كشف مركز أمراض الدم الوراثية في محافظة ذي قار تسجيله 1600 إصابة بمرض الثلاسيميا حتى الآن، في إحصائية تراكمية تثير القلق بشأن مستقبل الصحة الوراثية في المحافظة.
وقال مدير المركز، الدكتور ياسر العبادي، لمنصة جبال، إن هذه الإصابات ناجمة عن انتقال "الصفة الوراثية" من أحد الأبوين، مؤكداً أن احتمالية إصابة الأبناء ترتفع بشكل كبير في حال كان الوالدان حاملين للصفة الوراثية دون علمهما.
أوضح العبادي أن "الثلاسيميا" هو اعتلال في كريات الدم الحمراء، حيث تفقد هذه الكريات عمرها الطبيعي الذي يتراوح بين 80 إلى 120 يوماً، وتتحلل خلال أقل من شهر، ما يسبب فقر دم مزمناً يتطلب تدخلاً علاجياً مستمراً.
أشار الطبيب إلى أن الحالات المصابة تنقسم إلى ثلاث درجات خفيفة ومتوسطة وشديدة، مبيناً أن الحالات الشديدة تحتاج إلى نقل دم بشكل دوري كل أسبوعين إلى عشرين يوماً، في حين تحتاج الحالات المتوسطة إلى فترات أطول، لافتاً إلى أن نقل الدم المتكرر يؤدي إلى ترسب الحديد في الجسم، ما يُسبب مضاعفات صحية.
وحول العلاج، أكد العبادي أن الحل الوحيد للشفاء الكامل من المرض هو زراعة نخاع العظم، وهي عملية معقدة تُجرى خارج العراق لبعض المرضى القادرين على ذلك، في ظل غياب بنى تحتية متقدمة في الداخل.
وتواجه ذي قار كما باقي المحافظات، تحديات كبيرة في مواجهة الأمراض الوراثية، وسط مطالبات متزايدة بتفعيل برامج فحص ما قبل الزواج بشكل دقيق وتكثيف حملات التوعية، للحد من انتشار هذه الحالات التي ترهق النظام الصحي وتُثقل كاهل الأسر المصابة.