تحدّث عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد الرميثي، الخميس 19 حزيران 2025، عن وجود ملفات فساد "كبيرة وخطيرة"، في عقود منظومات الدفاع الجوي العراقية.
في السياق: الحكومة العراقية تنشر مضادات للدفاع الجوي في ميسان
وقال الرميثي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "ملف الدفاعات الجوية يوجد فيه شبهات فساد كبيرة وخطيرة وهدر للمال العام بشكل مخيف، ورغم كل ذلك العراق لا يملك منظومات دفاع متطورة وحديثة يمكن لها صد أي عدوان خارجي، فلا نعرف أين صُرفت كل هذه المليارات دون نتائج ملموسة على الأرض".
وبين أن "هناك إرادة سياسية على إخفاء تلك الملفات وعدم الكشف عنها، وهذا ربما يكون أبرز أسباب تعطيل جلسات مجلس النواب لمنع فتح أي ملفات فساد، لكن نحن عازمون على فتح تلك الملفات ومحاسبة المقصرين والفاسدين من أي جهة كانت، ولهذا سيكون لنا موقف أمام القضاء من خلال تقديم الملفات التي نملكها بشأن الفساد وهدر المال العام في عقود وتعاقدات منظومات الدفاع الجوي".
وكان الرميثي، قد دعا في وقت سابق إلى "مراجعة جدية لمنظومة العراق الدفاعية"، و"تفعيل إجراءات الحماية الجوية".
وقال في تصريحات صحفية تابعتها "الجبال"، إنه "تم تخصيص 30 تريليون دينار عراقي لشراء دفاعات جوية خلال 10 سنوات، تم صرف 11 ترليوناً منها، مع إرجاع 19 ترليوناً للحكومة".
وطالب الرميثي، بـ"مراجعة ملف صرف الـ11 ترليوناً على الدفاعات الجوية العراقية؛ بسبب وجود ملفات فساد في التعاقدات".
في السياق، كشف المستشار العسكري اللواء المتقاعد صفاء الأعسم، عن وجود اعتراض من قبل دول عظمى على امتلاك العراق منظومات دفاع متطورة.
الأعسم، قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "العراق مؤخراً تعاقد مع فرنسا لشراء طائرات مخصصة للدفاع الجوي لحماية سماء العراق، وكذلك هناك عقود جديدة مع كوريا الجنوبية لشراء صواريخ دفاع جوي متطورة وحديثة، وهذه الصواريخ فيها كفاءة عالية وتعمل بدقة والكثير من دول العالم المتقدمة تستخدم هكذا صواريخ، رغم أن العراق حصل على عقد صواريخ متوسطة المدى وكان يفترض ان تكون بعيدة المدى".
وبيّن، أن "عدم تزويد العراق بصواريخ بعيدة المدى كان بسبب اعتراضات من قبل دول كبرى ومنها الولايات المتحدة الأميركية، كون هذه الصواريخ لديها القدرة على استهداف طائرة أف 35، والصواريخ المتوسطة يمكن لها استهداف طائرات أف 16، والأقل منها، وهذه الصواريخ تضاهي الباتريوت الأمريكي".
وشدد المستشار العسكري، على "فحص تلك الصواريخ عند وصولها العراق لمعرفة هل هي مطابقة للشروط والمواصفات التي أبرمت العقود على أساسها، كما يجب تدريب الفرق العراقية على كيفية استخدام هكذا صواريخ حديثة ومتطورة، وهذا الأمر يجب أن يكون ضمن شروط العقد. فالخشية موجودة من أي شبهات أو هدر وغيرها من القضايا التي حصلت في أغلب التعاقدات السابقة طيلة السنوات الماضية".
وأضاف، ان "العراق طيلة السنوات الماضية لم يهتم بهكذا ملف مهم وحسّاس؛ رغم صرف المليارات عليه دون وجود أي منظومات دفاع جوي حديثة ومتطورة، والعراق كان يعتمد على قوات التحالف الدولي بصد أي عدوان خارجي، لكن لا توجد جدية أمريكية بهذا الموضوع فهي لم تحم سماء العراق، بل هي كانت تخترق هذه السماء".
وتحوّلت سماء العراق، خلال الأسبوع الأخير، إلى ساحة لتبادل الصواريخ والطائرات المسيّرة والمقذوفات الحربية، وذلك بعد نشوب الصراع بين الجمهورية الإيرانية و"إسرائيل"، الأمر الذي واجهته الحكومة العراقية، بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة إياه بالتدخل لوقف "خرق" الأجواء العراقية من قبل الجانب الإسرائيلي، فيما حمّلت الولايات المتحدة الأميركية، مسؤولية حماية السماء العراقية من خروقات سلاح الجو الإسرائيلي، بناءً على اتفاقية الإطار الاستراتيجي المبرمة بين واشنطن وبغداد.
وفي وقت سابق، تحدّث الخبير في الشأن العسكري سيف رعد، عن طبيعة منظومة "بانستر-إس1"، التي تم نشرها مؤخراً كدفاعات جوية عراقية في عدد من المناطق، تحسباً للطوارئ، وذلك في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين إيران و"إسرائيل"، واستمرار خرق الأجواء العراقية من قبل الطائرات الإسرائيلية، الأمر الذي اعترضت عليه حكومة العراق رسمياً عبر تقديم مذكرة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي، وتقديم طلب إلى الولايات المتحدة الأميركية، بمنع إسرائيل من تكرار خرق الأجواء العراقية.
وقال رعد في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "منظومة بانستر-إس1 هي نظام دفاع جوي روسي قصير إلى متوسط المدى، مصمّم لحماية المنشآت العسكرية والمدنية من مجموعة واسعة من التهديدات الجوية بما في ذلك الصواريخ والطائرات والطائرات بدون طيار، والعراق يمتلك هذه المنظومة منذ عام 2014 حيث تم استلام 48 قطعة بحلول 2018 لتعزيز قدرات الدفاع الجوي العراقي".
وأوضح، أن "المنظومة تعمل وفق نظام دفاع جوي مدمج يجمع بين الصواريخ والمدفعية، مما يوفر حماية متعددة الطبقات ضد التهديدات الجوية، أما النظام يكون مثبت على مركبة أو متحرك على الكتف للاستخدام اليدوي، يحتوي على رادار وأنظمة توجيه، ويعتمد على رادار متعدد الوظائف مدى كشفه يصل إلى 75 كم، الرادار يكتشف التهديدات الجوية حتى تلك ذات البصمة الرادارية المنخفضة".
وأضاف، أن "النظام مزوّد بـ12 صاروخاً وتحتوي المنظومة أيضاً على مدفعين ثنائيين عيار 30 ملم بمدى 4 كم وارتفاع 3 كم، يستخدمان ضد الأهداف القريبة أو عند نفاد الصواريخ".
وتابع: "تعتمد المنظومة على الكشف المبكّر عبر الرادار الذي يكتشف الصواريخ حتى تلك التي تطير على ارتفاعات منخفضة، يتم تتبع الصاروخ باستخدام الرادار أو الأنظمة البصرية لضمان دقة التوجيه".
وأوضح أن "النظام يحلل مسار الصاروخ لتحديد نقطة الاعتراض"، مبيناً أنه "تم استخدام النظام بنجاح من قبل الجيش العراقي في إسقاط طائرة مسيّرة في محافظة كركوك في شهر آب 2024".