أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن "منتدى طهران للحوار"، أن التنفيذ الكامل والصحيح للدستور العراقي الدائم هو الضمان لحل معظم المشكلات والتوترات الراهنة بين حكومتي بغداد وأربيل.
ووصل بارزاني إلى العاصمة الإيرانية طهران مساء أمس السبت (17 أيار 2025)، قادماً من بغداد بعد اختتام زيارة رسمية لها، وذلك تلبية لدعوة رسمية للمشاركة في المنتدى الذي تنظمه وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتهدف مشاركة إقليم كوردستان في هذا المحفل إلى "دعم جهود الحوار الإقليمي، وتعزيز التعاون البنّاء بين دول وشعوب المنطقة، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والأمن والتكامل الاقتصادي والتعايش السلمي"، وفق بيان رسمي.
وفي كلمته بالمنتدى، استعرض بارزاني السياق التاريخي لوضع الإقليم، قائلاً: "قبل مجيء الأميركيين إلى العراق عام 2003، كان إقليم كوردستان موجوداً. طلب الأميركيون منا أن نجعل العراق دولة ديمقراطية اتحادية، وقد ساعدناهم في إسقاط نظام صدام حسين"، إلا أنه أشار إلى أن "العراق ما يزال بعيدًا عن تطبيق النظام الاتحادي بالشكل المأمول".
وشدد رئيس الإقليم على أن "جميع المكونات تعيش ضمن حدود جغرافية تسمى العراق، ولذا يجب اتباع نظام يرضي الجميع، وهذا النظام منصوص عليه في الدستور العراقي الذي صوت عليه 80% من الشعب".
وأضاف: "في إقليم كردستان، نعتقد أنه إذا تم تطبيق الدستور الدائم للعراق كما هو، فمن المؤكد أنه سيفكك معظم العقد بين إقليم كوردستان وبغداد، لكن الواقع الحالي والتعامل الراهن مع إقليم كوردستان لا يندرج ضمن إطار الحكومة الاتحادية".
وجدد الرئيس بارزاني دعوته للمسؤولين العراقيين قائلاً: "لقد أبلغناهم مراراً وتكراراً أننا بحاجة إلى إجراء مناقشات مباشرة ومفتوحة لحل القضايا والاختلافات، وتحديد نقاط الاتفاق والعمل على التوافق بشأن النقاط الخلافية"، كما أكد على أن "القضية الكوردية لا ينبغي أن تُحل بإراقة الدماء"، داعياً إلى "انتهاج الحوار والوسائل السلمية".
وفيما يخص الشؤون الإقليمية، أكد رئيس إقليم كوردستان أن الإقليم "لا يتدخل في شؤون أي دولة"، مبدياً في الوقت ذاته استعداد الإقليم "لتقديم المساعدة لتركيا في ملف حزب العمال الكردستاني"، مضيفاً: "نحن على استعداد لتأدية دور إيجابي في تخفيف حدة التوتر وحل الخلافات بين تركيا وحزب العمال، بما يخدم استقرار المنطقة ومصالح شعوبها".
وخلال الجلسة، سلط نيجيرفان بارزاني الضوء على رؤية إقليم كوردستان لمستقبل المنطقة، مؤكداً على "أهمية الشراكة القائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".
ومن المقرر أن يجتمع بارزاني خلال زيارته الحالية لطهران مع عدد من القادة وكبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لمناقشة العلاقات الإيرانية مع كل من بغداد وإقليم كوردستان، بالإضافة إلى تطورات الوضع العام في المنطقة.
وأعلن بارزاني تفاصيل لقاء مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قائلاً: "سعدت كثيراً بلقاء الدكتور مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية الإيرانية الموقر، في طهران اليوم. وفي هذا اللقاء أكدنا على تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون المشترك بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق وإقليم كوردستان في كافة المجالات".
وأضاف: "كما تبادلنا وجهات النظر حول آخر التطورات والأوضاع في المنطقة واتفقنا على أهمية الحفاظ على الاستقرار والسلام والتعاون الشامل المبني على المصالح المشتركة".
