رجّح عضو مجلس النواب العراقي معين الكاظمي، الأربعاء 25 حزيران 2025، وقوف ما أسماه بـ"طرف ثالث"، وراء استهداف الرادارات في العراق.
وقال الكاظمي في حوار متلفز تابعته "الجبال"، إن "الحكومة العراقية اتخذت موقف الحياد إزاء الأحداث في المنطقة والحرب الإيرانية - الإسرائيلية".
وأضاف، "لا داعي لوجود إطلاقات من الفصائل في الحرب. ما تأثيرها في حرب المسيرات والصواريخ؟"، مضيفاً "لا حاجة لمشاركة الفصائل في المعركة بين إسرائيل وإيران".
وتابع، أن "سلاح الفصائل في معارك أخرى قد يفيد، الحرب البرية مثالاً"، داعياً "إلى ضبط السلاح بيد الدولة، هذا الأمر تقلّص كثيراً".
ولفت إلى أن "الحشد الشعبي انتصر لوجود الحالة الذاتية والمعنوية والعقدية، سلاح الحشد هو الأضمن، ويجب أن يكون مدرباً ومنضبطاً وعقائدياً، وعلى قادة الحشد ضبط الأمور".
وعن استهداف الرادارات في العراق خلال الساعات الأخيرة التي سبقت وقف الحرب بين إيران وإسرائيل، قال الكاظمي: "ربما هناك طرف ثالث حاول خلق فتنة بشأن قصف الرادارات".
وأضاف، "واشنطن غير جادة في تجهيز العراق بالرادارات والمنظومات للدفاع عن نفسه. الأسلحة الممنوحة للعراق من واشنطن لا تعمل إلا بموافقة أمريكية، ومن يعتقد أن الولايات المتحدة هي المنقذ والمخلص فإما واهم أو غبي"، متسائلاً: "ماذا يعني عبور عشرات الطائرات للكيان الأجواء العراقية؟".
وفي وقت سابق اليوم، تحدّث الخبير في الشأن العسكري اللواء عماد علو، عن تفاصيل استهداف الرادار العراقي بطائرة انتحارية في معسكر التاجي، واستهداف قاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار، مرجّحاً تنفيذ تلك الهجمات على خلايا "موساد إسرائيلي" بالداخل العراقي.
وقال علو في تصريح لمنصّة "الجبال"، إنه "يعلن أحد مسؤوليته عن هذه العملية لحد هذه اللحظة، ولذلك من السابق لأوانه أن نتكلم أو نتناول بالتحديد هدف هذه العملية التي في ظاهرها استهدفت الرادارات التي اشتراها العراق حديثاً من فرنسا، أحدهما في معسكر التاجي والآخر في معسكر الامام علي في الناصرية، وأيضاً استهدف معدّات وطائرات وأسلحة موجودة بهذه المعسكرات العراقية".
وبيّن، أنه "كانت هذه العملية بالحقيقة متوقعة بهذا الشكل من الداخل ولم تكن متزامنة مع الضربات البالستية التي وجهت إلى قاعدة العديد في قطر. استخدام هذا الأسلوب يبين بصمة معينة ومعروفة لقوى داخلية يمكن أن تكون وراء استخدام هذا الأسلوب لمهاجمة الأهداف لكون الطائرات التي تم استخدامها هي طائرات بمديات قصيرة وهي طائرات مسيّرة صغيرة لا تنطلق من مسافات بعيدة".
وأضاف، أن "هناك نقطة أخرى في احتمال أن تكون هناك خلايا للموساد الإسرائيلي كما هو موجود في إيران فهي موجودة بالداخل العراقي وهي من قامت بهذه العملية بغرض بثّ الفتنة، ولغرض ضرب قدرات الدفاع الجوي العراقية التي تستطيع اكتشاف أو رصد أي دخول لطائرات حربية أو مسيّرة إلى الأجواء العراقية".
وتابع، أن "الأجواء العراقية كانت مستباحة باعتراف الحكومة العراقية التي تقدّمت بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي وطالبت من الولايات المتحدة الأميركية بمنع الطائرات الإسرائيلية من استخدام الأجواء العراقية لغرض الهجوم والقيام بعمليات عسكرية في الداخل الإيراني، وهذه هي الاحتمالات الواردة وراء استهداف الرادارات العراقية، وكان من المفترض أن تكون هناك حماية وإحباط لهذه الهجمات من قبل القوات المتواجدة داخل هذه المعسكرات".
من جانبه، توقّع السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، أن تكون الأراضي الإيرانية هي المنطقة التي انطلقت منها الطائرات التي استهدفت الرادارات العراقية في معسكر التاجي ببغداد وقاعدة الامام علي في ذي قار.
وقال حيدر في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "الطائرات المسيرة الانتحارية التي ضربت الرادارات العراقية، هي إيرانية الصنع وبعيدة المدى، وهذا وفق معلومات وصلت إلينا، وهذه الطائرات أُطلقت من خارج الأراضي العراقية، وجرت اتصالات ما بين بغداد وطهران لمعرفة من يقف خلف إطلاق الطائرات وكيف أطلقت من عمق الأراضي الإيرانية، والردّ الإيراني كان: طهران لم تكن تعرف بهذا النشاط العسكري خلال هذا التوقيت".
وأضاف، أن "هذا يؤكد أن هذه الطائرات أطلقت من قبل الدولة العميقة بداخل جسد الدولة الإيرانية التي أسسها الموساد الإسرائيلي، والهدف من هذه العملية واستهداف الرادارات العراقية هو لتنظيف الأجواء العراقية من أي مخاطر قد تتعرض لها الطائرات والصواريخ الإسرائيلية إذا ما قررت إسرائيل ضرب العراق عبر عمليات اغتيال دقيقة ضد قادة الفصائل المسلّحة، خاصة تلك التي كان لها دور في مهاجمة إسرائيل خلال حرب أكتوبر".
وبين، أن "إسرائيل تريد تكرار التجربة مع إيران في العراق، أي قبل أي عملية يتم استهداف الدفاعات الجوية كمرحلة أولى قبل تنفيذ أي هجوم؛ لإبعاد المخاطر، ولهذا نتوقع أن دور العراق سيكون هو المقبل، فإسرائيل سيكون لها عمليات في العراق بعد وقف الحرب مع إيران يوم أمس الثلاثاء".