حديث عن أطراف تحاول "ابتزاز" حكومة السوداني.. هل يحتاج العراق إلى انتخابات مبكرة؟

5 قراءة دقيقة
حديث عن أطراف تحاول "ابتزاز" حكومة السوداني.. هل يحتاج العراق إلى انتخابات مبكرة؟ محمد شياع السوداني في القصر الحكومي

أكد عضو في تيار الحكمة، سامي الجيزاني، أن إجراء انتخابات مبكرة في العراق هي إحدى النقاط المدرجة بالمنهاج الحكومي لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، لكن "الأجواء السياسية السائدة تنفي الحاجة لهكذا خطوة".

 

في تشرين الأول/أكتوبر 2022، شكل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حكومته الحالية، نتيجة لاتفاق سياسي بين أطراف تحالف إدارة الدولة (كتل شيعية، الكورد، وكتل عربية سنية)، بعد انسداد سياسي أصاب البلاد لعام. وأعلن السوداني عن برنامجه الحكومي للتشكيلة الحكومية الجديدة تضمن حلحلة الأزمة السياسية، إجراء الإصلاحات، تقديم الخدمات، مكافحة الفساد، ومعالجة الفقر والبطالة. 

 

الجيزاني قال لمنصة "الجبال"، اليوم الأحد، في حديث عن مجريات العملية السياسية في العراق وإمكانية إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، إن "هناك فقرة بالمنهاج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن إجراء انتخابات مبكرة. لكن إجراء هذه الانتخابات يحتاج إلى ظروف وبيئة.. متى ما وجد عدم استقرار أو انسداد سياسي، تذهب الأنظمة باتجاه الانتخابات المبكرة لإنهاء المشكلة".

 

وأكد: "نحن اليوم في ظل حكومة السيد السوداني، وائتلاف إدارة الدولة، نشهد تطوراً ملحوظاً بالجانب السياسي، والخدمي، والحكومي، ولا نعتقد أن هناك ضرورة لإجراء انتخابات مبكرة".

 

وألقى الجيزاني الضوء على نقطتين "مهمتين" تحتاجها العملية، "الأولى هي القانون، فلا يوجد إجماع على القانون الانتخابي في الوقت الحاضر وإن ذهبنا لتعديل القانون أو إلى تشريع قانون جديد فسيحتاج الأمر إلى ستة أشهر على الأقل. والنقطة الثانية متعلقة بالجانب اللوجستي، وترتبط بعمر المفوضية، تم آخر تمديد لعمر المفوضية لإتمام انتخابات إقليم كوردستان وبعدها تصبح المفوضية منحلة، بالتالي تظهر لدينا مشكلة جديدة وهذا يتطلب إيجاد مفوضية جديدة وهذا يحتاج إلى رؤية جديدة وكوادر متقدمة جديدة".

 

وفي الجانب السياسي، أوضح عضو تيار الحكمة أنه "لا يوجد إجماع وطني حول الرغبة بإجراء انتخابات مبكرة، لكن هناك رغبات وآراء محترمة لبعض القوى السياسية تدعو لإجرائها"، مؤكداً أن "تيار الحكمة ولا يعتقد وجود حاجة إلى انتخابات مبكرة في ظل المشهد السياسي الحالي".

 

من جانبه، رأى المحلل السياسي علي البيدر، أن هكذا دعوات هي "محاولات من أجل الضغط والابتزاز السياسي التي تمارس ضد الحكومة أو رئيس الوزراء وحتى ضد النظام السياسي، من أجل الحصول على مكاسب أو لاستعادة القوة الخاسرة موقعاً في السلطة"، مبيناً: "هذا يتنافى مع أسس الديمقراطية والدستور والاستقرار، ويمكن أن يسبب أزمة وإرباكاً للمشهد السياسي في البلاد".

 

واستبعد البيدر إجراء انتخابات مبكرة في العراق، "لأن ذلك قد يفتح جبهة جديدة في البلاد تربك الوضع السياسي، ولا يوجد ما يدعو لإجراء انتخابات مبكرة، الوضع مستقر والأمور تسير على ما يرام. والذهاب إلى انتخابات قد يغير الوضع وينشئ عرفاً جديداً في المشهد السياسي، ويكوّن رغبة ومزاجاً بالمراحل المقبلة، وهذا قد يضعف السلطات".

 

ويعتقد البيدر أن "من يمتلكون خيار هذه الخطوة، لا يرحبون بذلك، والأطراف الساعية لهذه الخطوة لن تتمكن من تحقيقها"، معللاً ذلك بأن "إجراء انتخابات مبكرة سيحتاج إلى وقت أطول من عمر هذه الحكومة، لذلك من الأفضل أن تسير هذه الحكومة، وأن يتم دعم خطواتها الإصلاحية لحين انتهاء المهلة".

 

وأقرت عضو مجلس النواب نهال الشمري بصعوبة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة خلال المرحلة المقبلة.

وقالت الشمري لـ"الجبال"، إنّ "الدورة البرلمانية الحالية لم يتبق على انتهاءها سوى وقت قليل، إضافة إلى أن أصدار قرار بإجراء انتخابات مبكرة في الوقت الحالي سيربك عمل الحكومة ومجلس النواب والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات".

 

وبيّنت أنّ "الحكومة ومجلس النواب أوصلا رسالة بأن العلاقة بينهما إيجابية جداً من خلال تقديم موازنة لـ3 سنوات وإقرارها من البرلمان، فضلاً عن موافقة الأخير على كل القرارات التي تقدمها الحكومة إليه، وبهذه يكون لا داع لانتخابات مبكرة".

 

وفي الأثناء، استبعد عضو مجلس النواب غسان العيداني وجود أية نية أو بادرة في مجلس النواب أو الكتل السياسية لإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

 

وقال العيداني الذي ينتمي لكتلة تصميم المقربة من تيار الفراتين الذي يرأسه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لـ"الجبال" أن "جميع الكتل السياسية ذاهبة باتجاه إلى نهاية الدورة التشريعية".

 

وأكد أن "الدورة التشريعية لم يبقى على عمرها سنة واحدة".

 

 

 

الجبال

نُشرت في الأحد 1 سبتمبر 2024 01:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية

© 2024 الجبال. كل الحقوق محفوظة.