هاجمت العتبة الحسينية بشكل غير مسبوق إجراءات الحكومة خلال الزيارة الأربعينية الأخيرة، منتقدة تحويل المدينة إلى "ثكنة عسكرية"، وذلك بعد أقل من 4 أيام على إعلان السلطات نجاح الخطة الأمنية، و"عدم تسجيل حوادث خلال المناسبة".
ووصف رئيس مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية عبد الأمير القريشي، خلال المؤتمر العلمي الدولي الثامن لزيارة الأربعين والذي عقدته بحضور ممثل المرجعية العليا ومتوليها الشرعي، عبدالمهدي الكربلائي، الخطة الأمنية والخدمية لزيارة الأربعين بـ"الأسوأ مقارنة بالأعوام السابقة"، مشيرة إلى أنه "من غير المبرر تحويل المدينة إلى "ثكنة عسكرية".
وأضاف: "نجد الكثير من القرارات الحكومية لا تجانب جادة الصواب وخير دليل على ذلك ما حصل خلال زيارة الأربعين المباركة لهذا العام من إخفاقات، فمن غير المبرر تحويل المدينة الى ثكنة عسكرية تنتشر فيها المظاهر المسلحة مع وجود أكثر من 120 جنسية دولية تشارك في مراسيم الزيارة".
واعتبر القريشي أنّ "هذه المظاهر بعثت برسائل سلبية غير مطمئنة للوضع الأمني في البلد، فضلًا عن "الخطة التنظيمية والخدمية التي تعدَّ الأسوأ مقارنة بالأعوام السابقة".
وشارك بالزيارة التي انتهت يوم الأحد الماضي، أكثر من 21 مليون زائراً، بينهم نحو 4 مليون من خارج العراق.
مطالبة بـ"الردع الشديد"
وقبل ذلك بأيام قليلة تقدمت العتبة العباسية، بشكوى لدى رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بسبب ما وصفته بـ"التجاوز المتكرر" من قبل كتائب الإمام علي في كربلاء، مطالبة بـ"توجيه الردع الشديد".
وحصلت "الجبال" على وثيقة صادرة من مكتب الأمين العام للعتبة العباسية، جاء فيها: "في الوقت الذي تسعى فيه العتبة العباسية المقدسة تأمين الخدمات للزائرين الكرام وعلى أتم وجه وبالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، نود اعلامكم بحصول تجاوز متكرر على منتسبي العتبة في المحور الذي تتواجد فيه قوات من الحشد الشعبي ولأكثر من مرة أثناء أداء الأعمال الموكلة اليهم وبالخصوص (سائقي العجلات) خلال حركتهم لنقل الزائرين والمنتسبين علماً أنهم يرتدون باجاتهم التعريفية".
وأضافت الوثيقة: "كان آخرها اليوم الساعة (٧:٣٠ صباحاً) حيث تم تجاوز مجموعة من لواء كتائب الإمام علي، بالضرب المبرح والوحشي على المنتسب (حسين علي عبد الحسين الهنداوي) ، والذي كان يقل مجموعة من منتسبات العتبة في طريقهم لمجمع العلقمي لخدمة الزائرين الكرام عند العمود المرقم 1290، بل لم تسلم منهم حتى العجلات التي تحمل أرقاماً حكومية وتابعة إلى العتبة وبطريقة تخالف القانون والشرع والأعراف، وبتصرفهم هذا فإنهم يدخلون الرعب في نفوس الزائرين الكرام ويرسمون صورة غير طيبة عن هذا العنوان الذي ينتمون إليه (هيئة الحشد الشعبي)"، مطالبة بـ"توجيه الردع الشديد لمثل هكذا حالات غير مقبولة".
ويوم الأحد الماضي، أثناء إعادة زائري كربلاء إلى مدنهم، ادّعى محمد السوداني، رئيس الحكومة في مؤتمر صحفي عقده بالمدينة مع عدة وزراء وقيادات عسكرية "نجاح الخطة الأمنية والخدمية".
وقال وزير الداخلية في المؤتمر نفسه، إن المميز هذا العام في الزيارة هو "عدم تسجيل حوادث".
وكانت اشتباكات مسلحة قد جرت أثناء الزيارة بين فصيل جند الإمام، التابع لهيئة الحشد، والجيش العراقي على مداخل كربلاء.