قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، إن العراق وصل إلى مرحلة لا يحتاج إلى بعثة الأمم المتحدة.
وقال الحسان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في أعمال اليوم الأول من "ملتقى السليمانية 9"، اليوم الأربعاء 16 نيسان 2025، إن "السنوات القليلة الماضية جاءت كبيسة على المنطقة وشعوبها، وإن شعوب الشرق الأوسط تعبت من الصرعات والحروب التي لا تنتهي"، و"نحن لا نشير إلى القضية الفلسطينية فحسب، بل لما يزيد عن أربعة قرون من الاستعمار والاحتلال والتدخلات الأجنبية، ما خلق واقعاً جعل الشعوب تتعايش مع هذه الأوضاع السيئة، وتتقبله، وتفقد الأمل بالخروج من هذه الدوامة".
وفي كلمته التي خصها حول الأوضاع في الشرق الأوسط والعراق في الحاضر والمستقبل، أشار إلى أن "أطفال العراق وغزة بُقتلون على مسمع ومرأى الجميع على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا لا يجوز"، مضيفاً: "آن الأوان لتظافر الجهود لرسم واقع جديد ومستقبل يطلق العنان للقدرات الهائلة بالمنطقة".
وأردف: "هناك قدرات هائلة لدى شعوب الشرق الأوسط، خصوصاً في العراق"، مبيناً أن "العراق كغيره من دول الشرق الأوسط نال نصيبه من الصراعات والأزمات بسبب مشاريع داخلية وخارجية".
وفي رسالة للعراقيين، قال: "رسالتنا لكم أن تحافظوا على اللحمة الوطنية، وتنأوا بأنفسكم عن الخلافات والفرقة والشقاق، وتلتمّوا حول قياداتكم المخلصة التي تسعى إلى نقل هذه البلد إلى مرحلة آمنة، واحترام المكونات (جميع المكونات)، والمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل حيث دولة المؤسسات وسلطة القانون".
بحسب قول الحسان "التغيير سنة من سنن الكون، والعراق شهد العديد من التحولات والتغييرات، ويمكن للعراقيين جعل تلك التحولات إيجابية وتقليل انعكاساتها السلبية على البلد"، مبيناً أن "أمام العراق فرصة سانحة لاستعادة دوره الحضاري في منطقة الشرق الأوسط ولا يوجد عائق أمام ذلك، آن الأوان لأن يضع خطوطاً وطنية لمستقبل يخدم العراقيين بالدرجة الأولى ويبعد البلد عن التجاذبات الإقليمية والدولية. وإن مثل هكذا مشروع وطني بدأ يتشكل".
وقال أيضاً: "ثمة أمور كثيرة على المحك، لكن يمكن التغلب على التحديات بقدرة القيادات والتلاحم بين الشعب والقيادات".
ذكر الحسان أنه "لا يمكن المخاطرة بكل المكاسب، وبعد كل التضحيات التي دفعها الشعب العراقي، وكانت بعثة الأمم المتحدة جزءاً من هذه المسيرة وهذه التضحيات. وإن مهمة بعثة (يونامي) ستأتي إلى النهاية خلال هذا العام، والعراق انتقل إلى مرحلة لا يحتاج فيها إلى هذه البعثة، بل يحتاج إلى خدمات من قبل الوكالات المتخصصة"، لافتاً أن "نحن شركاء مع الحكومة العراقية في ذلك. وعلى ثقة بأن العرقيين سيواصلون السير على طريق بناء السلام والتنمية وترسيخ دعائم دولة القانون في البلد".
