أثار نقل كابتن المنتخب العراقي، أيمن حسين الملقب بـ"أبو طبر" إلى مستشفى في الكويت موجة من الغضب والاستياء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل العديد من العراقيين عن مدى كفاءة المستشفيات في التعامل مع مثل هذه الحالات الطبية السريعة، وتساءلوا عما إذا كانت حالة الكابتن تستدعي حقاً نقله إلى الخارج للعلاج، فضلاً عن ما يمكن أن تفعله السلطات في حال استضاف العراق بطولة كبرى أو مناسبة مهمة.
وتجددت المخاوف والتساؤلات بشأن الواقع الصحي في العراق، خاصة وأن هناك تصورات تثار بين فترة وأخرى حول أن المسؤولين والسياسيين لا يستخدمون المؤسسات الصحية في البلاد، وإنما يسافرون للخارج لأبسط الأشياء، بدل أن تكون هناك حملة لصناعة واقع صحي لائق ومتطور.
وبهذا الخصوص، استذكر الروائي أزهر جرجيس قصة الشاعر بدر شاكر السياب، حينما كان مريضاً، كانت البصرة تفتقر إلى مستشفى كبير قادر على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للشاعر، فنقل في وقتها إلى الكويت، واليوم وبعد مرور 60 عاماً - بحسب جرجيس - تتكرر نفس المعاناة مع كابتن المنتخب العراقي لكرة القدم، حيث "أصيب في البصرة ونقل للكويت"، مما يبرز استمرار هذه الأزمة على مدى عقود.
وصرّح رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، بأن قرار النقل جاء بسبب قرب الكويت من البصرة مقارنة ببغداد، وقد أثار هذا التصريح جدلاً واسعاً، حيث اعتبره الكثيرون تأكيداً على تردي الأوضاع الصحية في محافظة البصرة.
كان الطبيب الكويتي محمد العنزي الذي تولى معالجة أيمن حسين، كشف عن "أوجه القصور" في القطاع الصحي العراقي، حيث أكد "اختلاف التشخيص الطبي، قائلاً إنّ "التشخيص في الكويت أفضل مما هو عليه في العراق".
وتحدث عضو اتحاد كرة القدم العراقي، أحمد الموسوي، في تصريح تابعته "الجبال" عن "افتقار البصرة إلى الأجهزة الخاصة بالتداخل الجراحي الذي أحتاج إليه لاعب منتخبنا الوطني أيمن حسين، وهو ما أجبر الكادر الطبي على نقله للكويت".
وقال الموسوي إنه "وعلى الرغم من وجود مثل تلك الأجهزة الطبية في مستشفيات بغداد وأربيل إلا أن الكادر الطبي فضل نقله إلى الكويت لقرب المسافة أولاً وحاجة اللاعب إلى النقل البري بدلاً عن الجوي لتأمين سلامته صحياً".
لكنّ رئيس لجنة الصحة والبيئة في البصرة، علي عدنان العبادي، أكد في تصريح لـ"الجبال"، بأن "إرسال أيمن حسين كان في سياق مستعجل من قبل اتحاد الكرة، لأنها لم تطلع على المستشفيات البصرية وجودتها وإمكانياتها التي لا تقارن بالكويت ويمثل مستواها الصحي (متوسط) بين دول المنطقة العربية".
وقال العبادي إنّ "المؤسسة الصحية لها ارتباط بشكل مباشر في بغداد والأمر يعني فشل الحكومة الاتحادية وليس البصرة وحدها".
وتحدث العبادي عن "عدم تخطيط وسوء إدارة في المؤسسة البصرية وعلى السوداني الوقوف عليها ومعالجتها بشكل جيد"، حيث أنّ "اللاعب ينقل ويتعالج لكن المواطن البصري يتوفى".
وفي الأثناء، كتب الدكتور محمد جاسم، وهو اختصاص في أمراض القلب والتداخل القسطري بأن "حالة الكابتن أيمن حسين هي استرواح رئوي دموي ناتجة عن شدة خارجية"، مؤكداً "تم عمل اللازم في مستشفى البصرة"، مشيراً إلى أن "تواجد أكثر من 50 مرافقاً يتدافعون لالتقاط الصور كان من شأنه إعاقة العمل".
وتساءل جاسم عن "ما فعلته الكويت للكابتن غيّر وضعه على سرير العناية ومتابعة الحالة، مؤكداً أن "العمل قد أنجز في العراق وهم نالوا الإحسان والفضل وأطبائنا نالهم السب والشتم".
وبحسب الصحفي البصراوي عمار عبد الخالق، فإنّ "محافظة البصرة تمتلك إمكانيات طبية متميزة تجعلها قادرة على تقديم كافة الخدمات الصحية اللازمة للمرضى، بما في ذلك حالة الكابتن أيمن حسين".
وقال عبد الخالق لـ"الجبال"، إن "البصرة تضم عدداً كبيراً من المستشفيات الحكومية والأهلية، والتي تعمل بها كوادر طبية وطنية متخصصة ومؤهلة"، مشيراً إلى أن "النقص الحقيقي يكمن في عدم توفر بعض الأجهزة الطبية الحديثة في بعض الحالات".
ورأى عبد الخالق أن "إرسال أيمن حسين للعلاج في الكويت كان قراراً غير مبرر، حيث يعكس مشهداً مأساوياً عن الوضع الصحي في البصرة".