الأراضي السورية في حال نجح عبورها من المنفذ. وقد فهم أن الإيرانيين لديهم شبكات تهريب في سوريا يعتمدون عليها"، ونُقل عن مسؤول إيراني ما حرفيته: "هناك من يوصل الشحنات حتى إلى دمشق. ليس المطلوب من العراقيين القلق بشأن ذلك".

 

ونقلت الصحيفة حديثاً لمصدرين في فصيل مسلّح كان ينشط في سوريا قبل انهيار نظام الأسد، فإن "إيران لا تزال على صلة بشبكات تهريب قديمة في الأراضي السورية".

 

ويقول المصدران (اللذان عادا إلى بغداد لتولي مهمة محلية بعد فترة من الخدمة داخل سوريا)، بحسب الصحيفة، إن "المهربين يضمون أفراداً من جهات وقوميات مختلفة، بينهم فلول نظام الأسد، وجماعات من (داعش)، وفصائل مسلحة، وآخرون لديهم خبرة طويلة في خطوط التهريب".

 

لم يستبعد أحد المصدرين أن "تكون إيران قد طورت صلاتها مع مجموعات جديدة متضررة من التغيير في سوريا".

 

بغداد "لم تتجاوب"

 

وزعم المسؤول العراقي أن "بغداد لم تتجاوب على الإطلاق مع الطلب الإيراني بسبب تعقيدات سياسية وأمنية في منطقة المعبر، حيث يتركز رصد أميركي لأي تحركات مشبوهة، كما أن العملية تعرض مؤسسة رسمية إلى المخاطر"، بحسب ما نقلته الصحيفة.

 

ويعتقد أعضاء في أحزاب الإطار التنسيقي، أن لجوء إيران إلى معبر عراقي رسمي يعكس صعوبات تواجهها في الممرات القديمة، وغالباً ما كانت غير شرعية أنشأتها أو طورتها فصائل شيعية، تقول الصحيفة التي نقلته في الوقت ذاته عن مصدر محلي في الأنبار، قوله: إن "الفصائل لم تُخلِ المنطقة الغربية المحاذية للحدود السورية، لكنها قللت من ظهورها العلني الواضح؛ بسبب التركيز الأمني على المنطقة".

 

ووصف المصدر هذه المنطقة بأنها "ملعب المسيّرات الأميركية، وجهات أخرى؛ إذ يصعب على أي عربة مشبوهة التحرك بحرية دون رصد".

 

ومن معبر القائم وصولاً إلى نقطة دخول الأنبوب النفطي العراقي - السوري شمالاً، هناك كثير من المعابر غير الشرعية، التي يقول المصدر الميداني إن "فصائل شيعية كانت في السابق تتقاسم إدارتها ومواردها من الجانبين، طوال سنوات قبل انهيار نظام الأسد".

 

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول سوري في بلدة البوكمال، قوله: إن "خطوط التهريب التي تعتمدها إيران لا تزال نشطة على الحدود مع العراق، وأن الأمن العام السوري يكافح لضبطها ومصادرتها"، لكنه نفى تسجيل أي شحنة أموال تجاوزت المعابر الرسمية.

 

وبالعودة إلى المسؤول العراقي، فإنه "يميل إلى الاعتقاد أن اللجوء إلى المعبر الرسمي لتهريب الأموال يهدف إلى حمايتها من المصادرة وضمان عبور كميات كبيرة دفعة واحدة، وربما المجازفة بدفعات لاحقة".

 

وخلال الأشهر الماضية، أعلن الأمن السوري أنه تمكن من ضبط شحنات أموال وسلاح ومخدرات كانت معدة للتهريب بواسطة أفراد "لديهم سجل جنائي يتضمن تهماً بالسرقة وإطلاق العيارات النارية".

 

في بيروت، ثمة شعور عام بأن "حزب الله" التقط أنفاسه قليلاً، ليس لأنه يكسب الوقت مع الأميركيين الذين يضغطون لنزع سلاحه، بل لأنه ربما قد حصل أخيراً على مساعدات مالية، تقول الصحيفة.

 

وبحسب تقرير "الشرق الأوسط"،  يلاحظ مراقبون أن حزب الله بدأ يُبدي تمنعاً تجاه خطة نزع السلاح، بعد أن كان يوحي للفاعلين اللبنانيين أن هذا المسار يمضي بسلاسة ومن دون عراقيل. إلا إن الحزب تراجع مؤخراً خطوة إلى الوراء، وبدا أشد تصلباً مما كان عليه في السابق".

 

ونقلت مصادر سياسية أن السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام كان أبلغ نواباً لبنانيين، الشهر الماضي، بأن واشنطن تمتلك معلومات عن وصول شحنات أموال بملايين الدولارات إلى "حزب الله"، وأن بلاده حريصة على "معرفة الكيفية التي هُرّبت فيها".

 

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت مرات عدة خلال الشهرين الماضيين أنها "تنفذ تعليمات صارمة من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بقطع تمويل النفوذ الإيراني في المنطقة".

 

وتابع التقرير، "في حال صحت رواية غراهام عن وصول تمويل جديد إلى حزب الله، فإن الممرات البرية التي يشتد عليها الخناق في سوريا، لن تكون المنفذ الأساسي لتهريب الأموال، بينما يجري حديث عن ابتكار الحزب قنوات تحويلات مالية جديدة".

 

وأضاف، "ثمة شكوك بشأن ما إذا كان الحزب قد حصل على الأموال؛ إذ تقول مصادر لبنانية إن مؤسسات (الحزب) قصرت صرفياتها على ترميم منازل القاعدة الشعبية في الضاحية، بدلاً من إعمار المنازل المهدمة، لكن كثيرين يعتقدون على نطاق واسع أن الظرف الملتهب في المنطقة يجبر (الحزب) على حفظ الأموال لمعركة ما، تماماً كما يفعل الإيرانيون".

 

واعترف مصدر أمني لبناني بصعوبة ضبط الحدود بين لبنان وسوريا. حيث قال في حديث للصحيفة، إن "المنطقة مفتوحة، وتمتد على مساحات شاسعة بين البلدين، في وقت يعاني فيه الجيش اللبناني من قلة الموارد والعديد".

الجبال

نُشرت في الخميس 4 سبتمبر 2025 08:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.