شقيق رضوان البيضاني (فيسبوك)
روى أحمد عبد الكريم البيضاني، شقيق رضوان البيضاني، أحد ضحايا واقعة الكلية العسكرية الرابعة في الناصرية، الأحد 25 أيار 2025، كواليس الأحداث التي سبقت وفاة شقيقه وزميله الحسين أثناء تواجدهم في الكلية، حيث أشار إلى أن شقيقه وزملائه كانوا يعانون من فشل في الكبد وفشل كلوي ونزيف داخلي، بعد نقلهم من الكلية العسكرية إلى المستشفى التركي في الناصرية، مبيناً أن بعض الطلبة في الكلية شربوا من مياه دورات المياه.
وقال البيضاني في حوار متلفز تابعته "الجبال"، إن "شقيقي رضوان، التحق بالكلية العسكرية يوم 18 أيار في تمام الساعة 6 صباحاً، وبنفس اليوم في تمام الساعة الثامنة ليلاً، دخلوا إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى التركي هو وطلاب آخرين، جراء تردي حالتهم الصحية".
وأضاف، "لم نكن نعلم بذلك، إلا أن ضابطاً من الكلية اتصل بنا وقال إن رضوان يعاني من مغص وهو في حالة مستقرة داخل المستشفى التركي، ونتمنى حضوركم، الأمر الذي دفعنا إلى التوجه للناصرية في اليوم الثاني، ووصلنا للمستشفى التركي ووجدنا رضوان وزملاءه في العناية المركزة. دخلنا إلى العناية ووجدت رضوان والطالب الآخر الذي راح ضحية الحادثة (الحسين)، وطالبين آخرين، وهم في حالة صحية غير مستقرة".
وتابع، "سألت الطبيب المتواجد في العناية المركزة عن حالة أخي، وأجابني بالقول: رضوان يعاني من فشل في الكبد وفي الكلى ونزيف داخلي، وزملاؤه أيضاً يعانون من ذات الأعراض".
وأضاف: "سألت طبيبة في العناية المركزة عن سبب تردي الحالة الصحية لأخي وملائه، وقالت إن السبب مبهم"، مشيراً إلى أنه "كان هناك كدمات على أجساد المتواجدين في العناية المركزة ومن ضمنهم أخي، وذلك على منطقة الصدر والبطن واليد، وكانت عبارة عن بقع تحت الجلد".
وأكمل شقيق رضوان البيضاني، بالقول، إن "طلبة الكلية العسكرية نقلوا لنا الكثير من الروايات من داخل الكلية العسكرية، حيث أشاروا إلى أنه كان هناك 200 إصابة بين الطلبة، دون معرفة السبب".
وأوضح، أنه "كان الماء ممنوعاً على الطلبة من الساعة السادسة صباحاً ولغاية الساعة 4 عصراً، حيث لم يشربوا الماء وكانوا متواجدين تحت أشعة الشمس طيلة هذه الفترة، وذلك بحسب ما روى لنا بعض الطلبة الذين حضروا مجلس عزاء أخي".
وقال البيضاني: "وصلتنا رواية بأنه تم إجبار الطلبة على شرب الماء بعد فترة طويلة من العطش، ومن ثم التقيؤ بقدر الماء الذي يشربونه أثناء التواجد في الكلية العسكرية الرابعة، وذلك على أنه جانب من التدريبات داخل الكلية".
وأضاف شقيق طالب الكلية العسكرية الراحل رضوان البيضاني، قائلاً: "بحسب روايات زملاء أخي، هناك طلبة شربوا من ماء في تنكر مخصص لدورات المياه (التواليتات)، تحت أنظار الضباط".
وختم، "اعطوني أخي بعد وفاته وهو ملفوف ببطانية، وسرت به تقريباً 500 متر لغاية ثلاجة الموتى، ورفضوا استلام أخي ووضعه في ثلاجة الموتى بالمستشفى التركي بالناصرية، وقالوا لي خذه إلى الطب العدلي".
وأمس السبت، كشفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الحالة الصحية لطلبة الأكاديمية العسكرية الرابعة، الراقدين في مستشفى الناصرية العام، حيث أشارت إلى أن 4 منهم ما زالوا في ردهات الإنعاش لتلقي العلاج اللازم، فيما دعت وزارة الدفاع والأكاديميات العسكرية المرتبطة بها، إلى إعادة النظر في مناهجها العسكرية واختبارات المتقدمين للتطوع.
وقال إعلام المفوضية في بيان إن "المفوضية شكّلت فريقاً لتقصي الحقائق من مكتبها في محافظة ذي قار، لمتابعة حادثة إصابة ووفاة عدد من طلبة الأكاديمية العسكرية الرابعة في ظروف مؤسفة".
وأوضح مدير مكتب المفوضية في المحافظة كريم جبار الغزي، وفق البيان، أن "فريق تقصي الحقائق، وثق الخميس الماضي، عدد الحالات المرضية التي وصلت إلى مستشفى الناصرية العام، والبالغ عددها 11 حالة، بينها 6 حالات حرجة، وتوفى منهم اثنان وهم كل من الشهيد الحسين عصام حبيب، والشهيد رضوان عبد الكريم خلف، وكلاهما من سكنة محافظة بغداد، وتم تسليم الجثامين إلى ذويهم ولازالت هنالك 4 حالات حرجة ترقد في ردهات الإنعاش وأخرى في الردهات الاعتيادية حتى لحظة إصدار التقرير، فيما غادر مصابان بعد تماثلهما للشفاء"، مبيناً أن "تقرير الطب العدلي لم يصدر حتى لحظة إجراء الرصد الميداني وفق التاريخ المذكور".
وأضاف البيان، "وتسعى المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إلى مراقبة أوضاع حقوق الإنسان بحسب الولاية القانونية لها ووفق المادة 5 التي منحت المفوضية الحق في استقبال البلاغات من الأفراد والجماعات وإحالتها إلى الادعاء العام ومحاكم حقوق الإنسان بعد إجراء التحقق الأولي من صحتها".
وتابع البيان، "كما تدعو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، وزارة الدفاع والأكاديميات العسكرية المرتبطة بها، إلى إعادة النظر في مناهجها العسكرية واختبارات المتقدمين للتطوع، وبما يتناسب وحجم المهام المكلفين بها، مع مراعاة كافة الظروف المناسبة بمثل هذه الحالات وتهيئة مدربين متخصصين يمتلكون الخبرة الكافية وفق المعايير الإنسانية والقانونية للتعامل مع المتدربين الجدد".
وكلفت الحكومة العراقية، الفريق الركن أحمد عمران الجنابي برئاسة الأكاديمية العسكرية، خلفاً لناصر غنّام الذي أُقيل على خلفية حادث التدريبات الذي أودى بحياة طالبين وإصابة آخرين.
وأفاد مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن اسمه، لمنصة "الجبال"، بـ "تكليف الفريق البحري الركن أحمد عمران الجنابي برئاسة الأكاديمية العسكرية خلفاً للمقال ناصر الغنام بعد حادثة وفاة وإصابة 9 طلاب في الكلية بسبب (ضربة شمس) أثناء التدريبات".
وكان أكثر من 100 طالب من الدورة 89 في الأكاديمية العسكرية في محافظة ذي قار قد تعرضوا، يوم الثلاثاء الماضي، لحالات إغماء وإرهاق شديد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والجهد البدني أثناء الاستقبال، ما أدى إلى وفاة طالبين، ونقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينهم حالات حرجة وخطرة.
وأصدر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قراراً بإقالة رئيس الأكاديمية ناصر غنّام على خلفية الحادث.
