وجهت قائممقامية قضاء الصادق في محافظة البصرة، الخميس 29 أيار 2025، نداء إلى أصحاب السفن والقوارب، للمساعدة في التخلص من تلوث يضرب مياه نهر الفرات في المنطقة المحصورة بين أبو غريب والرحمانية، فيما تحدثت عن أسباب التلوّث الحاصل في حول النهر.
وقالت القائممقامية في بيان تلقت "الجبال" نسخة منه، "نداء عاجل إلى أهلنا في قضاء الصادق، بحسب توصيات مركز علوم البحار، فإن القضاء على هذا التلوث الذي هو عبارة عن طحالب حمراء وكائنات سمية يتم من خلال حركة الماء بشكل سريع".
وأضافت، "لذلك نهيب بالمواطنين ممن يمتلك سفينة أو قارب، أن يتوجه إلى منطقة التلوث المحصورة بين أبو غريب والرحمانية من أجل التشغيل والسير في تلك المنطقة، خصوصاً قرب مجمعات الماء؛ للمساعدة من التخلص والقضاء على هذا التلوث".
وأجرت منصّة "الجبال"، تواصلاً مع قائممقام قضاء الصادق شمالي البصرة، رافد الحلفي، للوقوف عند أسباب التلوّث الحاصل في نهر الفرات.
وقال الحلفي، إن "التحاليل التي أجراها مركز علوم البحار، كشفت أن الكتل الملوّثة في حوض نهر الفرات بقضاء الصادق هي ملوثات عضوية، وليست نفطية كما يعتقد البعض".
وأوضح، في حديث لـ"الجبال"، أن "هذه الملوّثات تعود بشكل رئيسي إلى مياه الصرف الصحي"، نافياً "وجود أي تلوث نفطي في النهر".
من جانبه، كشف قائممقام قضاء المدينة شمالي البصرة، رافد الشاوي، عن تحركات لمعالجة التلوّث الحاصل في حوض نهر الفرات.
وقال الشاوي في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "محافظة البصرة، وبناءً على توجيهات المحافظ، سارعت إلى تشكيل غرفة عمليات ميدانية، تضمّ مختلف الدوائر الخدمية والبلدية إضافة إلى الدفاع المدني ووحدات الدعم التابعة لهيئتي حقل غرب القرنة 1 والقرنة 2، وذلك من أجل إسناد قضاء الصادق في التصدي لتداعيات التلوث".
وأوضح الشاوي، أن "فريقاً متخصصاً من مركز علوم البحار، توجّه ميدانياً لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة على البقعة الملوثة المحصورة بين منطقتي الرحمانية وأبو غريب، وقد أظهرت النتائج الأولية وجود طحالب حمراء وكائنات مجهرية سامة، تنمو وتتكاثر بسرعة في بيئات المياه الراكدة التي تفتقر إلى التيارات خاصة في ظل موجات الحرّ التي تشهدها المحافظة".
وأشار إلى، أن "هذه الطحالب أحدثت خللاً بيئياً كبيراً، أدى إلى تعطيل عدد من مجمعات الماء ما استدعى تحركاً عاجلاً من الجهات الحكومية لإيصال المياه عبر الحوضيات إلى الأهالي ريثما تُستعاد القدرة التشغيلية للمحطات المتضررة".
وأضاف الشاوي، أن "قضاء المدينة لم يتأثر بشكل واسع، حيث تم إيقاف مشاريع الماء ليوم واحد كإجراء احترازي، قبل أن يستقر الوضع مجدداً"، مؤكداً في الوقت نفسه "استعداد القضاء الكامل، عبر دوائره الخدمية وبلدياته، لتقديم الدعم المتواصل لقضاء الصادق، بما يشمل إرسال حوضيات المياه والكوادر الفنية واللوجستية".
وختم الشاوي حديثه، قائلاً، إن "الأزمة في الرحمانية ليست مجرد عارض بيئي عابر، بل هي نتيجة حتمية لتراكم الإهمال وسوء إدارة الموارد المائية".
وقبل أيام، أعلنت قائممقامية قضاء الصادق، عن تلوث وصفته بـ"المخيف" في مياه نهر الفرات.
وقالت القائممقامية في بيان إن "تلوثاً مخيفاً يؤثر على نهر الفرات، ولا نعلم ما هو السبب"، مشيرة إلى أنه "تم إطفاء جميع مجمعات القضاء بسبب تلوث ماء الفرات بشكل كبير، وربما يكون السبب نتيجة تسرب نفطي أو بسبب المجاري أو شيء آخر، وسيتم استقدام الجهات المختصة من أجل إجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة أسباب التلوث".
وشهدت منطقة الرحمانية في قضاء الصادق شمالي محافظة البصرة، مساء الثلاثاء الماضي، وقفة احتجاجية، شارك فيها العشرات من الأهالي على خلفية أزمة تلوث مياه الإسالة التي دخلت يومها الثالث وسط شكاوى من غياب الاستجابة الرسمية.
وقال عدد من المشاركين في الاحتجاج في حديث لمنصة "الجبال" إن "بقعة مائية ملوثة ضخمة اجتاحت مجرى الإسالة، ما أدى إلى توقف عدد من المحطات عن العمل بالكامل، وترك السكان دون مياه صالحة للاستخدام، في ظل ارتفاع درجات الحرارة واعتمادهم الكامل على المياه الحكومية".
وقال صادق كاظم، أحد وجهاء منطقة "الرحمانية" في قضاء الصادق، في حديث لمنصة "الجبال" إن "كتلة مائية كثيفة ذات لون أحمر قاتم ورائحة كريهة غير مألوفة اجتاحت مجرى النهر منذ أكثر من يومين، ما أدى إلى تعطيل محطات الإسالة وقطع المياه عن الأهالي، في مشهد ينذر بالخطر".
وتابع، أن "هذه الظاهرة الغامضة، ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة التدهور البيئي التي تضرب شمال البصرة، دون أن تُقابل بتحرك رسمي جاد"، موضحاً أن "المنطقة تختنق أصلاً تحت وطأة التلوّث الناتج عن الحقول النفطية المحيطة، فضلاً عن تدفق مياه الصرف الصحي إلى نهر الفرات".