ما أسباب انخفاض سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي؟

3 قراءة دقيقة
ما أسباب انخفاض سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي؟

كشف استاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، الخميس 24 نيسان 2025، أسباب انخفاض سعر صرف الدولار الأميركي أمام الدينار العراقي في الأسواق المحلية.
 
 
 
وشهدت البورصات المحلية في العاصمة بغداد، عصر اليوم، ارتفاعاً في قيمة الدينار عند الإغلاق، ووصل سعر البيع إلى 145,500 دينار لكل 100 دولار، والشراء عند 143,500 دينار لكل 100 دولار.
 
 

وكان سعر صرف الدولار في الأسواق العراقية ارتفع بشكل ملحوظ في خريف 2024 وتجاوز 1550 ديناراً لكل دولار أي 155.000 دينار لكل 100 دولار، في بعض المناطق.

 

سياسات ترامب

وقال السعدي في حديث لـ"الجبال" إن "الانخفاض الحالي في أسعار صرف الدولار الأميركي لا يمكن عزله عن السياق الاقتصادي والسياسي العالمي الذي يمر بتحولات عميقة. فالولايات المتحدة تواجه منذ فترة مؤشرات اقتصادية سلبية، منها تباطؤ النمو وتراجع بيانات مبيعات التجزئة، ما عزز توقعات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى تخفيض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهذا التوجه يؤدي بطبيعته إلى إضعاف جاذبية الدولار كعملة ادخار واستثمار، ويزيد من الضغوط عليه في أسواق الصرف".
 
 
وأضاف: "كذلك، فإن السياسات الاقتصادية التي تبنتها الإدارة الأميركية مؤخراً، وعلى رأسها فرض الرسوم الجمركية على عدد من السلع، ساهمت في رفع تكاليف الاستيراد وزادت من معدلات التضخم، مما انعكس سلباً على ثقة المستثمرين بأداء الاقتصاد الأميركي في الأجل المتوسط".
 
 
وتابع: "إلى جانب العوامل الداخلية، هناك أيضاً تحولات عالمية بدأت تُحدث تأثيراً تدريجياً على مكانة الدولار"، مبيناً أن "التوجه المتسارع من بعض القوى الدولية، كدول مجموعة البريكس، نحو تقليص الاعتماد على الدولار في التبادلات التجارية والمالية يعكس بداية تآكل المركز الاحتكاري الذي كان يتمتع به الدولار منذ عقود، وهذه السياسات المتعددة الأقطاب بدأت تترك آثاراً واضحة في ميزان القوة النقدية على مستوى العالم".
 
 

العوامل الداخلية

 
أما بخصوص الوضع في العراق، وفق الخبير، فإن "ما شهدناه مؤخراً من انخفاض في سعر صرف الدولار يعود إلى تراجع الطلب المحلي خلال شهر رمضان، حيث يقل النشاط التجاري والسفر، ما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في الطلب على العملة الصعبة، إلا أن هذا الانخفاض ليس مستداماً، ومن المرجح أن يعاود الدولار الارتفاع مع عودة الطلب إلى مستوياته الاعتيادية، خصوصاً مع اقتراب مواسم الاستيراد الصيفية، أو في حال ظهور معوقات في تدفق العملة الأجنبية إلى السوق العراقية".
 
 
وختم استاذ الاقتصاد الدولي حديثه بالقول، إن "ما نراه من تراجع في سعر صرف الدولار هو انعكاس لحالة من القلق وعدم اليقين الاقتصادي أكثر من كونه تحولاً استراتيجياً طويل الأمد".
 
 
واعتبر السعدي أن "الدولار لن يفقد مكانته العالمية بسهولة، لكنه لم يعد العملة التي لا ينافسها أحد، والعالم يتجه تدريجياً نحو توازنات نقدية جديدة سيكون لها تبعات عميقة على الاقتصادات النامية، ومن بينها العراق".
الجبال

نُشرت في الخميس 24 أبريل 2025 07:34 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.