قرر مجلس النواب المضي بالقراءة الثانية لقانون الأحوال الشخصية المثيرة للجدل، على الرغم من عاصفة الانتقادات التي واجهت مشروع القانون الذي يسمح بزواج الفتيات القاصرات.
وأعلنت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب اليوم، جدول أعمال الجلسة المقرر عقدها غداً الثلاثاء، والتي تضمن استكمال القراءة الثانية لمشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى المضي بالقراءة الأولى لمشروع قانون مكافحة الاختفاء القسري.
وضم جدول أعمال جلسة الغد قراءة قانون الاختفاء القسري، إضافة إلى 4 فقرات أخرى تتعلق بقوانين روتينية، فيما غاب مناقشة قانون العفو العام.
وكان مجلس النواب العراقي قد أنهى القراءة الأولى لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية في 4 آب الماضي.
وأثارت مسودة تعديل القانون خلافات داخل البرلمان، ونقاشاً غاضباً على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، خاصة بعد نشر ورقتين من التعديلات المقترحة التي تناولت بشكل أساسي مسألة "الأحكام الشرعية" التي ستُطبق في قضايا الأحوال الشخصية، مع إتاحة خيارات جديدة للزوجين، اعتبرت من قبل عديدين أنها "انتكاسة في الحقوق المدنية" داخل البلاد.
وتنص التعديلات على تطبيق "مدونة الأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية العراقية، حيث يُتيح التعديل لـ"الزوجين اختيار مذهبهما الديني عند إبرام عقد الزواج، سواء كان شيعياً أو سنياً، وفي حال عدم اتفاق الزوجين على مذهب محدد، يُطبق مذهب الزوج".
وترفض منظمات مجتمع مدني التعديلات الجديدة، التي يرون أنها سوف تفتح الباب أمام زواج القاصرات، إذ سيكون الرأي في الزواج هنا بعيدا عن القاضي والمحكمة، وتحدده المدونة الشيعية أو السنية.
وأعربت الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت سابق، عن قلقها من تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي، معتبرة أن من شأن هذه التعديلات تقويض حقوق المرأة والطفل.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق إلينا رومانسكي، في تغريدة على منصة "إكس"، "إننا نشعر بالقلق إزاء التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية العراقي والتي من شأنها أن تقوض حقوق المرأة والطفل".
وأضافت "نحن نحث العراقيين على الانخراط في حوار مدني يحترم بشكل كامل حرية الدين أو المعتقد وحقوق المرأة والطفل".
كما شاركت السفيرة عبر تغريدتها، موقفاً سابقاً للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، والتي تضمنت ذات الموقف.