أعلن المسؤول الأمني لكتائب "حزب الله" في العراق، أبو علي العسكري، الاثنين 4 آب 2025، إيقاف الكتائب لعملها في "طوق بغداد"، فيما هاجم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بوصفه "مديراً ناجحاً ولم يكن قائداً".
وقال العسكري في تدوينة مطوّلة اطلعت عليها "الجبال"، مستذكراً حادثة دائرة زراعة الكرخ في بغداد، إن "حادثة دائرة الزراعة في بغداد، وما اعقبها من تداعيات واتهامات، لم تخل منها مناطق حزام العاصمة خلال الأعوام الاثني عشر الماضية، لا سيّما (اللطيفية والبوعيثة والمدائن والتاجيات)، إذ شكلت هذه المدن بؤراً لداعش تهدد أمن بغداد وسلامة أمنها بعد أن تحولت أغلب مناطق الحزام إلى طوق داعشي وهابي يلف العاصمة فكانت مسرحاً لمجازر ضحيتها آلاف الأبرياء الذين قتلوا صبراً، وهتكت فيها الأعراض، ما أدى إلى أن نخوض ما بين عام 2003 وحتى 2014 مواجهات استخبارية وأمنية تخمد حيناً وتستعر أحياناً ضد منظمات محلية ودولية كان هدفها إحكام الطوق على بغداد والسيطرة عليها".
وأضاف، "فظهر المجاهدون ونشروا الأمن والعدل والتعايش السلمي بين الطوائف، وهذا ما لم يرق للقتلة الذي يتباكون اليوم على حزام بغداد، بعد أن فقدوا سيطرتهم فيه، لقد أنجزنا الكثير وما يزال المزيد مما يجب عمله".
وتابع، "لقد كانت تلك الحادثة المؤسفة فخاً محكماً، نسج خيوطه أحد خونة الشيعة – كما وصفه القائد قاسم سليماني - بالتنسيق مع زمرة من اللصوص والضبّاط الفاسدين، إذ اقتحم بعدها السيد رئيس الوزراء بجيشه الجرار، لا لشيء سوى أنه (زعلان على إعلام الكتائب)؛ بسبب مواقفه الثابتة في القضايا الوطنية والسيادية الكبرى".
وقال: "وقد نلتمس العذر للأخ السوداني؛ لأنه حديث عهد في العمل العسكري والأمني، فهو مدير ناجح ولكن لم يكن يوماً قائداً ناجحاً، ولن يكون، ومن هنا ندعو قادة الإطار إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية بجدية وحزم قبل أن يسدل الستار على إرثهم السياسي".
وأردف بالقول: "لقد استُدرج شبابنا الشرفاء المخلصون الشجعان إلى هذا الفخ الخبيث، فسال على إثره الدم الحرام، وكي لا تعطى الذرائع للمتصيدين فرصة تشويه سمعة جهادنا، وكما يقال (غلطة الشاطر بألف)، فقد قررت قيادة الكتائب إيقاف عملها في مشروع طوق بغداد، وتسليم ما في عهدتها إلى قيادة الحشد الشعبي، مع التأكيد على أنها ستحاسب وبشدة كل من يدعي صفة العمل معها تحت هذا العنوان".
وأضاف، "نذكر بأن الجيش الجرار الذي أرسله السوداني والمُدجج بالسلاح والمحتمي بمدرعاته ومصفحاته وفيه من العناصر ذوو أجسام ممتلئة وشوارب كثيفة، لم يصمد أمام مجموعة من الشباب الذين لم يخرجوا لقتل عراقي، بل لنجدة ذويهم، فكيف إذا ما واجهوا مقاتلي أهل الشام ودواعش الغرب المدعومين بجيوش التكفير من التتار والإيغور وغيرهم أصحاب الخبرات القتالية الإجرامية المتراكمة؟".
وختم بالقول: إن "الدولة العراقية لن تقوم إلا بأبنائها الحماة المخلصين ودونهم ستضيق الأرض بما رحُبت".