مستشار رئيس جمهورية العراق لشؤون المياه، محمد أمين فارس
صرح مستشار رئيس جمهورية العراق لشؤون المياه، محمد أمين فارس، بأنه يتم هدر 60% من الثروة المائية في العراق، لافتاً إلى مشكلة كبيرة تعاني منها الدولة، ذلك تزامناً مع انطلاق مؤتمر بغداد الدولي للمياه.
وانطلقت اليوم السبت الموافق 24 أيار 2025، انطلقت فعاليات "مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه"، في العاصمة بغداد تحت شعار "المياه والتكنولوجيا.. شراكة من أجل التنمية"، بحضور واسع للشركات والمؤسسات الدولية المعنية بالمياه.
وقال فارس في حديث لمنصة "الجبال"، خلال حضوره المؤتمر اليوم، إن "هذا المؤتمر له أهميته كونه يناقش مشكلة كبيرة تخص ليس العراق فقط بل المنطقة والعالم، ويشهد حضوراً كبيراً لممثلي دول ومؤسسات تناقش القضية، للاطلاع على تجارب الدول المختلفة في هذا الإطار"، مضيفاً أنه "عقدنا اجتماعاً كبيراً أمس لحل مشكلة المياه مع دول الجوار، شاركت فيه دول تركيا وإيران وسوريا".
أكد المستشار الرئاسي أن ""الحكومة العراقية تواجه مشكلة مائية كبيرة هذا العام، بسبب الانخفاض الكبير في مستويات المياه"، مبيناً انه "لم تنخفض مستويات المياه إلى هذا الحد منذ 80 عاماً، نشهد العام الحالي أقل نسب خزن في السدود والخزانات".
أوضح فارس ان "أزمة المياه مشكلة مستمرة، كانت موجودة خلال السنوات الماضية والعام الماضي أيضاً، نعمل على إنشاء عدد من السدود غالبيتها تقع في إقليم كوردستان، ونجري دراسات استراتيجية من أجل قيام الحكومة العراقية بتمويل إنشاء تلك السدود"، مستدركاً بأن "هناك من يعادي إنشاء السدود ويعرقل تنفيذها، هذه الجهات هي داخل الحكومة وخارجها".
استشهد فارس بسدي "دوكان" و"دربندخان" في إقليم كوردستان، قائلاً إنهما تعودان بأكثر من 80% من منافعها على سائر المناطق العراقية خارج إقليم كوردستان.
وبيّن أن هناك محاولات "جدّية" جارية، من أجل تمرير قانون المياه في البرلمان العراقي، وإجراء الدراسات الاستراتيجية لتشييد السدود، و"هناك اتفاق بين الحكومة العراقية ونظيرتها التركية بهذا الخصوص، على ان تقوم الحكومة العراقية بتمويل مشاريع السدود وتشارك شركات تركية في تنفيذها"، بحسب تعبيره.
أشار فارس إلى أن تخصيص ميزانية لإنشاء السدود عملية طويلة تحتاج إلى وقت، إلا أنه لم يتم تخصيص أي مبلغ لهذا الغرض حتى الآن.
وبحسب فارس، فإن البيانات تشير إلى وصول نسبة الهدر في المياه إلى 60%، بعبارة أخرى، يتم هدر 60% من الثروة المائية في العراق وإقليم كوردستان، وذلك يعود بدرجة كبيرة بحسب المتحدّث إلى اتباع الطرق التقليدية في الري واستهلاك المياه، مشيراً إلى تعرض مساحات شاسعة من الأراضي والقرى إلى التصحر.
وفقاً لمسؤولين شاركوا في المؤتمر الدولي في العاصمة العراقية، هناك 27 مليون دونم من الأراضي الزراعية في العراق متضررة من التغيرات المناخية وظواهر احتباس الحرارة والجفاف.
أكد فارس على "ضرورة بذل محاولات جدية وتوصل العراق إلى اتفاقات مع الجارتين تركيا وإيران، بشأن الحصص المائية في الأنهر المشتركة بين الدول الثلاث"، منوهاً ان الجارتين تعانيان من انعكاسات تغير المناخ أيضاً.
ويعد العراق واحد من بين أكثر خمس دول متضررة من مظاهر التغير المناخي على مستوى العالم.
