نهر سد "البدعة" في ذي قار (الجبال)
تحوّل نهر "البدعة" في قضاء الشطرة شمالي الناصرية مركز محافظة ذي قار، إلى حوض خال من المياه، التي كانت تموج فيه سابقاً وتجري بقوة، ليصبح بالإمكان عبوره سيراً على الأقدام، ليعكس بذلك صورة من صور شحّ المياه وأزمتها في جنوب العراق.
سد "البدعة"، واحد من أقدم السدود الإروائية في العراق، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1927 في العهد الملكي، وكان الهدف منه آنذاك إحياء الأراضي الزراعية وتنظيم تدفق المياه ودرء الفيضانات السد يُعد موقعاً تراثياً بارزاً ويضم 6 بوابات مائية، لكنه اليوم يشكو الجفاف.
الناشط المدني ثائر هادي، رأى أن جفاف سد "البدعة" ونهره، يأتي بسبب "السياسات العشوائية جنوبي الشطرة".
وقال هادي في حديث أدلى به لمنصّة "الجبال" من أمام سدّة "البدعة"، أن "هذه ليست الشطرة التي نعرفها. النهر الذي كان يغمر المنطقة لأمتار، تحوّل الآن إلى أرض جرداء بسبب السياسات العشوائية جنوب الشطرة يعاني، وباقي الأقضية مهددة".
وأضاف، "أنا من أبناء الشطرة، ولا نجد ماءً في بيوتنا. كانت المنطقة سياحية، لكن ما نراه اليوم يدمي القلب. أين المسؤولين عن ذلك؟".
في المقابل، أوضح مدير الموارد المائية في ذي قار، هاشم محيبس، أن "السدة كانت بمثابة ميزان مائي بين مناطق المنبع والمصب، لكن اليوم تقلصت الإطلاقات إلى مستوى كبير، إذ أن المناسيب وصلت إلى 64 متراً مكعباً بالثانية عند حدود واسط وذي قار، وهي غير كافية إطلاقاً".
وأضاف في حديث لمنصّة "الجبال"، "نعمل حالياً على تنظيم المراشنة المائية، وإغلاق بعض الجداول الفرعية، لمحاولة إيصال المياه إلى مناطق حيوية شرق الناصرية، مثل قضاء الإصلاح والفهود وسيد دخيل".
مشاريع مياه كبرى مهددة بالتوقف
في سياق متصل، كشف قائممقام قضاء الشطرة حيدر غالب، أن "تحركات عاجلة بدأت لتدارك الوضع".
وقال في حديث لمنصّة "الجبال"، "تواصلتُ مع محافظ ذي قار، الذي بدوره أجرى اتصالاً مباشراً مع وزير الموارد المائية، عون ذياب، وقد وعد الأخير بإطلاق مناسيب جديدة لتحسين وضع النهر".
ورغم هذا التحرك، أطلق غالب تحذيراً، حيث أشار إلى أن "مشاريع الماء الكبرى التي تتغذى من نهر البدعة أصبحت مهددة بالتوقف، ما يعني أن مدن الناصرية وسوق الشيوخ والدواية والشطرة وشرق المحافظة قد تواجه أزمة مياه غير مسبوقة".
في الأثناء، كشف مصدر حكومي لمنصّة "الجبال"، عن "توقف مشروع ماء الناصرية العملاق".
وبيّن، أن "المشروع المذكور، تبلغ طاقته الإنتاجية 10 آلاف متر مكعب في الساعة، وكان يُغذي أقضية جنوبي قضاء الشطرة. هذا التوقف قد يُدخل المحافظة في دوامة عطش إن لم يُتدارك سريعاً".
وأظهرت صور رصدتها كاميرا "الجبال"، غياب المياه عن نهر السدّ، حتى أن قارب "المشحوف" المعروف باستخدامه في مناطق جنوبي العراق، أصبح من الصعب أن يعوم في مشروع "البدعة"، ليركن جانباً على قعر النهر:
