في ظل تزاحم التصريحات والتوقعات بشأن مصير الفصائل المسلّحة والحشد الشعبي، والرسائل الأميركية الأخيرة في هذا السياق، استبعد الإطار التنسيقي الذي يجمع القوى السياسية الشيعية الحاكمة في العراق، حلّ الحشد الشعبي، واصفاً الأمر بـ"حلم إبليس بالجنّة" لضرورة وجوده بسبب "مخاطر داخلية وخارجية على العراق"، فيما أشارت لجنة الأمن والدفاع النيابية إلى أن حلّ الحشد الشعبي لن يتم إلا بـ"طريقة وحيدة".
وتأتي تلك التصريحات، في ظل توجيه "رسائل وملاحظات" أميركية إلى طهران، تضمنت ملف الحشد الشعبي والفصائل المسلّحة في العراق.
وكشف السفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق، عن أن "رسالة ترامب لطهران تضمنت طلباً بحلّ الحشد أو دمجه وهو أمر غير مقبول لدينا"، موضحاً أن "قرار حلّ الحشد هو قرار عراقي وأعتقد أن ذلك مستحيل. كما أننا نرفض التفاوض بشأن الصواريخ الباليستية".
وقال القيادي في الإطار التنسيقي علي الفتلاوي، في لمنصّة "الجبال"، إن "الحشد الشعبي مؤسسة أمنية عسكرية رسمية لا يمكن حلها لوجود ضروريات أمنية ومخاطر داخلية وخارجية على العراق، والحديث عن حلّ الهيئة هو مجرد حلم لم ولن يتحقق، وهي عبارة عن (حلم إبليس في الجنة)"، على حد وصفه.
وأشار الفتلاوي إلى أن "العراق عبر القنوات الحكومية الرسمية أكد عدم وجود أي طلب أميركي أو دولي حول حلّ الحشد الشعبي، رغم أن تلك الرغبة موجودة والكل يعرف ذلك، فالحشد أفشل مخططات تلك الأطراف وما زال يعمل على إفشالها وهو صمام أمان الأمن والعملية السياسية والديمقراطية في العراق، ولهذا لا حلّ للهيئة مهما كانت الضغوطات والطلبات والرغبات".
طريقة وحيدة "مستحيلة" للحل
من جانبها، تحدثت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، عن "الطريقة الوحيدة" التي يمكن من خلالها "حلّ هيئة الحشد الشعبي"، فيما أكدت بان تلك الطريقة ليست صعبة بل هي مستحيلة.
وقال عضو اللجنة ياسر وتوت، في لمنصّة "الجبال"، إن "العراق لا يتعامل مع أي طلبات ورغبات خارجية بشأن حلّ هيئة الحشد الشعبي، فهذا الأمر داخلي وهذه هيئة رسمية ومرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة وهي تتحرك وفق أوامره، ولهذا أي طلب أميركي أو غيره مرفوض ولا علاقة لإيران بالهيئة فهذه مؤسسة عراقية رسمية، وليس لإيران أي تأثير عليها".
وذكر وتوت، أن "هيئة الحشد الشعبي وجدت وفق قانون صوّت عليه مجلس النواب، وإلغاء القانون يحتاج إلى تصويت، فالقانون يلغى بقانون، وهذا الأمر ليس صعباً بل مستحيل ويحتاج إلى معجزة، فالأغلبية البرلمانية داعمة للحشد ووجوده، ولهذا أي حديث عن حلّ الحشد تبقى مجرد أمنيات ودعوات، ليس إلا".
وفي وقت سابق، رأى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أن الحديث عن نقل رسائل دولية للعراق عبر العلاقات "معيب"، مؤكداً أنّ أميركا قد تتحدث عن ملاحظات، لكن التدخل في قرارنا حول الحشد الشعبي "غير موجود"، كما أن حل الفصائل موجود ومرتبط بإنهاء وجود التحالف الدولي.
وقال السوداني في مقابلة تلفزيونية، إن "الادعاء بجلب رسائل من واشنطن إلى الإطار غير موجود وهي محاولة من أشخاص لصنع مكانة لها"، مدعياً أن "دول العالم تتعامل مع السلطة الرسمية والحديث عن نقل رسائل عبر العلاقات معيب".
وادّعى السوداني أن "واشنطن قد تتحدث عن ملاحظات لكن التدخل في قرارانا حول الحشد غير موجود ولا مسموح".
وقال أيضاً إن "حلّ الفصائل موجود منذ تشكيل الحكومة ومرتبط بإنهاء وجود التحالف الدولي"، مضيفاً أنه "لا يوجد فرض أو إملاءات على العراق وهناك من يعتاش على الأخبار البهلوانية"، وفق تعبيره.