ما تزال الضبابية تخيّم على شكل وطبيعة مشاركة القوى السياسية السُنيّة في الانتخابات النيابية المرتقبة، فانعدام التوافقات والمشاركة بقوائم منفردة سيّد الموقف لغاية الآن، وهو نهج تتبعه بعض القوى السياسية الشيعية في المقابل، حيث أعلن ائتلاف دولة القانون المنضوي تحت راية الإطار التنسيقي، مشاركته في الماراثون الانتخابي المقبل بقائمة واحدة، قبيل التحالف مجدداً مع باقي قوى الإطار لتشكيل الكتلة الأكبر تحت قبة البرلمان.
في السياق: خارطة القوى الشيعية لانتخابات 2025.. رجال الأعمال على الخط هذه المرة والمنافسة "شرسة"
"تكتيك" خوض الانتخابات بقوائم منفرد، أسلوب تتبعه غالبية القوى السياسية السُنية، بهدف مراقبة ما ستفرزه الانتخابات من نتائج، ومن ثم التحرك نحو تشكيل تحالفات موسّعة، في حين يرى تحالف "السيادة" أن "ضمان حقوق المكوّن السُني" يُكمن في تشكيل تحالفات سياسية سُنية قبيل خوض الانتخابات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في العراق المقرر أن تجري في 11 تشرين الثاني المقبل، يعتزم حزب "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، خوض الانتخابات بقائمة منفردة دون التحالف مع أي طرف سياسي آخر.
عضو الحزب عمار الجميلي، قال في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "حزبه سيخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، كحال باقي الانتخابات الماضية دون التحالف مع أي طرف سياسي سني أو غيره"، مشيراً إلى أن "حزبه يعتمد على قواعده الشعبية في كافة محافظات العراق".
ورأى الجميلي، أنه "من الممكن أن يكون لحزبه تحالفات سياسية مع بعض الشركاء سواء في المكون السني أو غيره، بعد الانتخابات، وهذا الأمر خاضع للحوار والتفاوض، خاصة بعد ما كل جهة سياسية تعرف حجمها الانتخابي بعدد المقاعد النيابية".
في المقابل، أشار تحالف "العزم" برئاسة مثنى السامرائي، إلى عدم وجود اتفاق سياسي سني على تشكيل تحالفات انتخابية كبيرة لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة.
وقال القيادي في التحالف عزّام الحمداني في تصريح لمنصّة "الجبال"، إن "القوى السياسية السنية لغاية الآن لم تحسم أمر تشكيلها تحالفات انتخابية كبيرة تجمع بعض الكتل والأحزاب قبل الانتخابات، فالأمور ما زالت قيد الحوار فقط، ولا اتفاق بخصوص ذلك حتى الساعة".
وأضاف: "بحسب المتوقع، فإن الكتل السياسية السُنية سوف تخوض انتخابات مجلس النواب المقبل بأكثر من قائمة انتخابية وليس عبر تحالف كبير يجمعها، وهذا الأمر بسبب التطابق في الكثير من وجهات النظر، كحال باقي الأطراف السياسية في المكون الشيعي، لكن الاندماج ما بعد الانتخابات أمر ممكن ووارد من أجل تشكيل تحالف سياسي كبير يجمع الفائزين من القوى السنية".
ولتحالف "السيادة" بزعامة خميس الخنجر، حراك مغاير لحراك ورؤية باقي القوى السياسية السُنية في إطار طبيعة المشاركة في الانتخابات المقبلة، حيث يسعى إلى تشكيل تحالف انتخابي سياسي يجمع كافة القوى السياسية السنية.
النائب عن التحالف طه المجمعي، قال إنه "حتى الساعة لا اتفاق على تشكيل تحالف انتخابي سياسي سني كبير، لكن هناك مساع من أجل ذلك، فنحن نعمل على تشكيل كتلة انتخابية سياسية كبيرة، تضم السُنة؛ لضمان حقوق المكوّن والتصدي لمطالب المكون عبر هذا التشكيل".
وأوضح المجمعي في تصريح لمنصّة "الجبال"، أن "هناك حوارات مستمرة ومتواصلة وما زال هناك وقت من أجل حسم قضية التحالفات الانتخابية السنية، وحتى وإن لم تتشكل تحالفات انتخابية سنية كبيرة، فسيكون هناك تحالفات سياسية جامعة ما بعد الانتخابات، وهذا الأمر عمل عليه في جميع العمليات الانتخابية السابقة سواء البرلمانية أو مجالس المحافظات مؤخراً".