"الجبال" في تغطية متواصلة للقمة العربية المنعقدة في بغداد

8 قراءة دقيقة
"الجبال" في تغطية متواصلة للقمة العربية المنعقدة في بغداد صورة من القمة الرابعة والثلاثين

انطلقت، في العاصمة بغداد، أعمال القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين بحضور قادة وزعماء عرب، والأمناء العامين لمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، إلى جانب ضيوف من الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الدولية.

 

وسلّمت مملكة البحرين، رئاسة القمة العربية الرابعة والثلاثين إلى العراق، خلال انعقاد القمة في العاصمة بغداد.

 

وأعلن رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، افتتاح أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين برئاسة العراق. 

 

وقال رشيد: "يسعدنا أن نرحب بكم في بلاد الرافدين ونتشرف اليوم باحتضان أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين". 

 

وأشار إلى أنه "يطيب لنا اليوم أن يتسلم العراق رئاسة القمة العربية معربين عن تقديرنا العميق لجهود الجامعة العربية الاستثنائية". 

 

وأضاف رشيد أن "شبح الحرب يهدد الأمن والاستقرار ويعرقل جهودنا التنموية وتطلعاتنا المستقبلية"، مبيناً أن "قمة بغداد تعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهـدد منطقتنا وأمن بلداننا ومصير شعوبنا". 

 

وتحدث عن "ضرورة أخذ المبادرة والحراك العاجل لتعزيز فرص الاستقرار العربي والإقليمي والدولي"، مضيفاً: "ملتزمون في مساعينا بمبادئ الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي القائمة على احترام سيادة الدول وحسن الجوار والتعاون المشترك". 

 

وقال  رئيس الجمهورية، إن "العراق يشدد على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية والحوارات الثنائية المباشرة أو عبر الوسطاء". 

 

وأكد أن "العراق يرفض سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة"، مشيراً إلى أنه "نؤكد موقفنا في نيل حقوق الشعب الفلسطيني على كامل ترابه الوطني ورفضنا جميع محاولات التهجير تحت أي ظرف أو مسمى". 

 

ومضى بالقول إن "العراق يؤكد حرصه الراسخ على دعم الأمن والاستقرار في الدول العربية الشقيقة حيث لا يمكن تجزئة أمننـا المشترك". 

 

وشدد رشيد في كلمة العراق على "أهمية الحلول السياسية والحوار الوطني الشامل كسبيل وحيد لإنهاء الأزمات"، مبيناً أن "الهدف الأسمى من عقد قمتنا اليوم هو توحيد مواقفنا تجاه التحديات المتزايدة". 

 

وتابع: "مطالبون اليوم بتفعيل مشتركاتنا والتغاضي عن ما يمكن أن يفرق وحدتنا". 

 

وأوضح أن "وحدة الدم والدين والتأريخ هي مشتركات تدفعنا نحو العمل والتركيز في التعاون".

 

مقترح إسباني لوقف العنف في غزة

 

شهدت القمّة حضوراً أوروبياً بقدوم رئيس الوزراء الإسباني، بيدور سانشيز، الذي لبّى الدعوة لبلده، مشيداً بـ "الازدهار الاقتصادي في العراق".

 

أبدى سانشيز دعم بلده إسبانيل للفلسطينيين، بكلمة ألقاها في المؤتمر، قائلاً إن "فلسطين تنزف أمام الجميع، وما يحدث في غزة لا يمكن غض الطرف عنه".

 

وأضاف سانشيز أن "الانتهاكات في غزة سجلت أرقام مهولة وغير مقبولة وتخالف مبدأ القانون الدولي الإنساني"، مبيناً أنه "علينا أن نوقف دوامة العنف".

 

واقترح رئيس الوزراء الإسباني تركيز الجهود الدولية على عدة أولويات، هي "إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة على الفور، 
مضاعفة الضغط على الاحتلال لوقف المذبحة في غزة، المضي قدماً لحل سياسي نحو السلام".

 

مصر تعلن مؤتمراً لإعادة إعمار غزة

 

أكد رئيس مصر عبد الفتاح السيسي أن "القمّة تنعقد في ظرف تاريخي تواجه فيه منطقتنا تحديات معقدة وظروف غير مسبوقة، تتطلب أن نكون على قلب واحد حفاظاً على أمن أوطاننا، وصون حقوق شعوبنا"، مشيراً أن "القضية الفلسطينية تمر بأشد مراحلها خطورة بتعرض شعب فلسطين إلى إبادة وإنهاء وجود في غزة".

 

وقال إن قطاع غزة تعرض لعملية تدمير "واسعة"، لدفع سكانه إلى إخلاء المكان تحت ظروف الحرب، وأن "آلة الحرب لم تُبق أي خدمات، ما أدى إلى نزوح حوالي مليوني مواطن".

 

أشار السيس إلى المساعي التي بذلتها مصر منذ أكتوبر 2023، لإحلال السلام في غزة، لافتاً أنه "نعتزم عقد مؤتمر دولي من أجل إعادة إعمار القطاع"، مطالباً الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "ترسيخ السلام وبذل الجهود لوقف إطلاق النار في غزة".

 

أشار السيسي إلى عدّة تحديات تواجهها المنطقة العربية إلى جانب القضية الفلسطينية، في مقدمتها الأوضاع في السودان، محذراً من أن "السودان يمر بمنحدر خطير يهدّد وحدته".

 

كما أشار السيسي إلى استمرار مصر بجهود حثيثة لإيصال الأطراف في ليبيا الى اتفاق سياسي، مشدّداً كذلك على الأوضاع في سوريا، وضرورة "استثمار رفع العقوبات عن سوريا والمحافظة على وحدتها وتجنب عودة الإرهاب".

 

عرج الرئيس المصري في كلمته إلى المشهد في اليمن، داعياً إلى تعاضد المساعي العربية من اجل "إعادة الاستقرار إلى اليمن والملاحة في البحر الأحمر"، و"الرفض القاطع لأي محاولة لتخريب وحدة الصومال".

 

مبادرة فلسطينية

 

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فقد أشار في كلمته إلى هول الأوضاع في قطاع غزة، واستمرار الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، مبيناً ان الفلسطينيين يتعرضون "لجرائم إبادة".

 

وقدّم عبّاس مقترحاً لرؤية سياسية لحل الأوضاع في بلده، داعياً الدول المشاركة في القمّة إلى تبنّيه.

 

تجسد مقترح عباس في "خطة عربية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام تشمل (الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدت، والانسحاب الكامل لإسرائيل من قطاع غزة)، وتمكين دولة فلسطين من أداء مسؤوليتها الإدارية والمدنية في غزة، وتخلي حماس عن سيطرتها على غزة وتخلي جميع الفصائل الفلسطينية عن السلاح، كذلك عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة الإعمار في غزة، بالإضافة إلى تمويل برامج الإصلاح والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الغربية والقدس الشرقية في مواجهة سياسة الاحتلال في احتجاز أموال فلسطين تقدّر بمليارات الدولارات".

 

كما تضمنت خطة عباس في شقها الأول "هدنة شاملة لوقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية للتهجير، وإطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي بمدة زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين والاعتراف الدولي بها".

 

وفي البند الثاني من الخطة، دعا الرئيس الفلسطيني إلى "إصلاح سياسي شامل ووحدة وطنية، مؤكداً على إجراء انتخابات ديمقراطية شاملة العام المقبل، واتخاذ الإجراءات الدستورية لاستحداث منصب نائب للرئيس وتنفيذه"، داعياً الدول العربية إلى تبني الخطة.

 

ظروف استثنائية

 

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إن "هناك ظروف استثنائية تهدد المنطقة العربية، تتطلب وقفة أكثر شجاعة"، مجدداً "رفضنا القاطع لأي محاولة لتهجير للشعب الفلسطيني".

 

تحديات غير مسبوقة

وأعرب الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود، في كلمته عن الشكر والتقدير لجهود العراق لتنظيم القمة في بغداد، مشيداً بعودة العراق "الفاعلة".

 

وأكد أن هنالك تحديات إقليمية "غير مسبوقة" تواجهها المنطقة، وتفاقم الأزمات، لافتاً إلى التوترات التي تشهدها بلده مؤخراً.

 

خارطة طريق

 

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر، ألقى في كلمته الضوء على ما تتعرض له دولته، بالنزاع بين السلطات الحاكمة وقوات الدعم السريع المعارضة لها، مقدماً خارطة طريق لحل الازمة.

 

وقال إن "لا يخفى ما يتعرض له السودان من حرب فرضتها ميليشيا الدعم السريع"، مشيراً إلى "دعم حكومة السودان تنفيذ خارطة طريق تم تقديمها للأمم المتحدة، تقوم على وقف اطلاق النار، وانسحاب قوى الدعم السريع من كل المناطق، ورفع الحصار عن الفاشر".

 

ودعا جابر الدول العربية إلى المساهمة في إعادة إعمار السودان وإعادة تأهيل مناطقه، مجدّداً موقف السودان بدعم "إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ورفض كل أشكال التهجير والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد الكيان الإسرائيلي".

 

الجبال

نُشرت في السبت 17 مايو 2025 12:00 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.