ردّ وزير العمل اللبناني، محمد حيدر، الأحد، على الأنباء التي تحدثت عن "وجود اتفاق" بين العراق ولبنان، حول تدريب الشباب العراقيين في مجالات المطاعم والفنادق، مقابل تدريب نظرائهم اللبنانيين في قطاع النفط، فيما أشار الى أن الاتفاق مع الجانب العراقي يتمحور حول تبادل الخبرات وليس التوظيف.
وقال حيدر في بيان تابعته "الجبال"، إنه "في ضوء ما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، من تعليقات وتأويلات مغلوطة لتصريحاتي الأخيرة بعد عودتي من زيارة رسمية إلى جمهورية العراق الشقيق، أجد من واجبي أن أوضح للرأي العام اللبناني والعراقي، أن لبنان والعراق بلدان شقيقان تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية عميقة، وما نسعى إليه من خلال هذا التعاون ليس سوى تعزيز التكامل بين خبرات بلدينا، بحيث يستفيد كل طرف مما يميز الطرف الآخر، وإن هذا التوجه ليس جديداً في العلاقات بين الدول، بل هو أمر طبيعي تقوم به كل الحكومات الساعية إلى تطوير اقتصاداتها وفتح آفاق جديدة أمام شبابها".
وأضاف، أن "ما تم الاتفاق عليه مع وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي يتمحور حول تبادل الخبرات والتدريب، وليس حول التوظيف أو التشغيل. وبهذا المعنى، فإن لبنان سيضع خبرته الطويلة في مجال الخدمات والسياحة وإدارة المطاعم والفنادق في متناول الأشقاء في العراق، لما لهذا القطاع من أهمية في تنشيط الاقتصاد وخلق فرص استثمارية، وهو قطاع قامت عليه هوية لبنان الاقتصادية منذ تأسيس الدولة اللبنانية، ويُعرف به على المستوى العربي والدولي.
وتابع، " في المقابل، فإن العراق بلد نفطي بامتياز، وله تجربة رائدة في إدارة واستخراج النفط والغاز، وهي مجالات يفتقر إليها لبنان بسبب عدم دخوله سابقاً في هذا المضمار، ومن هنا، فإن الاستفادة من خبرة العراق في هذا القطاع تشكل مكسبًا كبيرًا للشباب اللبناني، بحيث يتدرب على أيدي الخبراء العراقيين، ويكتسب المعرفة الضرورية التي يحتاجها لبنان مستقبلًا في استثمار ثرواته الطبيعية".
وقال: "من المؤسف أن البعض حاول أن يُحرّف هذا التفاهم البناء، ويحوله إلى صورة معكوسة لا تمت للحقيقة بصلة، وكأن ما طُرح هو تشغيل العراقيين في لبنان في قطاع المطاعم والفنادق مقابل تشغيل اللبنانيين في قطاع النفط. إن هذا الادعاء باطل ومجافٍ للمنطق والواقع، ولم يصدر عني بأي شكل من الأشكال وحديثي كان واضحًا: نحن نتحدث عن تدريب وتبادل خبرات، لا عن استقدام عمالة أو تبادل وظائف".
وأكد وزير العمل اللبناني، أن أي تعاون بين لبنان والعراق لا يمكن أن يقوم على الانتقاص من الشباب العراقي أو اللبناني، بل على العكس، هو تعاون مبني على الاحترام المتبادل والتكامل بين الطاقات. نحن في لبنان نعتز بكفاءة الشباب العراقي وطاقاته، كما نعتز بما يمتلكه لبنان من خبرات في مجال الخدمات والسياحة، ونعتبر أن الجمع بين هذه الطاقات هو مصلحة مشتركة تعود بالفائدة على بلدَينا".
وأكد، أن ":هدف وزارة العمل في لبنان من هذه الخطوة هو خدمة الشباب أولاً وأخيراً، فإنني أدعو الإعلام والرأي العام إلى التعاطي مع هذا الموضوع بدقة ومسؤولية، وأحذر من خطورة الانجرار وراء حملات التضليل التي لا تخدم لا العراق ولا لبنان، بل تسيء إلى جوهر العلاقة الأخوية الصادقة التي تجمعنا".
وختم بالقول: إن "مسار التعاون الذي انطلق بين وزارتي العمل في لبنان والعراق سيستمر بروح الثقة والجدية والالتزام، وبما يضمن بناء جسور متينة من الشراكة والتكامل، تعكس المكانة الحقيقية للعلاقات اللبنانية – العراقية، وتفتح المجال أمام شبابنا لتوسيع آفاقهم نحو مستقبل أفضل".
وتداولت بعض وسائل الإعلام المحلية، تصريحات، خلال الأيام القليلة الماضية، منسوبة لوزير العمل اللبناني، جاء فيها: "اتفقنا مع العراق لتدريب الشباب العراقيين في مجالات المطاعم والفنادق، مقابل تشغيل وتدريب اللبنانيين في قطاع النفط".
وفي مطلع آب الجاري، زار وزير العمل اللبناني محمد حيدر، العراق، والتقى خلال الزيارة، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ووزير العمل العراقي أحمد الأسدي، وبحثوا حزمة ملفات، في إطار التعاون في مجالات الاقتصاد، والاتصالات، والاستثمار، والتسهيل المتبادل لعمل القطاع الخاص في كلا البلدين.