بين مشروع فلك واعتراض التميمي صراع المحافظة يتوهج.. "الزبير على صفيح ساخن"

4 قراءة دقيقة
بين مشروع فلك واعتراض التميمي صراع المحافظة يتوهج.. "الزبير على صفيح ساخن" منصور التميمي ومحمد فلك

تحتدم الخلافات في البصرة مع تصاعد النقاش حول مشروع تحويل قضاء الزبير إلى محافظة مستقلة، وهو المشروع الذي لاقى تأييداً بارزاً من الشيخ محمد فلك، وكيل المرجعية الدينية، الذي أكد أنه ثمرة دراسات معمقة وحراك نخبوي واسع . 

 

ورغم دعم الشيخ محمد فلك للمشروع باعتباره "مدروساً قانونياً ويحظى بتأييد النخب"، هاجم الشيخ منصور الكنعان التميمي الفكرة بشدة، محذراً من "أنها تمهد لتفتيت وحدة البصرة". 

 

وفي رسالة صوتية نشرها مؤخراً، جدد الشيخ منصور الكنعان التميمي رفضه القاطع لفكرة تحويل الزبير إلى محافظة مستقلة، مشيراً إلى أن "الزبير جزء لا يتجزأ من البصرة" وأن "المطالبات الحالية تهدف إلى تقسيم المنطقة لأغراض سياسية ضيقة".

 

قال التميمي في تصريح عبر بصمة صوتية، تابَعته منصة الجبال، إن “الزبير ليست مجرد مساحة جغرافية على الخريطة، بل تمثل ركناً أساسياً من تاريخ البصرة العريق، وسكانها امتداد لأصالة القبائل العربية التي صنعت هوية المدينة”، مضيفاً أن "المحاولات الجارية لتقسيم البصرة عبر مشروع تحويل الزبير إلى محافظة مستقلة لا تخدم إلا أجندات انتخابية ضيقة، وتهدد بنسف وحدة المحافظة وضرب تماسكها الاجتماعي".

 

وتأتي تصريحات التميمي في وقت كان قد أبدى فيه الشيخ محمد فلك تأييده لمشروع تحويل الزبير إلى محافظة، مبيناً أن ذلك "ليس قراراً ارتجالياً، بل هو مشروع تمت دراسته بعناية من قبل أبناء الزبير أنفسهم، مدعوماً بحراك جماهيري من مختلف شرائح المجتمع".

 

وفقاً لما ذكره الشيخ فلك في وقت سابق، فإن هذا التحول "سيتيح للزبير الاستقلال الإداري الذي سيعزز من قدراتها التنموية، ويمنحها فرصاً أكبر لتحسين الوضع الخدمي والاقتصادي".

 

وفي رد غير مباشر على تصريحات فلك، شكك الشيخ منصور الكنعان في دوافع السياسيين الداعمين لمشروع تحويل الزبير، مؤكداً أن من يروج لهذه الفكرة “إما يجهل تاريخ الزبير أو يسعى لتحقيق مصالح ضيقة على حساب وحدة البصرة”. 

 

واعتبر الكنعان أن الوثيقة التي وقعها أكثر من مئة نائب لا تعبر عن إرادة أبناء البصرة، بل "تمثل محاولة مكشوفة لإثارة الانقسام"، قائلاً: "هؤلاء إما يجهلون تاريخ الزبير، أو يخضعون لحسابات انتخابية تهدد تماسك المدينة".

 

وأشار الكنعان إلى أن التركيز على الزبير دون غيرها من المحافظات يكشف عن "رغبات استثمارية وطموحات خفية" تقف وراء مشروع التقسيم، مبيناً أن ما يجري هو "محاولة مكشوفة للاستحواذ على خيرات الزبير، واستغلال مطالب أهلها لتحقيق مكاسب شخصية على حساب وحدة البصرة ونسيجها الاجتماعي".

 

لم يقتصر اعتراض التميمي على البعد السياسي فحسب، بل شدد أيضاً على أن "الزبير تحمل إرثاً تاريخياً ودينياً مهماً"، لافتاً إلى معالمها الشهيرة مثل "مسجد الخطوة" الذي وصفه بأنه "إرث لكل البصريين".

 

ويرى التميمي بمحاولة فصل الزبير عن البصرة "مساساً بإرث تاريخي يشكل جزءاً أساسياً من هوية المدينة الكبرى"، مشدداً على أن الزبير بكل ما تحمله من تاريخ ودماء مشتركة، ليست ملكاً لأي جهة أو فئة، بل هي جزء لا يتجزأ من البصرة، ويجب أن تبقى كذلك، مضيفاً: "الحفاظ على هذا الانتماء هو مسؤولية الجميع".

 

كما حذر التميمي من أن محاولة تقسيم الزبير إلى محافظة مستقلة "قد تفتح الباب لتفتيت أكبر في المستقبل، ما قد يؤدي إلى ضعف الوحدة الاجتماعية والسياسية بين مكونات البصرة". وقال: “إذا بدأنا بتقسيم الزبير، فمن الممكن أن نشهد في المستقبل دعوات لتقسيم مناطق أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى فوضى سياسية وخلل في استقرار البصرة بشكل عام”.

 

ووسط اشتداد الانقسامات، يبقى مستقبل الزبير مفتوحاً أمام جميع السيناريوهات، مع تصاعد الجدل حول مصير وحدة البصرة، المدينة التي تجمع أطيافاً اجتماعية وثقافية متشابكة.

الجبال

نُشرت في السبت 19 أبريل 2025 01:30 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.