نائب يتحدث لـ"الجبال" عن تعطل جلسات البرلمان: لم يعد خلافاً سياسياً طبيعياً.. وهناك "استخفاف"

أرجع عضو مجلس النواب ياسر الحسيني، تعطّل جلسات البرلمان العراقي منذ فترة طويلة جداً ولغاية هذا اليوم، إلى "الصراعات السياسية والمصالح الشخصية". 

وقال الحسيني، في تصريح لمنصة "الجبال"، اليوم الثلاثاء 19 آب 2025، إن "استمرار تعطيل جلسات مجلس النواب سببه الصراعات السياسية والمصالح الشخصية الضيقة، وهذا التعطيل يمسّ بشكل مباشر مصالح الشعب العراقي ويعرقل عمل الدولة ومؤسساتها في مرحلة حساسة تتطلب أعلى درجات المسؤولية الوطنية".

وبيّن الحسيني أن "تعطيل انعقاد الجلسات لم يعد خلافاً سياسياً طبيعياً، بل أصبح عبئاً على حياة المواطنين وسبباً رئيسياً في تعطيل القوانين والإصلاحات التي ينتظرها الشعب"، لافتاً إلى أن "رهن البرلمان للخلافات والمصالح الخاصة هو استخفاف واضح بالدستور والإرادة الشعبية".

وحذّر البرلماني من أن "استمرار هذه الممارسات، سيؤدي إلى فقدان ثقة الشعب بالمؤسسة التشريعية، ويضعف قدرة الدولة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية"، مشدّداً: "لهذا على جميع الكتل السياسية تحمل مسؤولياتها الوطنية، والابتعاد عن الحسابات الضيقة، والعمل بشكل عاجل على استئناف جلسات البرلمان خدمة لمصالح العراق العليا والشعب وتمرير القوانين التي هي بالأساس معطلة منذ دورات برلمانية سابقة".

وعقد مجلس النواب العراقي آخر جلساته الثلاثاء الموافق 5 آب الجاري، وشهد شجاراً عنيفاً بين النواب، قال النائب رعد الدهلكي أنه تعرض لـ"لكمة" أثناءها، فيما اعتبرها رئيس المجلس "باطلة" و"غير صحيحة" كونها عقدت في غيابه. وذلك كلّه في ظلّ خلافات واختلافات عميقة بين الكتل والأحزاب حول إقرار بعض القوانين على رأسها "قانون الحشد الشعبي".

وكان رئيس كتلة "الإعمار والتنمية"، مرتضى الساعدي، استبعد إمكانية استمرار الجلسات البرلمانية خلال الفترة المتبقية من الدورة الخامسة، وقال في حديث للجريدة الرسمية، أمس الإثنين، إن "المجلس اقترب من نهاية مدته، وأن أي ضغط لعقد جلسات قبل هذا الموعد كان ممكناً قبل فترة طويلة، لكنه أصبح اليوم مستحيلًا"، مبيناً أن "الظروف الراهنة لا تسمح بعقد جلسات إضافية خلال الأشهر المقبلة".

من جانبه، أبدى النائب جواد اليساري، تفاؤلاً حذراً بإمكانية استئناف الجلسات خلال الأيام المقبلة، مشيراً  في حديث لنفس الجريدة إلى "وجود مجموعة من القوانين التي قرئت مرتين وتحتاج إلى تصويت قبل انتهاء الدورة الحالية". 

وأضاف أن "الخلافات بين المكونات السياسية لا تزال تؤثر في الحراك النيابي، ما أدى إلى حالة من الجمود في عمل المجلس"، معرباً عن أمله في أن "يعود النشاط التشريعي قريباً".

وفي موقف ساده التحفظ، ذكر عضو مجلس النواب حيدر السلامي أن "الأوضاع غير واضحة حتى الآن بشأن انعقاد جلسات قادمة"، وأن "الخلافات الأخيرة في المجلس ألقت بظلالها على إمكانية انعقاده خلال الفترة المقبلة"، مؤكداً "عدم وضوح الرؤية حتى الآن".