يشكل الذهب وارتفاع أسعاره لمستويات قياسية عائقاً كبيراً أمام بعض الشباب الراغبين في الزواج. إلا أن موقف رئيس لجنة الإفتاء في محافظة السليمانية قد يحرّر عدداً كبيراً من الشباب من المأزق، بعد أن أوضح أن الشرع الإسلامي يبيح تقديم الطعام أو أي مواد أخرى كمهور زواج بدلاً من الذهب.
تبلغ أسعار الذهب مستويات قياسية في الأسواق العالمية، وقد سجّل المعدن الأصفر 3000 دولار للأونصة، وقد وصل سعر مثقال الذهب من عيار 21 إلى 630 ألف دينار في إقليم كردستان، ما يشكّل عائقاً مادياً كبيراً أمام كثير من الشباب المقبلين على الزواج.
وبهذا الخصوص، صرح رئيس لجنة الإفتاء في السليمانية، محمد بنجويني، لمنصة الجبال بأن "الشرع أجاز تقديم أي شيء تنطبق عليه صفة الثروة او المال، أي له قيمة مادية، سواء كان ذهباً أو فضة أو طعاماً وثياباً، كمهور للزواج. كما يمكن للشبان والفتيات الاتفاق على حفنة من التمر"، مشيراً إلى أن "هذا حدث في زمن النبي الإسلام محمد (ص)، أو الاتفاق على تعليم بضع آيات من القرآن".
ذكر رئيس لجنة الإفتاء أن "الإسلام بسّط وسهّل مطالب الزواج كثيراً، لأن عملية الزواج تقوم على أساس الود وليس المال"، داعياً الأهالي إلى "تجنّب بعض العادات السابقة، التي ترفض فيها البنات الزواج إلا بتقديم مهور كبير لها".
وقال: "نحن نؤمن بأن الإنسان ليس بشيء تحدّد له قيمة مادية، بل أنه أعظم بكثير من مقارنته أو موازنته بالذهب أو الفضة".
وسبق أن أصدرت لجنة الإفتاء في نفس المحافظة، في تشرين الثاني 2024، فتوى تبيح تقديم الأرز والديوك الرومية والإوز كمهور للعروس عوضاً عن الذهب. لتخفيف العبء على كواهل الشباب، بحسب رئيس اللجنة.
يذكر أن عوامل اقتصادية وأخرى اجتماعية باتت تدفع شريحة كبيرة من الشباب والشابات إلى العزوف عن الزواج، منها الغلاء المعيشي، ارتفاع أسعار الإيجار، وأسعار الذهب، يرافقها محدودية في الدخول وفرص العمل. وقد خفض ذلك بشكل ملحوظ نسب الزواج في السنوات الأخيرة.
ويبدأ حجم المهور في مدن إقليم كوردستان من 19 مثقالاً من الذهب (مقداراً شرعياً)، ويزيد ليصل إلى مئات المثاقيل في بعض المناطق.