أعلنت تنسيقية الحراك الشعبي في قضاء القرنة، شمالي البصرة، منح الحكومة مهلة أخيرة لتنفيذ جملة من المطالب الخدمية، مؤكدة أن الخطوة التالية ستكون اعتصاماً مفتوحاً في الحقول النفطية تحت شعار "لبس الأكفان"، في حال استمرار تجاهل السلطات.
وقال الشيخ حسين المزيرعاوي، قائد الحراك الشعبي بالقضاء، في تصريح لمنصة "الجبال"، إن التنسيقية اجتمعت لتحديد موقف واضح من الوعود المتكررة التي "لم يُنفّذ منها شيء”، مضيفاً: "طرقنا جميع الأبواب وقدّمنا مطالبنا للحكومة المحلية، لكننا لم نرَ أي إجراء حقيقي. إذا لم نسمع رداً واضحاً بمواعيد ملزمة، فخطوتنا القادمة ستكون ميدانية وحاسمة".
وأوضح المزيرعاوي أن "الحراك لا يطالب بمكاسب شخصية أو فئوية، بل بحقوق أساسية لأهالي القضاء الذين يعيشون وسط أوضاع خدمية متردية رغم ثروات النفط التي تحيط بهم".
من جهته، أكد الشيخ علي المظفر، عضو تنسيقية الحراك، أن أبرز مطالب الأهالي تتعلق بـ "إنشاء مستشفى حديث بسعة 300 سرير، إلى جانب الإسراع بإحالة مشروع البنى التحتية"، لافتاً إلى أن "أهل القرنة تعبوا من الانتظار. وهذه المرة لن نقف عند البيانات، سننتقل إلى خطوات ميدانية مؤثرة".
أما الناشط أحمد الراوي، فدعا عبر “الجبال” إلى إقالة عدد من المسؤولين المحليين، قائلاً: "من غير المقبول أن يستمر تقاعس الإدارة المحلية بهذا الشكل. نطالب بتغيير جذري يبدأ من رأس الإدارة المحلية وحتى أصغر مسؤول لا يؤدي واجبه".
ويعيش قضاء القرنة حالة من الترقب، بينما ينتظر الأهالي رداً رسمياً من الجهات الحكومية على مطالب وصفوها بـ”الفرصة الأخيرة”، وسط تصاعد الدعوات إلى تحرك فعلي "قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة".
وفي ردٍ رسمي على تلك المطالب، أكد عماد المطوري، عضو مجلس محافظة البصرة، أن المجلس يتابع عن كثب الوضع في قضاء القرنة ويعلم تماماً حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون. وأوضح المطوري للجبال قائلاً: "تنفيذ هذه المطالب يتطلب التنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والميزانيات المخصصة للمشاريع ومع ذلك، نعد أهالي القرنة بأننا سنبذل جهدنا لضمان تنفيذ مطالبهم في أقرب وقت ممكن".