حذر السياسي العراقي مثال الآلوسي، من وضع خطير يواجه العراق والنظام السياسي فيه، مشيراً إلى أن قرار وزارة المالية العراقية بقطع تمويل رواتب موظفي كوردستان "قد يفتت الوطن ويُدخل البلد في متاهة كبيرة"، مناشداً السيستاني: "هل يوافق القرار أخلاق الإمام علي (ع) أو نهج المرجعية؟".
الآلوسي وفي حديث خاص لمنصة الجبال، حول التوترات القائمة بين أربيل وبغداد بعد قرار وزارة المالية العراقية بقطع تمويل رواتب الموظفين في إقليم كوردستان، السبت 31 أيار 2025، قال: "قانونياً إن الدولة العراقية غير ناضجة، وإن حكومة الإطار مرتبكة، وهي تسعى إلى الهيمنة على كل شيء، أي لا وجود لنظام إداري او سياسي"، مشيراً أن "ما يجري الآن نابع عن تفكير بعض الناس، الأخوة في الإطار التنسيقي يهيمنون على كل شيء (القرار السياسي والقرار المالي وكذلك الأمني)، بالتالي إن ما يجري في بغداد الآن هو هيمنة على كل شيء".
ناشد الآلوسي المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق، علي السيستاني، بشأن القرار، متسائلاً: "هل ما يجري للإنسان العراقي الكوردي منذ عام 2014 إلى اليوم يوافق فلسفة وأخلاق أمير المؤمنين علي، أو نهج المرجعية؟"، مضيفاً أن "الموقف الآن موقف أخلاقي دستوري إنساني ووطني، وإن لم نحرص على حماية الموظف الكوردي والسوق الكوردي من هذه الإهانة والاعتداء الكبير، قد يتفتت الوطن وندخل متاهة كبيرة".
أشار الآلوسي إلى أن "هناك من السنة من هم قريبين إلى طهران، وهناك منهم من يبحث عن مساحة سياسية، والكل يعلم أن في عام 2004 عندما كان يتم الاجتماع من أجل قانون إدارة الدولة، كان هناك شيء من الاتفاق على تشارك السلطة بين الكورد والعرب والشيعة والسنة عقب انهيار نظام سياسي مركزي مقيت"، وأن "الجميع التزم بذلك لكن الأخوة في الإطار وحزب الدعوة والأحزاب الأخرى القريبة من إيران لم تلتزم".
وقال الآلوسي: "لا وجود لدستور عراقي محترم في هذه الدولة، ولا وجود لنظام سياسي يمثل هذا الدستور"، مردفاً بأن "السنة من الانبار والمحافظات الأخرى مطالبون بأن يحددوا موقفاً سياسياً الآن، وإلا ستكون هناك اتهامات كبيرة".
لمّح الآلوسي إلى أياد خارجية تسهم في إدامة الخلافات بين الأطراف السياسية في العراق وزعزعة الاستقرار بقوله: "لو كان هناك اتفاق إيراني أميركي، يأتي بنتائج إيجابية، لرأينا مشكلة الموازنة تحل، ومشكلة الغاز أيضاً، وحتى برلمان كوردستان سيعود إلى النشاط"، مؤكداً: "هناك تأثيرات خارجية وصلت إلى حد التهديد بشكل واضح"، لافتاً إلى أن "موقف وزيرة المالية طيف سامي المفاجئ يدعو إلى شك مريب".
ذكر السياسي العراقي "إن سلوك الإطار التنسيقي وحكومة محمد شياع السوداني لا تدفع إلى وحدة وطنية أو استقرار، وما يحدث مهاترات انتخابية ومهاترات لإرضاء إيران"، مشيراً إلى أنه "سبق وتم استهداف حقول النفط والغاز التي يجري تطويرها في إقليم كوردستان بالمسيّرات. هناك من لا يرغب بتنمية إقليم كوردستان".
وتابع: "ما يحدث وقاحة، وتجاوز على الدستور، وعلى النظام ، وعلى آلاف الشهداء في العراق، أن يتحول هذا النظام السياسي إلى هذه المهاترات الرخيصة. من الوقاحة أن يصبح سلوك صدام حسين في بعض النقاط أفضل منّا، النظام السياسي فشل، والانتخابات الحالية تجري لترقيع الوضع، الوضع خطر جداً وعلى الإطار أن يصلح الحال مع الصدريين والانبار وإٌليم كوردستان".
حذر الآلوسي من وصول العلاقة بين الإقليم وبغداد إلى طريق مسدود، بقوله: "الويل لنا إن خسرنا الكورد، لولا كوردستان لما كانت العراق، هناك مليون عراقي عربي من كل الطوائف يقيمون في كوردستان"، داعياً رئيس الحكومة إلى أن "يصلح ما قامت به السيدة المنفعلة وزيرة المالية"، مؤكداً: "هناك مليون عربي في إقليم كوردستان سيقفون مع إقليم كوردستان، ومليوناً آخر كان هنا إبان داعش وعاد على مناطقه سيقف أيضاً مع كوردستان".
وقال: "إن السوداني أثبت جدارته في أمور صعبة، هو يبني الآن معبداً يهودياً في العاصمة، واتفاقات مع الأمريكان، وذهب لأن يدفع أموالاً طائلة كرواتب لمنتسبي الحشد الشعبي (خارج الميزانية) يصل عددهم لحدود 250 ألف شخص، هو قادر وأتمنى ان يكون حاسماً في التعامل مع هذا الأمر".