مواجهات السليمانية.. رئاسة الجمهورية "قلقة" و"يونامي": نحذّر من تعريض المواطنين للخطر

مواجهات السليمانية.. رئاسة الجمهورية "قلقة" و"يونامي": نحذّر من تعريض المواطنين للخطر اعتقال حماية لاهور شيخ جنكي في السليمانية (مواقع التواصل)

وصفت رئاسة الجمهورية العراقية، الجمعة 22 آب 2025، الأحداث التي شهدتها مدينة السليمانية منذ يوم أمس، والتي انتهت باعتقال رئيس حزب "جبهة الشعب" لاهور شيخ جنكي، بـ"المؤسفة"، داعية إلى ضبط النفس والركون إلى الإجراءات القانونية، في وقت أعربت فيه بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، عن قلقها إزاء تلك الأحداث، فيما دعت إلى "عدم القيام بأية أعمال قد تعرّض حياة المدنيين للخطر".

 

وقالت رئاسة الجمهورية في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، إنها "تابعت بقلق الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة السليمانية، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من عناصر الأجهزة الأمنية في المدينة وإصابة آخرين".

 

وأضافت، "نؤكد على ضرورة ضبط النفس والركون إلى الإجراءات القانونية والقضائية وفقاً للدستور وبعيداً عن العنف، وبما يرسخ مبادئ العدالة ويحفظ أمن المواطنين واستقرارهم".

 

وتابعت، "كما تتقدم رئاسة الجمهورية بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى عوائل الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وحمى الله السليمانية وأهلها وكل العراقيين من كل سوء ومكروه".

 

في الأثناء أصدرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، بياناً حول التطورات في السليمانية.

 

‏وجاء في بيانها، أنها "تعرب عن قلقها إزاء التطورات الجارية في محافظة السليمانية، وتأسف لسقوط قتلى وجرحى نتيجة الاشتباكات التي وقعت مؤخراً".

 

‏ودعت البعثة، جميع الأطراف، بحسب البيان، إلى "ضبط النفس، والامتناع عن القيام بأية أعمال قد تعرّض حياة المدنيين للخطر، واحترام حقوق الإنسان، وضمان إجراءات قضائية نزيهة وعادلة ومتوافقة مع احكام الدستور".

 

وفي وقت سابق اليوم، أصدر جهاز أمن السليمانية "الآسايش"، إيضاحاً، حول الأحداث التي وقعت مؤخراً في المدينة، والتي تمثلت بمواجهات مسلّحة، انتهت باعتقال رئيس حزب "جبهة الشعب" لاهور شيخ جنكي وشقيقه.

 

وقال الجهاز في البيان تلقت "الجبال" نسخة منه، إن "مفارزنا تمكنت صبيحة اليوم الجمعة، وخلال مواجهات مسلحة امتدت لثلاث ساعات، من السيطرة على فندق لالازار في منطقة سرجنار بالسليمانية، واعتقال جميع المسلحين الذين واجهوا قواتنا".

 

وأوضح البيان، أنه "عقب صدور أوامر قبض قضائية من محكمة تحقيق الآسايش، باعتقال المدعو لاهور جنكي ومطلوبين آخرين وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي، تم توجيه الأمر القضائي لمفارزنا".

 

وتابع، أنه "على إثر جهودنا الحثيثة لتسليم المطلوبين للقانون أنفسهم وتنبيههم عبر الاتصال الهاتفي بالمطلوبين بذاتهم، وعبر توجيه النداء إليهم عبر مكبرات الصوت والتحدث إليهم بعبارة (تحفظ حياة أي شخص يسلّم نفسه، نطمئنكم بالمحافظة على حياتكم)، غير أنه نتيجة لعدم امتثالهم للقانون وكما ورد على لسانهم: بأنهم يملكون ميليشيات مسلحة وسيواجهون الآسايش التي تنهض بتنفيذ مهامها، شرعوا بفتح النار على قواتنا ومواجهتهم بالسلاح منعاً لاعتقال المتهمين المتحصنين في فندق لالازار".

 

وأكد أن "العملية جرت بناءً على أوامر قضائية، من أجل تنفيذ أوامر القبض، وسد الطريق على الخارجين عن القانون وحفظ الأمن والاستقرار، كما هو عليه الحال دائماً"، مشيراً إلى أن "مفارز الآسايش في السليمانية تمكنت، صبيحة اليوم من السيطرة على الفندق الذي كان يأوي المتهمين والخارجين عن القانون والميليشيات المسلحة".

 

وتابع، أن "العملية أسفرت للأسف عن استشهاد 3 من العناصر الأمنية، وإصابة 19 آخرين".

 

وأكد بيان الآسايش، أن “الوضع في السليمانية عاد إلى طبيعته، وحركة الشارع طبيعية"، محذراً من أن "أمن المدينة خط أحمر ولن نسمح لأي طاقم أو ميليشيا أو جماعة خارجة عن القانون أن تهدد أمن إقليمنا"، لافتا إلى "اعتقال سائر متهمي فندق لالازار وفقاً للقانون تمهيداً لإحالتهم على المحاكم".

 

وقبل ذلك، علق صباح النعمان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلّحة، بشأن الأحداث التي شهدتها مدينة السليمانية، والتي انتهت باعتقال رئيس حزب جبهة الشعب، لاهور شيخ جنكي وشقيقه بولاد، بعد مواجهات مسلّحة، والتي وصفها بـ"المؤسفة".

 

وقال النعمان في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، "بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت في محافظة السليمانية، تؤكد الحكومة الاتحادية على ضرورة التزام الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية وفقاً لأحكام الدستور، وبما ينسجم مع مبادئ العدالة وسيادة القانون".

 

وتابع، "وإذ تُشدد على أهمية أن تُنفذ هذه الإجراءات بحيادية تامة وشفافية كاملة، بعيداً عن أي مظاهر مسلحة أو محاولات لترهيب المواطنين، فإنها تؤكد أن إنفاذ القانون يجب أن يتم بما يضمن صون كرامة الإنسان وحفظ حقوقه".

 

وأضاف، "كما تؤكد الحكومة الاتحادية، من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية، أن الحفاظ على أمن المواطنين في الإقليم وفي عموم محافظات العراق هو واجب وطني وأخلاقي، وأنها لن تدّخر جهداً في درء الفتنة، وتعزيز السلم المجتمعي، وترسيخ الاستقرار. إن مصلحة محافظة السليمانية، وأمن وسلامة أهلها، وأمن الإقليم والعراق عموماً، تبقى فوق جميع الاعتبارات".

 

وتمكنت القوات التابعة إلى حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة بافل طالباني، اليوم الجمعة، من اعتقال رئيس حزب جبهة الشعب، لاهور شيخ جنكي وشقيقه بولاد، الصادرة بحقهما مذكرة اعتقال، وذلك بعد عملية اقتحام لفندق لاله زار حيث كانا يتحصنان. 

 

وأشارت وسائل إعلام تابعة لـ"اليكتي" إلى انتهاء الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في مدينة السليمانية، مؤكدة أن "قوات الحزب تمكنت من فرض سيطرتها على فندق لاله‌زار".

 

وحصل اعتقال "شيخ جنكي" بعد اشتباكات مسلحة عنيفة بين حمايات شيخ جنكي ووحدات من مكافحة الإرهاب والكوماندوز وآسايش الاتحاد الوطني الكوردستاني استمرت لساعات، سقط على إثرها قتلى وجرحى لم تعرف حصيلتهم بعد.

 

ويقدر عدد أنصار "شيخ جنكي" بالعشرات، حيث جرى تبادل كثيف لإطلاق النار قبل اعتقاله، تخللته أصوات انفجارات شديدة، وفق مراسل "الجبال". 

 

وكانت محكمة تحقيق الأمن في السليمانية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق لاهور شيخ جنكي بموجب المادة 56 من قانون العقوبات العراقي، على خلفية قضايا تتعلق بالأمن والنظام العام.

 

وكان شيخ جنكي شغل في سنوات سابقة، منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني، قبل أن يعزل بقرار من بافل طالباني في تموز 2021 إثر خلافات حادة داخل الحزب، ليؤسس بعدها حزب "جبهة الشعب" الذي حصل على مقعدين في انتخابات برلمان كوردستان 2024. 

 

وقبل حدوث الاشتباكات بقليل، وفي خضم التوتّرات الأمنية، نفى زعيم "جبهة الشعب" المعارضة، لاهور شيخ جنكي، علمه بوجود مذكرة اعتقال بحقه، مشيراً إلى أنه "سمع بالأمر من وسائل الإعلام فقط".

 

وفي تصريح خاص لـ "الجبال"، كشف شيخ جنكي، عن "نشاط عسكري غير اعتيادي" حول مقر إقامته بالسليمانية، واصفاً انتشار القوات بـ"الاعتداء"، داعياً في الوقت ذاته إلى "عدم الرضوخ لأي ضغوط".

 

وأكد شيخ جنكي، أن "أي جهة قضائية أو حكومية لم تبلغه رسمياً بأي مذكرة اعتقال"، مشيراً إلى أن "بافل طالباني لا يملك صلاحية اعتقاله".

 

وأضاف شيخ جنكي، قائلاً: "لا يمكن محاصرة منزلي في منتصف الليل بذريعة وجود مذكرة اعتقال. يجب أن تخبرني المحكمة بذلك"، موضحاً أن "قرار التوجّه إلى المحكمة هو قراره وحده. ولا يمكن لأحد اعتقاله".

 

كما كشف شيخ جنكي عن "تواصل يجريه معه مسؤولون من مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ومكتب زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، معبرين عن قلقهم إزاء الوضع"، على حدّ قوله.

 

وختم شيخ جنكي حديثه، بـ"الاعتذار للجمهور عن الفوضى"، مؤكداً "التزامه بالحلول القانونية. سننتظر قرارات رسمية من السلطات القضائية ولن نرضخ لمطالب حزب".

 

 

الجبال

نُشرت في الجمعة 22 أغسطس 2025 03:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.