عراقجي يكشف تفاصيل جديدة عن حرب الـ12 يوماً: زرعوا عبوة أمام منزلي ومسيّرات طاردتنا في تركيا

7 قراءة دقيقة
عراقجي يكشف تفاصيل جديدة عن حرب الـ12 يوماً: زرعوا عبوة أمام منزلي ومسيّرات طاردتنا في تركيا عباس عراقجي (وكالة مهر)

تحدّث عن لحظات ما بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران

تحدّث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن تفاصيل جديدة بشأن وقف حرب الـ12 يوماً، فيما تطرق إلى محاولة اغتياله وزرع عبوة ناسفة أمام منزله، معللاً سبب عدم ردّ بلاده على الضربة الإسرائيلية التي قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران في تموز العام الماضي.

 

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن عراقجي قوله: إنه "في اليوم الثامن أو التاسع من الحرب، اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قراراً استراتيجياً ينص على قبول وقف إطلاق النار غير المشروط في حال تقدم العدو بطلب رسمي بذلك. هذا القرار جاء من موقع قوة، لا ضعف، بعد أن أثبتت إيران أنها كانت في موقع الدفاع لا الهجوم."

 

وأضاف: "بناء على هذا القرار، ونظراً إلى أن إيران كانت تدافع عن نفسها فقط ولم تكن في موقع المعتدي، فإن وقف إطلاق النار غير المشروط كان أمراً منطقياً ومعقولاً. جميع قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي يجب أن تحظى بموافقة قائد الثورة لتدخل حيز التنفيذ، وهذا القرار نال الموافقة وكان جاهزاً للإبلاغ به".

 

وتابع عراقجي: "في الساعة الواحدة فجراً، تلقينا اتصالات تفيد بأن إسرائيل مستعدة لوقف إطلاق النار. وبعد تلقي هذا الطلب من عدة دول، أجريتُ بصفتي وزير الخارجية مشاورات مع قائد الحرس الثوري وسائر المؤسسات المعنية للتأكد من توافق الوضع مع القرار المذكور".

 

وأوضح: "بعد التأكد النهائي، تم الإعلان أن إيران مستعدة لوقف الحرب بشرط أن يوقف الطرف الآخر هجماته".

 

وتحدث عراقجي عن مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قائلاً: "في اليوم الذي اغتيل فيه الشهيد هنية، كان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد أدى القسم لتوه، ولم تكن التشكيلة الوزارية قد اكتملت بعد. كنتُ أحد المرشحين لتولي حقيبة الخارجية. وفي ذلك اليوم، عقد قائد الثورة اجتماعاً، وهو أمر معتاد في الأزمات، وكنتُ مدعواً مع أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي والرئيس".

 

وأضاف: "اتفق الجميع على ضرورة الردّ، لكن كان هناك خلاف بين السياسيين والعسكريين حول توقيت وكيفية الرد. والسبب الرئيسي لهذا التردد جاء من جانب العسكريين، الذين رأوا أن الهجوم يجب أن يتم حين نكون واثقين من قدرتنا على الدفاع بعده".

 

وتابع: "كان هناك اختلاف في الرأي بين القادة العسكريين والسياسيين بشأن توقيت وطريقة الهجوم. وتقرر في الاجتماع أن يتم الاستعداد للدفاع جيداً قبل تنفيذ أي عملية هجومية".

 

وتطرق عراقجي إلى ما وصفه بـ"حادثة سوء الفهم بشأن توقيت وقف إطلاق النار"، قائلاً: "حدث لبس بيني وبين القوات المسلحة، إذ اعتقد الأصدقاء أن التوقيت المحدد هو الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش، لذا استمر الهجوم حتى الساعة 7:30 بتوقيت طهران. وبعد الظهر، تم حل هذا اللبس عبر اتصال هاتفي".

 

وأضاف: "في مساء اليوم الأول من وقف إطلاق النار، زعم الكيان الصهيوني أن إيران أطلقت صواريخ، وخرقت الاتفاق، فأرسلوا طائراتهم لشن غارات. على الفور، أرسلتُ رسالة إلى ويتكوف مفادها أن إسرائيل تختلق الذرائع وتتّهم إيران زيفاً، ولم يحصل أي خرق، وإذا أقدمت على أي عمل، فسوف نرد فوراً وبشدة أكبر من السابق. وقلت له: إيران هي لبنان، وما فعلتموه في لبنان لن يُسمح لكم بتكراره هنا".

 

وتابع عراقجي: "بعدها رأيتم أن ترامب غرد وطلب من الطيارين العودة، وأوقف الهجوم الإسرائيلي، ما أظهر أن كل الأمور منذ البداية كانت منسقة مع الأميركيين".

 

اقتربنا 3 مرات من حافة الحرب

وفي رده على سؤال حول الاستعدادات الإيرانية للحرب خلال العام المنصرم، قال، إن "القوات المسلحة كانت في حالة تأهب قتالي، والحكومة كانت مستعدة للحرب. بعد اغتيال هنية، وعملية الوعد الصادق 2، وسقوط سوريا، وانتخاب ترامب، اقتربنا ثلاث مرات على الأقل من حافة الحرب، وكانت الحكومة والقوات المسلحة على أتم الجاهزية، ونجحت الدبلوماسية في خلق نوع من الردع الإقليمي منع اندلاع حرب شاملة. الجميع توقع أن الحرب الأخيرة ستبدأ بعد الوعد الصادق 2، والإسرائيليون أرسلوا رسائل بأن ردهم سيكون مؤلماً".

 

وأكد وزير الخارجية: "قمتُ بـ17 جولة إقليمية بهدف إتاحة الفرصة للدبلوماسية لمنع الحرب. الدبلوماسية دائماً خيار أقل تكلفة ومخاطر لتحقيق الأهداف. أوصلتُ الرسالة إلى جميع الدول: إذا اندلعت حرب بين إيران وإسرائيل، فلن تبقى محصورة بين البلدين، ليس لأننا نريد مهاجمة دول أخرى، ولكن لأننا مضطرون لذلك".

 

وأوضح عراقجي، أن "إسرائيل تسعى بكل قوتها لجر الولايات المتحدة إلى الحرب، وفي حال دخلت أميركا المعركة، فإن صواريخنا لن تصل إلى أراضيها، لكن—قلت لبعض قادة المنطقة—مع الأسف توجد قواعد أميركية كافية في أراضيكم، وسنضطر لاستهدافها".

 

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد خُدعت في المفاوضات مع أمريكا، قال: "عندما يُتخذ قرار بالتفاوض، يكون قراراً وطنياً يُنفذ. القول إن وزارة الخارجية خُدعت ليس دقيقاً، لأن الأمر كان بقرار من الدولة. الخارجية قامت بدورها وفق تعليمات النظام".

 

وأضاف: "لم نخسر شيئاً من المفاوضات، بل ربحنا كثيراً، أهمها إثبات حقانيتنا أمام الشعب والمجتمع الدولي. من يقول إنه لو لا التفاوض لما كانت هناك حرب؟ ربما الحرب كانت لتندلع أسرع".

 

موقف إيران بعد الاتفاق النووي

وأوضح عراقجي، أن "منطق الاتفاق النووي كان يقوم على بناء الثقة بشأن برنامج إيران النووي، وقبول قيود مؤقتة. عندما أبدى ترامب رغبته في التفاوض معنا، قلنا إننا مستعدون لذلك بنفس المنطق، ونحن لا نسعى لامتلاك سلاح نووي".

 

وأضاف: "بعض الأطراف طرحت حلولاً في المفاوضات، مثل تشكيل كونسورتيوم، لكنها لم تكن مناسبة لنا".

 

محاولة اغتيال عراقجي

كما أشار عراقجي إلى محاولة لاغتياله، قائلاً: "لم تصلني اتصالات مباشرة من الكيان الصهيوني، لكن أثناء الحرب، تم زرع قنبلة مقابل منزلنا، واستُهدِف المنزل المقابل، وقد تم القبض على المنفذين".

 

وتابع: "عدة مرات، حلّقت طائرات مسيرة فوقنا خلال رحلاتنا إلى تركيا".

 

وفي ختام حديثه، قال وزير الخارجية الإيراني: "في وقت النصر، عندما يكون علمك مرفوعاً، يجب أن تذهب للتفاوض، لأنك أثبتّ قوتك أمام العالم".

 

وأضاف: "ظن الكيان الصهيوني أن إيران ستنهار خلال أسبوع، لكن هذا لم يحدث. وفي غضون ساعات تم تعيين قادة ميدانيين والردود نُفذت".

 

واختتم قائلاً: "العدو طلب وقف إطلاق النار، ونحن من وجه الضربة الأخيرة".

 

 

الجبال

نُشرت في الأحد 27 يوليو 2025 05:53 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.