علّق المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، حول الضجة التي رافقت مراقبة هلال شوال لتثبيت موعد عيد الفطر، وما تداول عن تدخل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالعملية، مؤكداً أن ذلك "عار عن الصحة ولا أساس له".
العوادي وفي تصريح أدلى به لوكالة الانباء الرسمية، اليوم الإثنين، قال إن "الحديث عن تدخل رئيس الوزراء، بشأن تثبيت رؤية الهلال وتحديد يوم عيد الفطر المبارك عارٍ عن الصحة ولا أساس له"، معرباً عن أسفه لأن "بعض السياسيين يعمل على زج المؤسسات الدينية في حلبة الصراع على النفوذ والمناصب".
وأكد العوادي أن "رئيس الوزراء يؤمن بمنح المؤسسات الدينية حقها ومساحتها في هذا المجال الخاص بها حصراً، وينأى بنفسه عن هذه الأمور، كونها تعود إلى تقدير مراجع الدين والفقهاء والمؤسسات الشرعية".
وتابع: "رئيس الوزراء يشدد على احترام جميع القناعات في إطار مساحة جميع معتقدات أبناء الشعب العراقي".
أثار تحديد موعد عيد الفطر ثم منع إقامة صلاة العيد اليوم الأحد 30 آذار 2025 في المساجد العراقية، ردود أفعال غاضبة في الشارع العراقي والأوساط السياسية، وذلك بعد الإرباك الذي حصل جراء تضارب البيانات بين ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي وهيئة علماء المسلمين في العراق ودار الإفتاء العراقية، بشأن موعد عيد الفطر، حيث أعلن الديوان والمجمع الفقهي أن يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر، وذلك على العكس من إعلان دار الإفتاء وهيئة علماء المسلمين، وهو أن الأحد أول أيام عيد الفطر.
هذا التضارب، أدى إلى انقسام الآراء بشأن الاستمرار في الصيام يوم الأحد 30 آذار من عدمه، حتى أن بعض المساجد في بغداد والأنبار ونينوى ومحافظات أخرى، كانت قد بدأت بتكبيرات وتهليلات العيد.
وفي أعقاب ذلك، انتشر مقطع صوتي منسوب لمدير مكتب رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي، يوجه فيه أئمة المساجد بـ"عدم إقامة صلاة العيد اليوم الأحد كونه متمماً لرمضان، وأن من سيخالف سيتعرض للمساءلة والمحاسبة"، وذلك بناء على تبليغ رسمي، على حدّ قوله.
أعقب الموقف مطالبات سياسية بإقالة رئيس ديوان الوقف السني العراقي.
قال السياسي العراقي ظافر العاني في تدوينة تابعتها "الجبال"، إنه "في رئاسة المالكي الثانية أغلقت مساجد السنة مراراً بما فيها جامع الإمام الأعظم، فدفع بعدها ثمناً سياسياً متمثلاً برفضنا استيزاره مرة أخرى".
وأضاف، "وعلى رئيس الوزراء التبرؤ مما نسب إليه بإرغامه الوقف السني على تبني يوم محدد مسبقاً لعيد الفطر ولا أجد سبيلاً إلا بإقالة رئيس الوقف السني".
ووجّه السياسي مشعان الجبوري، رسالة إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجاء فيها: "الأخ دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الموقر.. أيامكم سعيدة مع أطيب التمنيات لكم بأيام مباركة، متمنين أن يحلّ علينا العيد القادم وقد أعدتم الوقف السنيّ إلى أهله، كما كان عبر التاريخ".
وتابع: "دولة الرئيس، هل استطاع أيّ حاكم في العراق – عبر السنين – أن يُجبر الشيعة على أن يُعيّدوا مع أهل السنّة، أو أن يُلزم السنّة بالعيد وفق رؤيةٍ أخرى؟. أليس من الثوابت أن كل طائفة كانت تُعيّد وفق فتوى مراجعها، دون تدخل أو إكراه؟. إذا كنا سنستثني اعتباركم مسؤولين عن (قانون عيد الغدير) الذي أقره البرلمان في عهدكم وجعله عطلة رسمية مفروضة على الجميع، فإن شعوراً قوياً يخيم على أهل السنّة بأن محاولة مشعان الخزرجي فرض (توحيد العيد) عليهم، ما كان ليجرؤ عليها دون موافقتكم أو إرضائه للدولة العميقة".
وأضاف، "وبذلك، تصبحون يا دولة الرئيس أول حاكم في تاريخ العراق تُغلق المساجد في عهده بوجه المصلين السنّة، لمنعهم من إقامة صلاة العيد، أترضون أن يُخلّد هذا في سجلّ تاريخكم؟".
واختتم تدوينته قائلاً إن "إقالة مشعان الخزرجي خطوةٌ ضرورية إذا كنتم حريصين على تبرئة ساحتكم من هذه الواقعة".