البطريرك لويس ساكو (فيسبوك)
عدّ البطريرك العراقي لويس ساكو، الأحد 27 نيسان 2025، تداول اسمه كمرشح لمنصب البابا، بـ"التكهنات"، فيما أكد على ضرورة إيجاد عقد للعيش بكرامة واحتراك بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط.
وقال ساكو في تصريحات نقلها موقع "فرانس24"، وتابعتها "الجبال"، إن "تداول اسمه كمرشح لمنصب البابا يندرج في إطار (التكهنات)"، مشيراً إلى أنه "ليس هناك حملات انتخابية وترشيح داخل مجمع الكرادلة الذي ينتخب البابوات".
وأضاف ساكو، "يجب على الكنيسة أن تنزل من برجها العاجي لتكون أقرب من الناس".
وأشار الكاردينال ساكو إلى أنه "على الكنيسة أن تنخرط في الثقافة الرقمية كي تصل إلى قلوب الشباب"، مؤكداً على "ضرورة إيجاد عقد للعيش بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط بكرامة واحترام".
وكشف ساكو، في وقت سابق، عن آلية اختيار بابا جديد في الفاتيكان، خلفاً للبابا فرنسيس، مشيراً إلى مواصفات معيّنة تحدّد الاختيار.
وقال ساكو لمنصّة "الجبال"، إن "كل بلد لديه كاردينال يدعمه ويتحدّث عنه، الانتخابات سريّة ولا توجد ترشيحات، تجري مناقشة سرية حول مواصفات البابا الجديد، ويتم ترشيح أشخاص وفقاً للمواصفات، ونحن نقوم بالتصويت لاختيار أحد المرشحين".
وأوضح ساكو آلية انتخاب البابا، بأن "هناك 163 كاردينالاً مرشّحاً لشغل كرسي البابا"، مضيفاً: "تقدّم لنا قائمة بأسماء المرشحين، باستثناء أسم الكاردينال الذي يقوم بالتصويت، نقوم باختيار أحد الأشخاص، ويفوز الشخص الحاصل على أكثر الأصوات".
حسب قول بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، "ستتم عملية اختيار البابا الجديد خلال 5 إلى 10 أيام، ويمكن أن يحدث ذلك خلال يومين أيضاً".
وأصدرت البطريركية الكلدانية في العراق، في 22 نيسان 2025، توضيحاً رسمياً بشأن أنباء ترشيح الكاردينال ساكو خلفاً للبابا فرنسيس.
وذكر إعلام البطريركية في بيان تابعته "الجبال"، أنه "نوَد الإشارة إلى أن بعض التكهنات حول خليفة قداسة البابا الراحل فرنسيس بدأت منذ إعتلال صحته ودخوله المستشفى، وانتشرت هنا وهناك أسماء بعض الكرادلة من أوروبا وأميركا وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط".
وأعلن الفاتيكان في 21 نيسان 2025، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز الـ89 عاماً، وذلك بعد معاناة من مشاكل صحية.
وأشار البيان إلى أن "هذه التكهنات طبيعية تحصل عادة إثر وفاة قداسة البابا. كما أن ما يُنشر على السوشيال ميديا تعبير عن محبة الناس واعتزازهم بالشخصيات المؤهلة للانتخاب والتي يحق لها التصويت والترشيح، ولكنها في الحقيقة لا تؤثر على عملية الانتخابات".
وأضاف البيان: "هناك 136 كردينالاً من جميع أنحاء العالم (أعمارهم أقل من 80 سنة) وتنطبق عليهم شروط الناخبين والمرشحين (نيافة الكاردينال لويس روفائيل ساكو من ضمنهم)، سيلتقون في اجتماعات صلاة سرّية ولعدة أيام. بعد الصلاة يصوّت كل كاردينال ضميرياً لمن يراه بمستوى هذه المسؤولية الجسيمة".
وكان الباحث في مجال الحوار بين الأديان، سعد سلّوم، قال إن بطريرك كنيسة الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس ساكو، هو المرشح الوحيد عن منطقة الشرق الأوسط لتولي منصب البابوية، بعد رحيل البابا فرانسيس، فيما دعا الدولة العراقية إلى "التصرف بفطنة" و"دعم ترشيح" ساكو.
وأشار سلّوم إلى أن "ساكو الذي تمّ تنصيبه كاردينالاً في 28 حزيران/ يونيو 2018 على نحو جعل للعراق صوتاً في اختيار البابا المقبل دخل التاريخ بوصفه الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط الذي له حقّ التصويت والترشيح في مجمع الكرادلة لاختيار البابا بعد رحيل البابا فرنسيس".
وأضاف: "يعدّ البطريرك ساكو ثالث البطاركة العراقيّين، بعد بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة الكاردينال إغناطيوس جبرائيل الأوّل تبوني وبطريرك الكلدان الكاردينال عمّانوئيل الثالث دلي، سلف البطريرك الحاليّ ساكو، الذين يتمّ تنصيبهم كرادلة. كما يعدّ ساكو البطريرك الثاني في الشرق الأوسط الذي ينال الترقية إلى الكارديناليّة بعد البطريرك المارونيّ في لبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي".
وخاطب سلّوم، الدولة العراقية، في هذا الإطار، قائلاً: "على الدولة العراقية بمؤسساتها كافة، والتي فشلت حكوماتها المتعاقبة في إدارة تنوعها الديني، وضيعت فرصة استثمار زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية الى العراق، واتخذت رئاسة جمهوريتها قراراً غير حكيم بسحب المرسوم الجمهوري عن رمز ديني وروحي، مطالبة اليوم أن تتصرف بفطنة وتتعلم من أخطائها بدعم هذا الترشيح، واستثمار هذه الفرصة لرفع اسم البلاد عالياً".
