أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن الوجود التركي في مناطق بإقليم كوردستان مرتبط بوجود حزب العمال الكوردستاني بتلك المناطق، وأن العراق يتبع إجراءات قانونية لحظر الحزب. ذلك بالتزامن مع الرفض المرافق للعمليات العسكرية التي تنفذها تركيا ضد الحزب الذي تدرجه في قائمة "الإرهاب" في الأراضي العراقية.
وذكر حسين في مقابلة تلفزيونية، الثلاثاء 20 آب 2024، إن حزب العمال الكوردستاني موجود في مناطق سنجار ومخمور وكركوك والسليمانية، وهو يسبب مشكلة للعراق، موضحاً أنه "لا يمكن استخدام القوة في التعامل مع حزب العمال الكوردستاني"، و"الجيش التركي يجب أن ينسحب في مرحلة معينة".
شدد وزير الخارجية: "لا يجب دفع المجتمع العراقي والدولة إلى حالة الفعل ورد الفعل، وأن دفع العراق إلى حالة الحرب أمر خطير"، مؤكداً أنه "نتحرك داخلياً وخارجياً لعدم وضع العراق في موقف حرج، وأن الحكومة والبرلمان هما فقط من يمتلكان قرار الحرب والسلم".
وقال: "نجحنا بوقف رد الولايات المتحدة على قصف قاعدة عين الأسد في الأنبار، وملتزمون بحماية المستشارين والدبلوماسيين الأجانب والذين يتواجدون في قواعدنا بناء على تفاهمات ثنائية".
"المباحثات مع التحالف الدولي بشأن الانسحاب مستمرة ولم تتوقف، لكن توترات المنطقة أجّلت تحديد توقيت انسحاب القوات، ولغاية الآن لم يتوصل الطرفان إلى قرار نهائي بشأن موعد انسحاب التحالف الدولي من الأراضي العراقية"، حسب قول حسين.
إلى جانب القضايا الأمنية، تطرق وزير الخارجية العراقي في حديثه التلفزيوني إلى العلاقات مع الجوار، التوتر الدبلوماسي الذي سببته تصريحات سفير بريطانيا في بغداد مؤخراً، ومسار مشكلة رئاسة البرلمان العراقي أيضاً.
فيما يتعلق بالعلاقات مع أيران، ذكر حسين أن "إيران هاجمت إقليم كوردستان بناء على معلومات (غير صحيحة)"، مشيراً إلى إبلاغ طهران رسمياً بأنه "من الخطأ شن أي هجوم على كوردستان"، ووجود تفاهمات مع الجانب الإيراني بشأن الأحزاب الإيرانية المعارضة.
وسلمت الخارجية العراقية مذكرة للسفارة البريطانية احتجاجاً على تصريحات أدلى بها السفير البريطاني في العراق، خلال استضافته ببرنامج تلفزيوني، حول دور الفصائل المسلحة بالعراق والحنين إلى وجود اليهود في المجتمع العراقي، ما عدّته بغداد تدخلاً من السفير بشؤون البلاد الداخلية. ولفت حسين إلى أن حديث السفير البريطاني عن الوضع العراقي "غير صحيح" وأنه اعتذر شخصياً عن تصريحاته.
أما عن أزمة رئاسة البرلمان العراقي المستمرة منذ 10 أشهر، نوّه حسين إلى وجود لجنة تفاوضية بين الشيعة والسنة لحل مشكلة رئيس البرلمان، وأن "الإطار التنسيقي نفى فتح باب الترشيح لرئاسة مجلس النواب، كما أن الكتل السنية لم تتوافق بشأن مرشح واحد لرئيس البرلمان".