يشكل تهريب النفط في العراق واحداً من أعقد الملفات التي تواجهها السلطات في مختلف أنحاء البلاد، خاصة بعد تحرير المدن العراقية من تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويفقد العراق "مليارات الدولارات" بسبب العمليات المستمرة لتهريب النفط، حيث يقود الأمر "مافيات متنفذة"، وفق النائب السابق، أيوب الربيعي الذي يرى أن "التهريب يؤدي إلى خفض إمكانية العراق في تصدير الحصص المتفق عليها في منظمة أوبك بالإضافة إلى أنه يباع بأسعار بخسة".
من إيران إلى أفغانستان
ولدى الخبراء خارطة في تهريب النفط العراقي، منهم من يعتقد أن تهريبه يتم إلى إيران ومن ثم إلى أفغانستان عبر التجار الإيرانيين، ويكون سعره أقل من 40 دولاراً، بحسب الخبير النفطي، حمزة الجواهري.
وعلى الرغم من أن الأمر لن يدفع إلى عقوبات دولية تجاه العراق، لكنه يدفع أوبك ـ والكلام للجواهري ـ إلى "طلب العراق تخفيض الإنتاج بواقع 250 الف برميل بسبب عدم قدرته على ضبط حدوده وإيقاف عمليات التهريب".
وخلال الفترة الماضية، حاولت "الجبال"، أن تصل إلى تصورات واضحة حول تهريب النفط، وخاصة من محافظة كركوك، وحصلت على معلومات من عدة مصادر أمنية رفيعة حول نشاطات نحو شهرين لعمليات التهريب المستمرة.
على سبيل المثال، أورد المصدر لـ"الجبال"، عدة تواريخ حول عمليات التهريب، بدأت من 29 تموز الماضي، حيث "أشرف آمر الفوج الأول ومعاون آمر اللواء 40 (كتائب الإمام علي) على تهريب حوالي 28 صهريجاً من النفط الخام من حقول باي حسن في محافظة كركوك إلى إيران باستخدام طريق (كركوك -الخالص - بعقوبة - بلدروز - معبر مندلي)"، مبيناً أن "عملية التهريب تمّت بحماية قوة من قسم استخبارات اللواء 40، وبالتنسيق مع مدير مكتب قائد عمليات ديالى للحشد الشعبي، ح.ي".
بعدها، وفي 4 آب، قال المصدر لـ"الجبال"، إن عمليات تهريب تمت بـ"إشراف مباشر من (ض .م) مسؤول الدعم اللوجستي في اللواء 40 (كتائب الإمام علي)، حيث "هرّب الفصيل ما يقارب 14 صهريجاً للنفط الخام من حقول باي حسن إلى إيران بحماية قوة من مقر اللواء 40".
وليس هناك اختلاف في استخدام طريق التهريب، حيث "يبدأ من طريق (باي حسن - كركوك - الخالص - بلد روز - مندلي)، وتتم حماية الصهاريج عند دخولها إلى قاطع ديالى وصولاً إلى الحدود مع إيران من قبل قوة خاصة تابعة إلى نجل قائد عمليات ديالى للحشد الشعبي (ح.م)".
وعلى الوتيرة نفسها، "قام (م.ر)، مدير حركات اللواء 40 (كتائب الإمام علي)، في 18 آب الماضي، بتهريب 12 صهريجاً من النفط الخام من حقول باي حسن في شمال غرب كركوك وصولاً إلى منفذ مندلي الحدودي في ديالى، ثم إلى إيران".
بعدها، وفي 27 آب، تم تهريب حوالي 15 صهريجاً من النفط الخام باستخدام طريق (كركوك - الخالص - بعقوبة - بلدروز - معبر مندلي)، بحسب المصدر الأمني الذي بيّن أن "عملية التهريب تمّت بحماية من قوة تابعة إلى الفوج الأول في اللواء 40، و بالتنسيق مع قوة تابعة إلى مكتب قائد عمليات ديالى للحشد الشعبي (ط.م)".
وإلى حد الشهر الجاري، وفي 1 أيلول، قال المصدر إن "(ض.م) مسؤول الدعم اللوجستي لكتائب الإمام علي (لواء 40) قام ببالتنسيق مع مدير مكتب قائد عمليات ديالى للحشد الشعبي (ح.م)، بتهريب 14 صهريجاً من النفط الخام من حقول باي حسن إلى إيران باستخدام طريق (كركوك - الخالص - بعقوبة - بلد روز - مندلي)، مضيفاً أن "حماية الصهاريج تمت من كركوك إلى الحدود بواسطة قوات من قسم استخبارات لواء 40 وقوة من مكتب قائد عمليات ديالى".
مصدر حكومي رفيع لم ينف لـ"الجبال" وجود عمليات لتهريب النفط في كركوك، مستدركاً بالقول: "لكن عدم استطاعتنا على السيطرة عليها لأسباب معينة، جعلنا نضطر للتعاقد مع شركة عالمية وهي بريتيش بتروليوم"، فيما لم يوضح أي تفاصيل أخرى.