"الكارثة الكبرى".. البجاري تفجّر غضباً في البصرة بعد تصريح "لون البشرة"

4 قراءة دقيقة
"الكارثة الكبرى".. البجاري تفجّر غضباً في البصرة بعد تصريح "لون البشرة" زهرة البجاري (فيسبوك)

قالت إن "البيض هم أهل البصرة الأصليون"

لم تكد البصرة تلتقط أنفاسها من الجدل حول تحويل قضاء الزبير إلى محافظة، حتى اندلع جدل جديد لكنه هذه المرة ليس حول جغرافيا المنطقة وإدارتها، بل حول ألوان بشرة السكّان والانتماء. فبينما كان الحديث عن خرائط التقسيم محور النقاش في المقاهي والأسواق الشعبية بالمحافظة ووسائل الإعلام بعد مقترح "محافظة الزبير"، أطلقت النائبة زهرة البجاري تصريحاً وصف بأنه يمثل "تمييزاً عنصرياً وطائفياً ومؤثراً على النسيج المجتمعي في البصرة".

 

وتحدثت البجاري حول "أهل البصرة الأصليين ولون بشرتهم"، خلال لقاء تلفزيوني، قائلة إن "البيض هم أهل مدينة البصرة الأصليون، وكانوا متفوقين عكس ذوي البشرة السمراء".

 

لمشاهدة جانب من اللقاء: اضغط هنا 

 

واستنكرت نائبة رئيس تجمع أبناء البشرة السمراء، كريمة المبارك، في حديث مع منصّة "الجبال"، تصريحات البجاري، ووصفتها بـ"الكارثة الكبرى"، مشيرة إلى أن "مثل هذه التصريحات تصدر عن نائبة جاءت بدعم أصوات شريحة واسعة من ذوي البشرة السمراء، الذين ساندوها حتى وصولها إلى البرلمان".

 

وقالت إن "البصرة كانت وستظل موحدة، ولا وجود لفوارق عرقية بين أبنائها، وإن وُجدت بعض الممارسات التمييزية، فإن الحكومة هي المسؤولة عن تغذيتها، وليس المجتمع".

 

وأضافت، "لا يمكن القبول بمثل هذه الخطابات التي تزرع الفرقة بين أبناء المدينة، فنحن الأصل في البصرة، ولم نأتِ من الخارج، بل كان قائدنا رجلًا أسمر قاد واحدة من أبرز الثورات في التاريخ".

 

وحذّرت المبارك من أن "هذا النوع من الخطاب قد يفتح الباب أمام صراعات اجتماعية خطيرة، ويؤدي إلى موجات من التمييز والتهميش والاضطرابات بين أبناء المجتمع الواحد".

 

من جانبه، قال الناشط المدني صلاح السعدون، إن "التصريح الذي أدلت به النائبة البجاري يعكس نوعاً من العنصرية المقيتة التي لا مكان لها في المجتمع البصري"، معتبراً أن "مثل هذه التصريحات تمثل خطراً على وحدة البصرة التي طالما تميزت بتنوعها العرقي والتعايش السلمي بين أبنائها".

 

وأوضح السعدون في حديث لمنصّة "الجبال"، أن "البصرة، بمكوناتها المختلفة، تتسم بالتعايش والاندماج بين أبناء مختلف الأصول والجنسيات منذ عصور بعيدة"، مشيراً إلى أن "هذه الأرض الطيبة شهدت على مر العصور نضالاً مشتركاً بين جميع أبنائها من كافة الألوان والعرقيات في سبيل الوطن والقيم الإنسانية العليا".

 

وأوضح السعدون، أن الكلمات العنصرية لا تساهم إلا في تعميق الخلافات بين الشعب، وبالتالي فإنها تشكل خطراً على النسيج الاجتماعي"، داعياً النائبة إلى "مراجعة تصريحاتها التي قد تقود إلى تعزيز الاحتقان الاجتماعي بدلاً من المساهمة في بناء مجتمع موحد".

 

إلى ذلك، رأى رئيس لجنة حلّ النزاعات في مجلس محافظة البصرة محمد المياحي أن "التصريحات التي تروج لها بعض الشخصيات السياسية تُعد بمثابة دعوة غير مباشرة إلى التفريق والتمييز بين أبناء البصرة، وهي خطوة قد تؤدي إلى انهيار نسيج المجتمع المتماسك"، محذراً من أن "هذا النوع من الخطاب قد يُفضي إلى مشكلات اجتماعية معقدة تتراوح بين التنمر والقتل وصولًا إلى حالة من التشظي الاجتماعي".

 

وأضاف، في تصريح لمنصّة "الجبال"، أن "تصريحات البجاري مؤذية وتضفي طبقات من العنصرية والتمييز على مجتمع لطالما تفرد بالوحدة الاجتماعية بين جميع فئات الشعب، حيث يعايش البصريون بعضهم البعض بسلام دون تفرقة من أي نوع المجتمع البصري بأسره، من مختلف الألوان والأعراق، قد ضحى من أجل الوطن والوحدة، وأن هذه التصريحات تشكك في هذا التاريخ الطويل من التعايش الذي ميز البصرة عن غيرها من المدن".

 

 

الجبال

نُشرت في السبت 29 مارس 2025 11:33 م

شارك هذا المنشور

ما رأيك في هذا المنشور؟
أعجبني لم يعجبني

اشترك في النشرة البريدية


© 2025 الجبال. كل الحقوق محفوظة.