بعد تناوله بدمشق.. خبير اقتصادي يتحدّث عن جدوى إعادة إحياء الخط النفطي العراقي – السوري

4 قراءة دقيقة
بعد تناوله بدمشق.. خبير اقتصادي يتحدّث عن جدوى إعادة إحياء الخط النفطي العراقي – السوري أنبوب نفطي

أكد الخبير الاقتصادي المختص في شؤون النفط والطاقة، نبيل المرسومي، عدم وجود أي جدوى اقتصادية من إعادة بناء الخط النفطي العراقي السوري "كركوك -بانياس".

 

وقال المرسومي، في حديث لمنصة "الجبال"، اليوم السبت، إنه "لا توجد أي جدوى اقتصادية من إعادة بناء الخط النفطي العراقي – السوري خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأن هذا الخط يربط بين حقل كركوك وبانياس"، معلّلاً ذلك بأن "معظم إنتاج حقول كركوك التي تبلغ نحو 300 ألف برميل يومياً يجري استهلاكها داخلياً وحتى لو طوّرت برتش بتروليوم حقول كركوك فإنها لن تضيف سوى 112 الف برميل إلى الانتاج الحالي".

 

وأضاف أن "هذا يعني ارتفاع كبير في كلفة النقل ورسوم المرور، ولهذا أصلا إن الخط متوقف منذ فترة طويلة، فالعراق لا يريد طرح الفكرة للنقاش وليس هناك أي قرار نهائي بشأن إعادة تفعيل الخط في المستقبل القريب"، مردفاً: "يجب على العراق أن يفكر في مصلحته الاقتصادية حصراً بدل مصالح الدول الأخرى، فبعض القرارات ربما يكون لها أضرار مالية واقتصادية، بدل من المنفعة".

 

مباحثات جديدة

 

وأمس الجمعة، توجّه وفد رفيع المستوى بقيادة رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية بحث خلالها الوفد العراقي مع القيادة السورية الجديدة توسعة فرص التعاون الأمني والاقتصادي بين الجانبين.

 

والتقى الشطري مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد ألشرع، وسلّمه دعوة رسمية لحضور مؤتمر بغداد المزمع عقده في العاصمة العراقية في أيار المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر تحفظت على الكشف عن هويته، أن "الوفد العراقي برئاسة الشطري، التقى الشرع، وعدد من المسؤولين الحكوميين وبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها بالضدّ من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري ومناقشة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط".

 

وفي كانون الأول الماضي، كشف المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، عن خارطة طريق عراقية تتكون من 11 مساراً، للتعامل مع سوريا الجديدة، بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشيراً إلى "خطط استثمارية  عراقية طموحة بين دمشق وبغداد".

 

ذكر العوادي أن "العراق يفكر بإحياء خط تصدير النفط الذي يمر بميناء بانياس، إذ يبحث العراق عن منافذ جديدة لتصدير النفط"، وهو أول منفذ للعراق لتصدير نفطه إلى بقاع العالم.

 

بهذا الخصوص، أكد عضو لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي، النائب صباح صبحي، في وقت سابق لمنصة الجبال أن "هذا المشروع (خط كركوك - بانياس) هو من المشاريع التي ليس من الممكن أن تنهض بفترة قياسية، بل يحتاج إلى سنوات"، لافتاً إلى أن "هذا الأنبوب مدمر ويحتاج إلى تأهيل والعديد من الإصلاحات الجذرية، فليس من السهل الحديث عن هذا الأنبوب إلا بعد سنوات وصرف الملايين عليه".

 

بحسب التقديرات فإن إعادة إحياء الأنبوب يحتاج إلى أكثر من 8 مليارات دولار تقريباً، فيما يعتبر مختصون أن هذا رقم كبير كون طاقة الخط التصديرية تُقدر بـ700 ألف برميل يومياً فقط، وفق مصدر رفيع داخل وزارة النفط العراقية.

 

وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح سابق لمنصة الجبال، أن  خط "كركوك - بانياس" يوفر منفذاً حيوياً على البحر الأبيض المتوسط، ومن شأنه تعزيز قدرات العراق التصديرية وتقليل الاعتماد على المسارات الحالية ذات التكلفة العالية، "إلا أن التقدم في تنفيذه يبقى مرهوناً بتحسن الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا، بالإضافة إلى التوصل إلى توافقات تضمن استقرار العمل على الأنبوب في المستقبل".

 

بجهة مقابلة، يرى مختصون أن "الأحداث تُظهر أن العوامل الإقليمية والسياسية تعرقل تحقيق المصالح الاقتصادية والاستراتيجية بين بغداد ودمشق"، وقال المتخصص في مجال النفط والطاقة، محمد هورامي، في وقت سابق للجبال: "رغم الأهمية الكبيرة لأنبوب كركوك - بانياس كمنفذ للعراق على البحر المتوسط، فلا تحبذ المصالح الإقليمية الكبرى تفعيله، كما هو الحال مع العديد من المشاريع الاستراتيجية الأخرى للطاقة التي ظلت حبيسة التصريحات دون تنفيذ فعلي".

الجبال

نُشرت في السبت 26 أبريل 2025 01:45 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.