أعلن مجلس محافظة ذي قار عن تصنيف قضاء سيد دخيل، شرق الناصرية، كمدينة "منكوبة" نتيجة الأضرار المتكررة التي لحقت به جراء شح المياه، ما أدى إلى تفاقم سوء الأوضاع البيئية والزراعية في المنطقة.
وصرّح الناطق الرسمي لمجلس محافظة ذي قار، أحمد سليم، لمنصة "الجبال"، بأن "المجلس عقد اجتماعاً استثنائياً مساء الاثنين استغرق ساعات، استضاف خلاله مسؤولين ومختصين في إدارة الموارد المائية".
وأوضح أن الاجتماع أفضى إلى اتخاذ عدد من القرارات أبرزها "إعلان قضاء سيد دخيل مدينة منكوبة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بها نتيجة انقطاع المياه، وتشكيل غرفة عمليات برئاسة المحافظ مرتضى الإبراهيمي وعضوية نائب رئيس المجلس مرتضى السعيدي والأعضاء عبد الباقي العمري وزينب الأسدي، إضافة إلى عدد من مدراء الدوائر المختصة، لمتابعة ملف المياه وأيضاً تشكيل لجنة تنسيقية برئاسة رئيس المجلس عزة الناشي، للتنسيق مع محافظة واسط بشأن الحصصالمائية المخصصة لذي قار".
من جهته، أكد مدير مياه ذي قار أحمد عزيز، أن المحافظة تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة انخفاض كميات المياه الواردة عبر نهر الغراف ليتسبب بتوقف جزئي بمشاريع محطات مياه الإسالة.
وأضاف أن فرق الصيانة تعمل على زيادة أطوال ممصات المحطات لضمان استمرار تشغيلها، إلى جانب تنفيذ عمليات تنظيف للأنهار وإزالة النباتات المائية التي تعيق تدفق المياه.
وفي السياق ذاته، أوضح معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل غزوان السهلاني، أن أزمة شح المياه تعود إلى عدة عوامل، منها انتشار نبات الشمبلان في الجداول المائية تزامنت مع قلة التخصيصات المالية المخصصة لوزارة الموارد المائية فضلا عن تجاوز بعض المزارعين على الخطة الزراعية المقررة وزراعة محاصيل خارج الجدول المحدد.
وأشار السهلاني إلى أن الحلول المطروحة تتضمن "تحجير" إيقاف بعض الجداول المائية في مقدمة سدة الكوت ونهر الغراف، باستثناء الجداول التي تحتوي على محطات مياه الإسالة، بهدف تأمين كميات مياه كافية تصل إلى نهر البدعة شمال الناصرية.
يُذكر أن قضاء سيد دخيل الواقع شرق الناصرية يضم أكثر من 65 ألف نسمة يعتمدون بشكل أساس على الزراعة والصيد كمصدر رئيس للرزق، إلا أن شح المياه في السنوات الأخيرة أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية ودفع العديد من السكان إلى النزوح نحو المدن والأقضية المجاورة بحثاً عن مصادر معيشية بديلة.
وأفادت دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة ذي قار بأن أكثر من 52 ألف شخص نزحوا من مناطق مختلفة داخل المحافظة خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة التغيرات المناخية الحادة وشح الموارد المائية، ما يعكس خطورة الأزمة وتأثيرها المباشر على السكان المحليين.