بعد 25 شهراً من نزاع دموي تدخل فيه السيستاني.. ذي قار تطوي صفحة الخلاف الأعقد بين "آل عمر" و"الرميّض"

3 قراءة دقيقة
بعد 25 شهراً من نزاع دموي تدخل فيه السيستاني.. ذي قار تطوي صفحة الخلاف الأعقد بين "آل عمر" و"الرميّض"

أعلن في محافظة ذي قار رسمياً إنهاء أطول وأعقد نزاع عشائري عرفته خلال السنوات الأخيرة، بين عشيرتي "آل عمر" و"الرميض"، بعد صراع استمر لأكثر من 25 شهراً، سقط خلاله ثمانية قتلى وأكثر من 30 جريحاً.

 

الإعلان جاء من قبل جميل يوسف شبيب، شيخ عشيرة "آل عمر" اذ قال لمنصة "الجبال"، إن "هذه الخطوة جاءت استجابة لجهود مباشرة من المرجعية الدينية العليا في النجف، وأيضاً تدخل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ولجنة المصالحة المكلفة بإنهاء النزاع، التي لعبت دوراً محورياً في دفع الأطراف نحو الصلح". 

 

وأوضح شبيب أن "التسوية تضمنت بنوداً مهمة تهدف إلى منع عودة النزاع مستقبلًا، أبرزها التزام الطرفين بعدم السماح للمتهمين بجرائم القتل من الجانبين بدخول مناطق العشيرة الأخرى، تفادياً لأي استفزاز أو تجدد للاحتكاك". 

 

كما أوصى بأن "يتم التنازل عن كافة الدعاوى القضائية المتعلقة بالنزاع من قبل المتضررين".

 

 وفي شباط 2024، اندلع نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي آل عمر والرميض استخدم فيه أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وأدى لحرق عدد من المنازل السكنية، وخلال النزاع، قتل مدير شعبة استخبارات ومكافحة الإرهاب بذي قار العقيد عزيز فيصل.

 

وقتها، أرسل المرجع الديني الأعلى في النجف، علي السيستاني، مبعوثاً خاصاً للتدخل في حل النزاع بين العشيرتين.

 

ولم تخلُ التسوية الأخيرة من الجوانب المادية، إذ شهدت دفع ديّة مزدوجة، بلغت 400 مليون دينار من قبل "آل عمر" إلى "الرميض" مقابل 800 مليون دينار دفعها "الرميض" إلى "آل عمر"، لتغطية الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالطرفين خلال فترة النزاع، بحسب ما أكده العميد قاسم السعيدي مدير شؤون العشائر في محافظة ذي قار، الذي وصف هذه الخطوة بـ"المهمة في جهود إرساء السلم الأهلي بالمحافظة".

 

وقال السعيدي إن "جهوداً استثنائية بذلت على مدار شهور شملت وساطات من شخصيات دينية وقبلية وسياسية، فضلاً عن تدخل الحكومة المركزية الذين تابعوا مجريات القضية ووجّهوا باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقمها".

 

وكان النزاع تفجّر عقب سلسلة حوادث أبرزها مقتل نجل الشيخ جميل يوسف، الضابط في جهاز الأمن الوطني، أثناء عودته من عمله على مدخل قضاء الإصلاح، وهو ما زاد من تعقيد المشهد آنذاك، ورفع منسوب التوتر بين العشيرتين.

 

وتسبب النزاع في شلل اجتماعي وخدمي واسع داخل قضاء الإصلاح مكان سكن العشيرتين، حيث تأثرت الحياة اليومية للسكان، وتوقفت العديد من الأنشطة الاقتصادية بسبب المخاوف من تجدده، إضافة إلى "موجات نزوح داخلي طالت بعض العائلات من الطرفين في فترات سابقة".

الجبال

نُشرت في الثلاثاء 13 مايو 2025 11:30 ص

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.